موضوع المناهج والأساليب من المواضيع التي هدانا الله إليها في القرآن الكريم, فنعرف من خلاله المناهج, والطّرق, والأساليب, ويعتبر القرآن الكريم أهمّ منهج للتنميّة البشريّة, وتطوير القدرات, والوسائل, والأساليب الذاتيّة, لأنّه حتّى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) كانت مناهجه, وأساليبه, وطرقه من خلال القرآن الكريم, وكان يطوّر أساليبه, ومعارفه من خلاله, والقرآن الكريم يقدّم الطّرق, والوسائل, والمناهج, والأساليب الشّاملة, لهذا لم تأت عباراته بشكل نصوص, ومواد دستوريّة, وقانونيّة يقول السيد: (فيجب أن نفهم أنّ القرآن نفسه هو أيضا وسيلة للنبي أن يهتدي به أن يهتدي به هو, ويعرف منهجية من خلال القرآن, ويعرف أساليب من خلال القرآن, ويعرف طرقاً من خلال القرآن فيتطور أسلوبه هو, ومعارفه هو, وتتنوع لديه الطرق فيعرف من خلال تقييمه للموضوع هنا، يوجد تقييم للبشر، ألم يبدأ يقيِّم المتقين والكافرين والمنافقين؟ ثم هنا جاء بما يعتبر طرقاً ومناهج وأساليب في خطاب الآخرين، في محاولة جذب الآخرين إلى عبادة الله والدفع بهم إلى أن يطلعوا على القرآن الكريم ويتفهموا من خلاله ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾[يونس:2] ما ظهر الموضوع - مثلاً - أمام المرتابين، أمام كذا أن النبي نفسه قال: كذا.. كذا، أو برز هو يقول: كذا.. كذا؛ لأن الكل ملائكة الله وأنبياء الله يكونون هم بحاجة إلى الإهتداء بكتبه.
عندما يصطفي من الملائكة رسلا ويصطفي من الناس رسلا، لا يوجد أحد يمكن أن يكون إلى درجة ما يحتاج إلى الإهتداء بالله، والإهتداء بنفس المهمة التي هو يتحرك لأدائها، إهتداء بنفس الكتاب الذي هو يتحرك لتبليغه؛ لأن من عظمة كتب الله وبالذات القرآن الكريم: أنه لا يأتي عبارات تقرأ على الناس، بنود معينة: مادة واحد، مادة اثنين.. إلى آخره. هو في نفسه يربيك أنت ويربي الآخرين، يوجهك أنت، يقدم لك مناهج وأساليب وطرق و... أعني: واسع بشكل رهيب في مجال الطريقة التي أنت تسلكها لتعلم الناس ماذا هدى الله وشرع الله) سورة البقرة الدرس الثالث.
ويرى السيد أن كل مفردة في القرآن الكريم في الوقت الذي تقدم فيه تشريعاً معيناً, هي تقدم منهجا معينا في الحياة أيضاً فيقول: (نحن نقول بأنّ كل مفردة في القرآن الكريم في نفس الوقت الذي تقدم تشريعا معينا هي ترسم منهجا معينا في نفس الوقت) سورة النساء الدرس السابع عشر.
ويؤكد السيد أنّه لا بد أن نرجع للقرآن الكريم في قضية معرفة وتعلم المناهج, والطرق, والأساليب, فنستوحي منه المنهجية والرؤية والأساليب الصحيحة في عملنا كما يقول السيد: (عندما نرجع إلى قضية منهج نحن قلنا: نستوحي منهجية في عملنا من خلال القرآن الكريم من خلال أسلوبه من خلال ترتيبه للقضايا تعطي منهجية للناس، عندما يعملون عندما يتحركون، هنا يقدم القضية تبيينا متكامل) سورة البقرة الدرس الرابع من دروس رمضان.
ويؤكّد السّيد أنّ القرآن الكريم يرسم المناهج, والخطط العمليّة الشّاملة في الحياة لأيّ حركة, ومع أيّ وضعيّة بشكل متكامل, فمهما تغيّرت, وتنوّعت الوضعيّات, والظّروف, والمتغيرات سواءً على المستوى الشخصيّ والفرديّ, أو تعدّدت ,وتنوّعت على المستوى الجماعيّ, والإجتماعيّ, والسّياسيّ, والقبليّ, تجد القرآن الكريم يرسم, ويضع المنهجيّة لكلّ ذلك يقول السيد: (إذا عرفنا من خلال هذه الآيات إلى الآن فيما تعطيه للناس من توعية في مجال منهج وأسلوب في عملهم أشياء واسعة جداً, وأنها أشياء هامة، كنا نقول في موضوع منهج، الذي يسمى منهج دعوة أو منهج حركة, أو منهج عمل، هي قضية في القرآن متكاملة مع مختلف الوضعيات، أنت الآن لو تأتي مثلاً أنت تحاول تضع منهج دعوة, أو خطة عمل في حركتك تجعلها فقط لوضعية أمامك معينة، القرآن الكريم يعطي منهجاً متكاملاً لمختلف الوضعيات ومختلف الحالات، وأنه في الواقع في مسيرة عمل الناس أنك تلقى أو تصادف في حركتك عدة وضعيات، عدة وضعيات لأشخاص، عدة وضعيات [لِقُبُل] عدة وضعيات لمجتمعات في الزمن الواحد في السنة الواحدة، ما بالك مع تغيرات الزمن نفسه، فيما يخلق من تغيرات في وضعية الناس وفهمهم وتوجههم) سورة البقرة الدرس الرابع من دروس رمضان.
وهنا يوضّح السّيد أنّ من هم منظّرون للحركات الإسلاميّة يركزّون على قضيّة رسم المناهج, والخطط, والأساليب العمليّة, والحركيّة, والدّعويّة, وهذا شيءٌ طبيعيٌّ لأيّ حركة أن يكون لها منهجٌ وخطة, لكن المؤسف أنّه لا يوجد التفاتة للقرآن الكريم, ولما قدّمه من مناهج, وطرق, وأساليب شاملة, فنعود إليه, ونعتمد عليه, ونهتدي به في وضع الخطط والمشاريع, فتكون خططنا, ومشاريعنا, ومناهجنا, وأساليبنا قرآنيّة, فنتحرّك بحركة, ومناهج, وأساليب, وطرق القرآن الكريم يقول السّيد: (تجد الكثير - مثلاً - ممن هم منظِّرون لحركات يركزون جداً على موضوع أن يرسموا منهجاً! هذه هي قضية، أنه لا بد لأي مسيرة أن يكون لها منهج، أي حركة يكون لها خطة ومنهج، لكن ليس هناك إلتفات بالشكل المطلوب بالشكل الكامل إلى موضوع أن القرآن الكريم القرآن الكريم يعطي منهجا متكاملا , منهجا عمليا لمن يدعو, لمن يخطب, لمن يعلم, لمن يتحرك في أي مجال من المجالات منهجا متكاملا, تلاحظ أنه يعطينا منهجا لا يجعل شيئا على حساب شيء في الوقت الذي يعطي أهمية لقضية يذكر بقضايا أخرى وإن كانت تبدو عادية , لأنه عادة في وحدة الدين وتشابك التشريع بعضه ببعض تكون الأشياء التي تبدو عادية لها قيمتها أيضا في الموضوع, أنت عندما تذكر الناس فأنت لا تقدم فقط قضية واحدة تذكر، أو يكونون مجموعة ناس هم يذكرون ويتحركون في التوجيه يكونون هم مجموعهم أو مجمل عملهم يتضمن الموضوع بشكل كامل، بشكل كامل، بل مناسب جداً أنه يتناول الشخص الواحد أعني: وإن كان مثلاً قد تطغى على ذهنيتنا بعض القضايا يمكن أن تعطي قضية معينة أهمية كبرى وتقدمها؛ لأن هذه القضية ملحوظة في القرآن يعطي أهمية لقضية معينة وفي نفس الوقت يتناول قضايا أخرى مثلاً هي هامة بالإمكان تناولها) سورة البقرة الدرس الرابع من دروس رمضان.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.