مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

كما نقول: نفهم بأن الله هو حي قيوم، وهذه قضية أساسية، وأن القرآن الكريم هو كتاب حي قيوم لا ينفصل عن قيومية الله سبحانه وتعالى، الله يقول في القرآن: أنه على كل شيء شهيد، نعرف كيف نهتدي به، وكيف نسير عليه، وكيف نقدمه للآخرين، وكيف يجعل الناس من أنفسهم نموذجاً صحيحاً، مهما أمكن، وبعون الله، يستعين الناس بالله، دعاء ورجوع إلى الله كيف نكون مثلما قال في آية أخرى:{شُهَدَاءَ لِلَّهِ}(النساء: من الآية135) قضية شهداء أن هذا الشيء عظيم، يبدأ من عملنا مع الناس الذين هم مننا زيود، وأمام الأعداء أنفسهم نحن نقول عن الأمريكيين: أن معهم عناصر تتحرك، وتعمل استبيان للناس، يجب من يسيرون على القرآن أن يقدموا أنفسهم نموذجاً لأمة منضبطة تماماً، أمة عندها رؤية واضحة، أمة ليست تحركاتها عشوائية، ولا كل واحد يمشي على هواه، ولا كل واحد [شوره من قرنه] مثلما نقول .

نحن نقول: هذه من الناحية العملية مهمة جداً، يعملون استبيان، نحن أمام فئة كلما وجدوا الناس أقوياء كلما ضعفوا هم أمامهم، كلما ضعفوا هم، لا تتصور أن الأمريكيين معناه عندما يرون الناس أقوياء، ومنضبطين، ومصرين على ما هم عليه، وعندهم صمود أنهم لن يضعفوا، لاحظ مظهر السجن هذا، كل أسبوع يعتبر إيجابي كبير بالنسبة للناس، في تأثيره على نفوس الأعداء، على الأمريكيين، والإسرائيليين أنفسهم، أمام أمة صامدة، ومثلما قلنا سابقاً: نحن في مرحلة يجب أن نقدم، وليس على أساس أنه عنوان حزب، أو عندنا قيادة محنكة، أو عندنا شخصيات محنكة، قرآن، هذا دين الله؛ لأنه هي القضية الغائبة، البلاد العربية ملان محنكين، وملان مفكرين، وقادة، لكن الشيء الغائب هو ماذا؟ أن يلمسوا أثر دين الله، أثر القرآن، وكيف يكون الناس الذين يهتدون بهداه، هذه القضية أساسية ننطلق فيها.

ولا تأتي الشهادة لله إلا عندما يكون الناس يتحركون في سبيله، وبطريقة معلنة، في سبيله، أننا نهتدي بهداه، نسير على كتابه، لاحظ كيف تكون النتائج؟ عندما يكون الناس بهذا الشكل يكونون محط تأييد إلهي، محط عون إلهي، وفعلاً الناس، الأمة هذه بأمس الحاجة إلى القرآن، لكن من يقدم لها القرآن؟ هذه المشكلة هنا، أنا لا أتصور أن هناك طائفة أخرى، افهموا هذه ـ على معرفتنا بالطوائف ـ ما أتصور أن هناك طائفة أخرى يمكن أن يأتي من داخلها ممن هو متمسك فعلاً بما هو سائد في طائفته، يقدم القرآن بشكل إيجابي، أحياناً بعض الطوائف لا يمكن شخص منها يجرؤ على أن ينقد نفسه، وينقد مجتمعه، وينقد طائفته، هذا نادر، بعضهم قد ينقد في مجال وما زال هو [مخربط] في مجال آخر، نحن لدينا إمكانية ننقد الآخرين جميعاً، ننقد ما كنا متشبثين به من أشياء اتضح بأنها مخالفة لكتاب الله داخلنا كزيدية، داخلنا كشيعة، مع الاثنى عشرية، مع طوائف السنة. مجتمعات أخرى، محمد حسين فضل الله نفسه عندما نقد أشياء معينة عملوا عليه ثورة ثقافية، وحملة دعائية رهيبة.

بعض الناس قد يكون فعلاً يتأثر، نحن قلنا من البداية يجب أننا نوطن أنفسنا على هذه، وأنها قضية أساسية فيمن قال الله عنهم:{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}(المائدة: من الآية54) لأنه قال بعد:{وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}(المائدة: من الآية54) أنه لو يقولون ما يقولون، خليهم يعملون فتاوى، يعملون بيانات، يعملون ما يعملون، طريقة لن يتزحزح الناس منها نهائياً، وهذه هي طريقة القرآن نفسه، كيف قدم في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ كانوا يقولون: ساحر، كذاب، مجنون، مفتري على الله، أساطير الأولين، أشياء كثيرة جداً، ولم يبال بها، واتجه في طريقه ونجح.

الاهتداء بالقرآن ـ كما نقول ـ يجب أن نقدمه للناس بالشكل الذي يعطيهم أملاً، يعني كيف رؤية الإسلام في بناء الأمة، هذه قضية، كيف رؤية القرآن في بناء الأمة، تبدأ مننا نحن، عندما نقدمه في أوساطنا، لا تبقى عبارة:[كتاب وسنة] مثلما هو سائد، أليس هو السائد في المجتمع [كتاب وسنة]؟ لكن قد هم عارفين أن كل واحد يرجع إلى الكتاب يأخذ منه الذي على كيفه وخرج ولم يقدم شيئاً، والآخرين مثله، قد ملوا الكلمة هذه، كيف تقدم رؤية يفهم الناس فعلاً بأنها رؤية بنَّاءة للأمة، تمثل حلاً أمام الخطورة الكبيرة التي تواجههم .

القضية هي تحتاج إلى تسليم، مثلما ذكر الله في كثير من الآيات السابقة، ونحن ما قد قرأنا إلا إلى سورة [الأعراف] فقط، كم يوجد داخل كتاب الله بشكل كبير موضوع التسليم لله، والتسليم لله بمعنى أنه يخليك تنضبط، وتعرف كيف تسير على هداه، وإذا ما تزال عند نفس واحد هو يريد يقدم نفسه هو شخصياً، يريد.. يريد.. يريد يكون هو الذي يعرف هو، هو الذي لازم هو بطريقته، وأنه عبقري، وأنه.. وأنه، هذا الذي عانت منه الأمة إلى الآن، هذه الفكرة هي التي عانت منها الأمة إلى الآن، والدنيا ملان مجتهدين [ومفنقلين] وعباقرة، وما عملوا شيئاً، ولم يقدموا للأمة أي حل نهائياً.

قدم الموضوع أنه بالشكل الذي يعطي الناس معارف واسعة، ليس معناه أنه بشكل يجعل الأمة ناس جهلة، تعطيهم معارف واسعة، وحكمة، وتزكية للنفوس في إطار بناء صحيح، أليست هذه رؤية القرآن نفسه؟ فعلاً. فعندما يأتي واحد هو يرى أنه ما استطاع أن يقدم القرآن تماماً، ويفهم منه تماماً مثلاً، مثل فلان، أو فلان، يفهم بأن القضية ليست على أساس أنه هو لا قيمة له عند الله، أنه من أجلك، ومن أجل هذا، ومن أجل الآخرين الله يعمل الطريقة هذه، يصطفي نبي، اصطفى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ ليكون على أعلى مستوى؛ ليقدم ما عنده من مؤهلات، وما عنده من علم ومعرفة كلها للناس، أليس هكذا؟.

نحن نقول: إن القضية أن نسلم أنفسنا لله، نحصل على المعرفة، على العلم، على نفوس زاكية، إذا برز الإنسان بنفسه سيخسر علماً كثيراً، ومعارف واسعة، ستفوتك معارف كثيرة جداً عندما تنفرد بنفسك؛ لأن الله هو أعلم بك من نفسك، وهو الذي يؤتي العلم هو، أنت تريد أنت من جهة نفسك تحصل على علم من جهة نفسك فيما يتعلق بموضوع الهداية والثقافة، بدل أن تخسر من هو محيط بكل شيء علماً ومن قال لنبيه:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}(طـه: من الآية114) أليس رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) إنسان اصطفاه الله، وأكمله، ويعلمه بأن عليه أن يتوجه إلى الله؛ ليحصل على العلم من عنده هو {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}.

وأعتقد في هذا الكفاية لحد الآن ـ لأن الكثير ربما قد يسافرون الصباح ـ أنه قد اتضح لنا من خلال الذي قد قرأناه من القرآن، وهي سور محدودة من [البقرة] إلى أول سورة [الأعراف] وما يزال نسبة بسيطة من القرآن، ألم يتضح لنا عظمة القرآن؟ اتضح لنا فيها سعة ما يتناوله، اتضح لنا فيها أنه ملامس لواقع نفوس الناس، وحياة الناس، أنه كتاب حياة، اتضح لنا فيها بأنه لم يقدم كدستور مفصول عمن قدمه كما هو شأن الدساتير التي تصاغ في الدنيا، قد تقرأ أي دستور من الدساتير ولا تدري من هو الذي كتبه، من الذي صاغه! اعرف ما هناك ارتباط بشخصه، هو يقدم قوانين، مواد، مادة كذا، مادة كذا، إلى آخره.

القرآن ألم نلمس بأن فيه الله بشكل واسع؟ يعني: اسمه في داخله بشكل واسع، توجيهاته، وليس مشابهاً للدساتير والقوانين، ماذا يعني هذا؟ أن الذي أسماؤه داخل القرآن هو الحي القيوم، يعني: أن القرآن غير مفصول عنه على الإطلاق، غير مفصول عنه نهائياً، إذا فهمنا القضية هذه، وحاول الإنسان أن يدعو الله في بقية هذا الشهر، ندعو الله أن يهدينا، أن يبصرنا، أن يرشدنا بكتابه، أن يعيننا على أن نهتدي بكتابه، أن يعيننا على أن نقدم كتابه للآخرين يهتدون به، هذا هام جداً في بقية الشهر هذا؛ لأنه من أحسن الأوقات للدعاء، وليهتدي الإنسان هو نفسه. ونحن نقول: هي قضية أساسية فيما بينه وبين الله، يعني: إفهم بأن باستطاعتك أن تعمل هذه، ليس على أساس أنك منتظر ماذا يمكن أن يأتي من كلام، ثم بعد تنظر، هل تقطع مع الله فيما بينك وبينه، التزام بأن تسير على هداه، وتسلم نفسك له، هذه القضية بإمكان واحد يبدأها حتى من بعدما يسمع [الفاتحة] .

إذا كان على هذا النحو يمكن فعلاً أن يحصل على هدى، ويهتدي، إذا جلس هكذا ما زال مرجح، ما زال منتظر يعين كيف ... لما ينجح الموضوع، في الأخير ربما ينجح الموضوع ولا يهتدي، ثم عندما ينجح القرآن، وقد قدم لك بطريقة هامة، ما هو الذي أنت ما زلت منتظراً أنك تهتدي به ولم يعد بإمكانك أن تهتدي به. ربما فعلاً قد لا يعد يهتدي الإنسان، تكون القضية من البداية يستطيع الإنسان بأنه يقطع مع الله، والتزام ويطلب منه أن يعينه، أنه سيهتدي بهداه، ويسير على كتابه، على ما هداه إليه كتابه.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

[الدرس السابع والعشرين من دروس رمضان]

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر