عبدالفتاح حيدرة 
في المحاضرة الرمضانية العشرين لشهر رمضان 1445هـ أكد السيد القائد على أن شهر رمضان بكله مبارك وان دخول العشر الأواخر من شهر رمضان تأتي فيها الفرصة التي تلتمس فيها ليلة القدر ومن المعروف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله يهتم بالعشر الأواخر ويزيد اقباله على العبادة والذكر ويحث على ذلك، ومن المهم جدا بالنسبة لنا أن نستفيد من شهر رمضان المبارك بالأكثر التربوي من الأعمال والبركات، والاستفادة من العشر الأواخر مهم جدا بدلا من التلهي بالأمور الأخرى، والحذر من الأشياء العبثية، والعشر الأواخر تستحق منا الإقبال على الأعمال الصالحه، ومما يساعد الانسان لأحياء هذه الليالي المباركة هو التذكر والتأمل في أهميتها وقيمتها، والعودة لايات الله التي تساعدنا في فهم هذه الاهميه، والبرنامج التصاعدي في الانتفاع بالعمل الصالح طوال شهر رمضان  يهيئ الله الانسان ان يتوفق لليلة القدر، التي فيها نزول كتاب الهدى والنور والبركات والخيرات، وهي ليلة نزول القرآن الكريم، والعنوان لليلة القدر هو البركة، وهي بركات واسعه وعظيم ومهمه ونزول البركات من السماء للارض، وهي ليلة سلام وأمان من عذاب الله.. 

من بركات ليلة القدر تضاعف أجر الأعمال فيها إلى عشرات آلالاف من مضاعفة الحسنات، وتعادل  قيمة الاعمال الصالحة فيها أكثر من 80 عاما، ومن بركاته نزول الملائكة للارض ودعائهم وسلامهم للمتقين المحيين لها، وهذه نعمه وشرف كبير، ولها أثر عظيم، ومن أساسيات ليلة القدر هي ليلة تقدير أمور الناس فيما يتعلق بآجالهم واعمارهم ورزقهم، تقدير حياة الانسان وتدبيرها، جميع أمور الناس في العام القادم لهم، نحن بحاجة لله و فقراء لله وبحاجة لمغفرته وهدايته وتوفيقه فيما نواجهه في الحياة من معاناة وصعوبات، ولما يكتبه الله له أهميته الكبيرة ، وتوجه الانسان واهتمام وعمل اهمية كبيرة فيما يكتب عليه، وليلة القدر ممكن ان يتغير فيها الانسان مستقبل الانسان تماما، في ليلة القدر قد يتحقق للإنسان فيها نقلة كبيرة في علاقة الانسان بالله وفي مستوى عمله ومستقبل حياته ، وشأن ليلة القدر فوق ما يمكن أن يتخيل الانسان وهذا تكريم كبير لها، نزول الملائكة فيها التدبير أمور الناس.. 

من المهم أن يتنوع برنامج الانسان في العشر الأواخر، وفي الدعاء يجب أن نركز على الأدعية القرآنيه، ومن ضمن ذلك الدعاء الجامع (ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار) وكذلك أدعية المغفرة وهي أدعية الأنبياء ، ومن الأدعية المباركة دعاء الراسخين في العلم وهو دعاء للنجاة من زيغ القلوب وهو دعاء بالثبات على الحق، وكذلك دعاء الربانيين، ربنا اغفر لنا ذنوبا واسرافنا في أمرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) وكذلك دعاء اصحاب الكهف، وهناك دادعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله والإمام علي عليه السلام ودعاء زين العابدين عليه السلام وهناك أدعية مكتوبه يمكن الاستفادة منها، والدعاء من أهم ما نركز عليه في هذه الليالي ، ومن المهم التركيز والاقبال، وكذلك الاستغفار والتسبيح والاهتمام بصلاة النافله مع الفريضه، وكذلك الاهتمام بتلاوة القرآن الكريم، والإنفاق والصدقة وصلة الرحم، ومن المهم ان يكون لدى الانسان الإقبال وتوجه جاد نحو ذلك للله.. 

في مستهل الأواخر من شهر رمضان هي من الليالي التي استشهد فيها الامام علي عليه السلام، وهو الذي استقبل الشهادة بعبارة (فزت برب الكعبه)، استشهد فائزا وهو فائز في دينه، وكان مستبشرا لانه استقام على الحق ولقي الله على ذلك، وكان استشهاد عليه السلام خسارة كبيرة على الأمة اثناء تفشي حركة النفاق ضد الإسلام لإنها مرتبطه باعداء الاسلام، وحمل رأية النفاق آنذاك هم بني أمية، الذين كانوا يروا ان أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام عائقا أمام حركة النفاق، كونه كان يمثل الامتداد الأصيل النقي للاسلام، وهو الشيئ الذي نبه عنه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، واخطر ما تسعى له حركة النفاق في الأمة هو التزييف للاسلام بما يتوافق مع الكافرين والإعداء، يشتغل الأعداء في هذا العصر على هذا الأمر بشكل كبير جدا، لأن الاسلام النقي يشكل عائقا حقيقيا اهتمام اللوبي الصهيوني الفاسد ، والاسلام يحصن المجتمع منا يريدون به، ويسعون لازالة هذا العائق، ومن أساليبها تقديم اسلام مشوه وممسوخ ومميع.. 

نرى اليوم بكل وضوح ان هناك عمل للأعداء و اللوبي الصهيوني في خطين متوازيين في مسألة تزييف الاسلام، ومنها حالة التشدد والإفراط في الوحشية هذه هي صورة وخط التكفيريين، الذي ليس لهم مشروع حضاري يقدم الاسلام، وكذلك خط القتل والاستنزاف للأمة، وما يحصل في غزه نموذج للاجرام البشع، ولا نجد تحرك للقاعدة وَداعش تجاه غزه لكنهم يصلوا إلى روسيا، يعملوا ضد كل شيء الا العدو الصهيوني، وهذا الخط نسخه ما يشابهها وصولا إلى ابن ملجم، والخط الموازي الآخر هو خط التمييع

واستباح الرذائل الفواحش ومهرجانات الفحشاء والمنكر، وهذين الخطين المتوازيين لابعاد الناس عن الإسلام في قيمة الحضارية البناءة وكانت هذه مشكلتهم مع الإمام علي عليه السلام، كونه نموذج يمثل نسخه للاسلام الحقيقي وامتداده النقي و الأصيل، ووصية الامام علي عليه السلام وهو مخضب بدمائه ان يبقى الناس على الاتجاه نحو الله وطاعته وتوحيده وعبادته والالتزام بأسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله..