يعمل اليهود جاهدين على إفساد المرأة, ونشر الفساد الأخلاقي والقيمي عبر كلّ الوسائل, فيسلخون المرأة عن هوّيتها الإسلامية, ويبعدونها عن دينها وقيمها, ويسعون لتفسّخها وتبرّجها, يقول السّيد: (هم من يعملون على نشر الفساد الأخلاقي في مختلف البلاد العربية، هم من دفعوا المرأة المسلمة، المرأة المحتشمة، المرأة التي يلزمها دينها وقيمها العربية أن تكون متأدبة ومحتشمة، هي من أصبحت الآن تتبرج، هي من أصبحت الآن تكشف شعرها وبدنها، هي من أصبحت الآن تزاحم الرجل في جميع مناحي الحياة بحجة مشاركتها في المجال السياسي.
الآن في اليمن يطعِّمون المكاتب بالنساء، هنا مدير وهنا سكرتيرة لتكون أجواء المكتب لطيفة، لتكون أجواء المكتب كلها أجواء حب .. ومتى سينصح هؤلاء لشعبهم وأجواء مكاتبهم كلها حب؟ يسرح الموظف من بيته وهو يحاول كيف يكون شكله مقبولاً أمام الموظفة، أمام السكرتيرة، أو أمام امرأة أخرى تشاركه في مكتبه، الآن يعملون على أن تشارك المرأة الرجل في المكاتب، في الدوائر الحكومية، ويعتبرون أن هذه هي المشاركة الحقيقية للمرأة في الحياة) محاضرة لتحذن حذو بني إسرائيل.
وهنا يبيّن السّيد أنّ المشاركة الحقيقيّة للرّجل هي المشاركة التي تقوم بها المرأة وهي تهتمّ بأمورها المنزليّة, والمعيشيّة, والتنمويّة كما هو الحال لدينا في أرياف اليمن في مواجهة الظّروف المعيشيّة الصّعبة التي فرضها علينا أعداؤنا فتعمل جاهدة في المجال الزّراعي, وتحقيق الإكتفاء الذّاتي للأسرة, يقول السيد: (تلك المشاركة التي تقوم بها المرأة في الريف, هي من تربي الأبقار، وتربي الأغنام، هي من توفر على أسرتها كثيراً من الأشياء التي يحتاج رب الأسرة إلى دفع فلوس كثيرة في توفيرها، هي تربي الأبقار، وتربي الأغنام، هي توفر الحطب، هي توفر الماء، هي تعمل جاهدةً في المجال الزراعي .. أليست هذه هي مشاركة حقيقية في التنمية؟. مشاركة تجعل الأسرة كلها تتحمل جميعاً أعباء الحياة، تلك الأعباء التي فرضها علينا هؤلاء، هذه الحياة التي أصبحت صعبة.. هذه لم يعترفوا بأنها مشاركة بل يصنفونها بأنها ظلم، وأنها امتهان للمرأة!. من أين جاء هذا التقييم؟ من أين جاء؟.
يقال أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قضى على فاطمة الزهراء بأعمال منزلية، وأعمال ترتبط بالمنزل، وعلى الإمام علي بأعمال خارج المنزل.. وهكذا المرأة في اليمن تشارك الرجل في جميع مناحي الحياة, لكن هذه التي هي مشاركة حقيقية، ويلمس الجميع أن زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم يساعدنهم مساعدة كبيرة على تحمل أعباء الحياة، هذه تصنف عند أعدائنا بأنها امتهان للمرأة!. لا، المشاركة الحقيقة هي أن تكشف نفسها ووجهها، وتزاحم الرجل هذه هي التنمية أن تزاحم الرجل في المكاتب، أن تزاحم الرجل في محطات التلفزيون، أن تزاحم الرجل في كل مناحي الأعمال الأخرى.. لا حاجة إلى هذه؛ لأن هذه ليست مشاركة حقيقية) لتحذن حذو بني إسرائيل.
ويشيد السّيد بهذا الدّور العظيم للمرأة, وهي تعمل مع زوجها, وأسرتها في تحملّ أعباء الحياة, ومواجهة ظروف المعيشة الاقتصادية الصّعبة, فتجلب لأسرتها الماء والحطب, وتعمل في المجال الزّراعي, وتربية المواشي مؤكداً أنّها تقدّم للشّعب من الخدمات الجليلة أكثر مما تقدّمه لهم الحكومات والأنظمة, ويدعو السّيد إلى توفير التّشجيع اللازم للمرأة, وهي تقوم بهذا الدّور العظيم, فيقول: (إن الذي يجب عليكم هو أن تشجعوا المرأة، هو أن تعملوا على تشجيعها، وأن تساعدوها وهي التي تعمل في مجال الزراعة، وتعمل في مجال تنمية المواشي، وهي التي تساعد رب أسرتها، تساعد زوجها، وتساعد قريبها مساعدة كبيرة، إنها تخدم الشعب أكثر منكم .. أين هي مشاريع المياه؟ هل هناك مشاريع مياه؟ من الذي يوفر المياه لنا؟ أليست هي النساء توفر المياه؟ إن النساء ينفعننا أكثر من ما تنفعنا الحكومة، إن النساء يقدمن خدمات للمجتمع أكثر مما تقدمه الحكومة.
أنتم تريدون أن تقولوا لهذه النساء: أن هذا امتهان، وأنه يجب أن تترك كل هذه الأعمال وتنطلق لتزاحم الرجل في المكتب فتخرج زوجتك، وتخرج بنتك لتعمل ساعات داخل مكتب مع شخص آخر، أيّ أجواء ستسود هذا المكتب ؟ اقرؤوا إحصائيات عما يحصل في أجواء كهذه في بلدان أوربا.. إحصائيات عن النساء كم من النساء - كما يقال بعبارتهم - يُغتصبن ممن يشاركن الرجل في أعماله في المكتب، من قِبَل مدراء المكاتب، من قبل مشاركين في هذه المكاتب، يجلسون سوياً هم وتلك النساء في مكتب واحد كم يحصل من جرائم؟.
إحصائيات نشرتها بعض الصحف تذكر كم يحصل من جرائم بسبب مشاركة المرأة للرجل في الأعمال داخل المكاتب، في الدوائر الحكومية، وفي مختلف منشآت القطاع الخاص.. ونحن أيضاً نسلم بهذا، ألسنا تنطلي علينا هذه المسألة، وعلى نسائنا؟ أن يقال: هذا امتهان للمرأة, أن تحمل المرأة الماء، أو تحمل الحطب) لتحذن حذو بني اسرائيل.
ويحذّر السّيد من خطورة الغزو الفكريّ، والثّقافيّ، والأخلاقيّ الّذي يستهدف مجتمعاتنا من قبل الغرب واليهود, الذين يعملون على إفسادنا وإضلالنا, ويسعون في الأرض فساداً كما حكى الله عنهم في القرآن الكريم, متسائلاً من أين جاء هذا الفساد, والتبرّج, والفجور الذي يغزو المرأة بوتيرة عالية؟ التحرّك الذي يقوم على إفساد المرأة وضرب نفسيتها, وقيمها, وأخلاقها فتتحوّل إلى امرأة منحطّة وهابطة حتّى أصبحنا في بعض المجتمعات لا نستطيع أن نفرّق بين المرأة المسلمة, والمرأة اليهوديّة, أو الغربيّة, يقول السيد: (المرأة التي أصبحت متبرجة .. من أين جاء هذا؟ هل القرآن هو الذي قال لها؟ أم القرآن هو الذي أمر رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يأمر نساءه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن، وأن يضربن بخُمُرهن على جيوبهن، وأمرهن بأن يحفظن فروجهن، وأن يغضضن النظر عن الرجال الأجانب، أليس هذا هو منطق القرآن؟ من أين جاء التبرج؟ من أين جاء السفور؟ ألم يأت من عند من يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل؟ أولم نضل؟ هنا في اليمن كل سنة هي أسوأ من السنة التي قبلها؛ لأن هناك من يعمل جاهداً من أولئك الذين يريدون أن تضلوا السبيل، يعملون على أن تخرج المرأة اليمنية متبرجة مكشوفة، وهي الآن من تحاول على أن ترفع ثوبها قليلاً قليلاً، لتبدو أقدامها، ثم ليبدو ساقها، وتعمل على أن تكشف جزءاً من شعرها قليلاً قليلاً، وتكشف يديها قليلا قليلا،.. وكل سنة نلحظ من المشهد العام في صنعاء أنها أسوأ في هذا المجال من السنة الماضية، هناك عمل هناك عمل ممن يريدون أن نضل السبيل، يريدون أن تصبح نساؤنا كالنساء التي نراهن في التلفزيون في مختلف بقاع العالم, سافر إلى القاهرة، أو إلى عمَّان، أو إلى دمشق، أو إلى بغداد، أو إلى أي بلد عربي إسلامي تجد المرأة العربية المسلمة لا تفرق بين مظهرها وشكلها وبين المرأة الأوربية المسيحية أو اليهودية، حتى النساء في فلسطين وفي (البوسنة) ترى المرأة التي تصرخ وتبكي على ابنها وهو قتيل، أو جريح، أو تبكي على بيتها وهو مهدم على أيدي اليهود هي في شكلها لا تختلف عن أم ذلك اليهودي، عن زوجة ذلك اليهودي الذي هدّم بيتها وقتل ابنها) لتحذن حذو بني اسرائيل .
ويؤكّد السّيد أنّ اليهود والغرب يركّزون على نشر الفساد الأخلاقيّ في أوساط النّساء, لأنّهم يعتقدون أنّ من السّهل فساد المرأة, وإذا فسدت فهي من ستنطلق لإفساد الرّجل والمجتمعات, ويحذّر السّيد من خطورة الفساد الأخلاقي الذي يأتينا عبر الغزو الإعلاميّ والثّقافيّ, مبيّناً خطورة ما تقدّمة تلك المسلسلات التي تسمّى بالمسلسلات العربيّة فيقدّمون فيها المرأة العربيّة الّتي لا يزال زيّها زيّاً عربيّاً محتشماً عبارة عن خادمة, أو فرّاشة, أو بوّابة, ويقدّمون المرأة التي هي بطلة ذلك المسلسل, وصاحبة الدّور المهمّ فيه بشكل مفضوح, وخليع, ومتبرّج ليرسخوا في نفوس النّساء أنّ المرأة المحجّبة والمحتشمة ما هي إلاّ خادمة ممتهنة ليرّسخوا في نفس المرأة المشاهدة أنّ التّحضّر, والتّطوّر, والتقدّم, هو في التبرّج, والتفسّخ, والسّفور, يقول السيد: (وهم يعلمون أن التركيز على الجانب الأخلاقي الذي وسيلته المرأة، المرأة هي وسيلة سهلة، سهل إفسادها، وعظيم جداً إفسادها أيضاً، إنها تفسد بسهولة، وهي من تفسد الرجل بسهولة أيضاً.. يركزون على المرأة لتفسد في نفسها من خلال ما تشاهد, وهم من حتى يقدمون في المسلسلات العربية - التي يسمونها عربية - يقدمون المرأة التي زيها مازال زياً عربياً هي الشغالة، وهي الخادمة، ألسنا نشاهد هذا في المسلسلات المصرية؟ المرأة التي دورها شغالة، أو خادمة، أو بوابة عملها عمل ممتهن، أليست هي تبدو بالشكل العربي وبزيها العربي؟ لكن المرأة ذات الدور المهم داخل المسلسل، بطلة تلك القصة هي من تبدو مشبهة تماماً للمرأة الأوربية؛ لنقول: هكذا هو التحضر, لا يليق بها حتى ولا أن تمثل دوراً لائقاً إلا وهي بزي المرأة الأوربية، الزي المفضوح، الزي الذي يفسد كل من يشاهده, ويرسخ في أذهان نسائنا أن تلك النساء اللاتي ما يزلن محافظات على زيهن العربي، على حجابهن الإسلامي ها هن منحطات, إنما هن فرَّاشات ويقمن بدور الفرَّاشة، بدور الخادمة، بدور الطباخة في هذا المسلسل الذي يسمونه أيضاً [المسلسل العربي]، والذي يقول مخرجوه: أنه من أجل معالجة مشكلات اجتماعية, أليس هذا هو من يصنع مشكلات اجتماعية؟ أليس هذا هو من يخدم أعداء الله؟ أليس هذا هو من يساعد المرأة، من يدفع بالمرأة التي تشاهد إلى أن تتبرج؟ هل نحن نرى النساء يقلدن من يشاهدنه من النساء داخل تلك المسلسلات ممن لا يزلن يحملن الزي العربي؟ أم أنهن ينطلقن لتقليد تلك النساء التي يتبرجن؟ من يقلدن؟ هي لا تنشد لتقليد تلك المرأة؛ لأن دورها في المسلسل قُدم دور ممتهن إذاً فهذا اقترن الزي بالدور، اقترن الزي العربي الزي الإسلامي بالدور الممتهن للمرأة داخل المسلسل، من أجل المرأة العربية التي تشاهد المسلسل لا تنشد لتقليد هذه المرأة وإنما تنشد لتقليد تلك المتبرجة السافرة؛ لأن دورها في المسلسل هو دور البطلة، هو دور الممثلة الكبيرة، أليس هذا إضلال؟ ﴿وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ﴾) لتحذن حذو بني إسرائيل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.