إذاً عندما نمتلك الرؤية الصحيحة عن هذا العدو، عن مستوى عدائه، عن خطورته، عن وسائله وأساليبه الواسعة، ندرك أن الجزء العسكري، والجانب العسكري هو جزءٌ من المعركة معهم، جزءٌ لا بدَّ منه، ولا بدَّ من الاهتمام به، ولكنه يبقى جزءاً من هذه المعركة، وأن هذه المعركة واسعة، تتجه إلى كل مجالات الحياة، وأن نشاط العدو فيها يتعدى موقعه الجغرافي، يتعدى الموقع الجغرافي الذي قد احتله، فهو يمتد إلى كل الأمة، هذا الخطر في سعي العدو إلى إضلال الأمة، وفي استغلاله لكل ضلالٍ موجودٍ فيها من قبل، وسعيه لإفساد الأمة، ولاستغلاله لكل فسادٍ هو موجودٌ فيها أو يتواجد فيها، ولسعيه لرد الأمة عن مبادئها وقيمها الدينية المهمة، التي تصلها بالله، وتصلها برعاية الله، وتصلها بتأييد الله -سبحانه وتعالى-، وأيضاً تفيدها في واقع هذه الحياة، ويترتب عليها نتائج إيجابية، تجعل منها أمةً قويةً ومنعةً وحصينةً، وأمةً ناجحةً وفاعلة، هذا الخطر من جانب العدو هو يمتد إلى الأمة بكلها، إلى كل الشعوب، إلى كل البلدان، هو يخوض هذه المعركة بهذه الوسائل، ويمتد شره ونشاطه على مستوى أوسع، حتى اللوبي الصهيوني المتواجد مثلاً في أمريكا، أو اللوبي الصهيوني المتواجد في أوروبا هو ينشط على مستوى واسع، ولهذا يأتي الحديث في القرآن الكريم عنهم على نحوٍ أوسع، {لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ}؛ لأن اللوبي اليهودي المتواجد في كل بقعةٍ من بقاع العالم، على مستوى أوروبا، أو أمريكا، هو ينشط على مستوى واسع، اليهود الصهاينة لديهم مشروع عالمي، هم يتحركون على مستوى واسع، وليسوا فقط يتجهون إلى نقطة وزاوية محدودة كل اهتماماتهم تنحصر عليها، وكل أعمالهم تتركز فيها. لا، إنما يتجهون هذا التوجه الواسع والعام.
وهذا يعطينا رؤية أيضاً عن طبيعة الصراع معهم، ومن أوجب ما يجب أن نستوعبه كأمةٍ مسلمة هو طبيعة الصراع مع أهل الكتاب، طبيعة الصراع مع اليهود الصهاينة، وأن المسألة لا تنحصر على الجانب العسكري، ولا بدَّ فيها من الجانب العسكري، هو جزءٌ أساسيٌ من هذه المعركة، وجزءٌ رئيسيٌ في هذه المعركة، ولكن حتى هو يرتبط بمقومات وعناصر لا بدَّ منها؛ لكي يكون فاعلاً، ولكي يكون ناجحاً، كما تحدثنا في المقارنة بين الأداء العسكري لحزب الله، وكيف كان ناجحاً وفعالاً بالرغم من الإمكانيات على مستوى العدد والعدة المتواضعة، في المقارنة بما امتلكته جيوش عربية خاضت معركتها العسكرية بدون تلك المقومات، اللازمة للنجاح وفشلت.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
يوم القدس العالمي 1441هـ 21-05-2020م.