ولذلك لنعِ جميعاً، ما كل من يقتل فهو شهيد. |لا|، الذي يقتل بهدف باطل ليس شهيداً عند الله، كان يريد هدفاً، يعني: يسعى من وراء جهده القتالي مثلاً لأهداف مادية، باغياً فيها، معتدياً فيها، لا يملك قضية، ليس هو هذا الشهيد الذي يتحدث عنه القران الكريم والذي قدم له هذا الوعد الإلهي، من كان في موقف باطل، ليس في موقف الحق، لا يسمى عند الله شهيداً، ولا يعتبر عند الله شهيداً، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالوعد الإلهي للشهداء، من كان باغياً، ظالماً، مجرماً، وقُتِلَ في هذا الاتجاه الإجرامي؛ فهو مجرم، خلاص هو مجرم، يعني: المجرم ليس بشهيد، المجرم مجرم، المجرم يعني: اتجاهه إلى جهنم، ولا يمكن له أن يحظى بذلك النعيم والشرف والتكريم والرعاية الإلهية، وذلك المجد والسناء… الخ. |لا|.
ولكن من ينطلق يحمل هذه القضية العادلة، والموقف الحق المشروع بحق، ويضحى بهدفٍ سامٍ؛ هو شهيد، وقد يكون الإنسان مثلاً شهيد مظلومية، يعني: قُتِل بغير حق، اعتداءً عليه، بغياً عليه، ولكن لم يكن في إطار مسئولية، هذا شهيد مظلومية، لكن شهيد المسئولية، شهيد الموقف، شهيد الحق الذي يحمل قضية عادلة، ويتحرك ويضحي، مقامه هو أعلى مقام، وموقفه هو الذي حظي بذلك التمجيد والثناء، وارتبطت به تلك الوعود العظيمة والكبيرة من الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- فهذه لمحة عن مدلول الشهادة.
وأيضاً من الأشياء المهمة التي ينبغي أن نلحظها في موضوع الشهادة: أن الشهادة ليست مجرد حالة من التضحية غير الواعية، يعني مثلاً: الإنسان [ضجر، تعقد؛ يريد أن يتخلص من هذه الحياة]. |لا|، الشهادة: تضحية واعية، هادفة، بدافع إيماني، الشهيد هو: إنسان له مشاعره، له علاقاته، له ارتباطاته في هذه الحياة، إنسان طبيعي، إنسان سليم، إنسان متّزن، يملك في وجدانه كل المشاعر الإنسانية، يُحِب، له عواطف، له أحاسيس، له مشاعر… الخ. ولكن هدفه السامي، مشروعه الكبير، قضيته العادلة، هي كانت فوق كل اعتبار، وأيضاً هذه المشاعر والأحاسيس تتحول إلى عامل مساعد، حتى محبته للناس، حتى محبته لأسرته، حتى محبته لأصدقائه، حتى محبته لأمته تتحول إلى عامل مساعد ومحفز على الشهادة في سبيل الله تعالى، نصرة لأولئك المستضعفين، ودفاعاً عنهم، ودفعاً للظلم عنهم، ودفعاً للاضطهاد عنهم، هي في الوقت نفسه تضحية واعية بحقيقة هذه الحياة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في الذكرى السنوية للشهيد 1439هـ/ 19 / مارس, 2019م.