{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} (آل عمران: من الآية26) قل هذه ليفهم الناس كلهم بما فيهم بنوا إسرائيل، وكل المؤمنين، فبنوا إسرائيل يعرفون بأن الملك هو لله يجب عليهم أن يسلموا لله فيدينوا بما أنزل عليهم، وعلى الآخرين لأجل لا يحصل لديهم رؤى فيها نوع من التنازلات تدفعهم إلى تولي أعداء الله {قُلِ اللَّهُمَّ} أنت يا الله {مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِيْ الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ} عندما ترى أنت طرفاًً معيناًً في حالة عزة وقوة ومنعة إفهم أنه {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} مالك الملك، كل ما تعنيه كلمة ملك، ملك السموات والأرض وما فيهما، ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم كله هو ملك الله.
{وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران:26ـ27) أليس هنا يعمل عملية مزج بين التدبيرين، التدبير في مجال التشريع الهداية الملك العزة الذلة أشياء من هذه، وتدبير شأن العالم بماذا؟ باختلاف الليل والنهار {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}.
أليست هذه حالات متقلبة؟ إذاًالقادر على أن يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ويحي الميت ويميت الحي وأشياء من هذه لا يمكن يترك الجانب الآخر مهملاً يعني تدبير إلهي واحد، هذا جاء في آية سابقة في [سورة البقرة] {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا .... } (البقرة: من الآية164) إلى آخر الآية، لنفهم جميعاًً بأن المسألة يجب أن تفهم بأنه هكذا لا يمكن أن يكون هناك إغفال للجانب الآخر الذي هو جانب النظام في الحياة، جانب الهداية في الحياة جانب التشريع، جانب عزة، وذلة، وإيتاء ملك، ونزع ملك، وأشياء من هذه، هذا تدبير لا ينفصل عن التدبير الآخر، هو مدبر شئون هذا العالم تدبيراً ًتكوينياًً ـ كما يقولون ـ وفق تدبير ماذا؟ تدبير الهداية، تدبير الهداية، والتدبير التكويني.
السيد / حسين بدرالدين الحوثي / رضوان الله عليه .
الدرس الثاني عشر من دروس رمضان .