مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وكان الجهاد في سبيل الله تعالى جزءاً أساسياً من المشروع الإلهي، والرسالة الإلهية، وموقعه في تعاليم الله تعالى من الفرائض الكبرى، والواجبات الإلهية، التي يؤدِّي الإخلال بها:

  • إلى اختلال واقع الأُمَّة في بقيَّة المجالات، كما قال الله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ}[البقرة:251].
  • وإلى إفساح المجال لقوى الشر والإجرام، والظلم والطغيان، والإفساد والإضلال، لتسيطر على المجتمعات، وتتمكَّن من الاستعباد للناس.

لقد كشف القرآن الكريم، في آياتٍ كثيرة، حقيقة الصراع مع فريق الشر والإجرام من أهل الكتاب، وفي مقدِّمتهم: اليهود، وقدَّم الهدى الكامل، الذي يكفل للأُمَّة الإسلامية الوقاية من شرِّهم، ودرء خطرهم، والانتصار عليهم، إلَّا أنَّ مشكلة المسلمين هي في الإعراض عن القرآن الكريم، وعن النموذج الذي تحرَّك على أساسه عملياً، وحقَّق أتمَّ النجاح في الواقع، وهو رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ".

وإضافةً إلى التفاصيل الدقيقة، فقد أوضح بشكلٍ حاسم الحقائق الكبرى عن مآلات هذا الصراع في (سورة الإسراء)، وكان الإسراء بالنَّبِيّ "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ" من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك قبل هجرته من مكَّة، وكشفت الآيات المباركة مستقبل الصراع بين المسلمين وأعدائهم من اليهود الصهاينة الإسرائيليين، وعن الدور التخريبي المفسد، الذي يقوم به أولئك اليهود المجرمون في الأرض، وعن عتوِّهم، واستكبارهم، وإجرامهم، وظلمهم، وعن عاقبتهم المحتومة، بتسليط الله عليهم عباده أولي البأس الشديد، ونهاية ما هم عليه من العلو والطغيان والاستكبار.

وأوضح في (سورة المائدة) أيضاً الخسارة المحتومة للذين يتولونهم من المنتمين للإسلام، من المنافقين، والذين في قلوبهم مرض، وأيضاً حقيقة النصر والغلبة، للذين يتحرَّكون وفق المواصفات التي ذكرها في الآيات المباركة، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة:54-56].

إنَّ من واجب المسلمين جميعاً: أن يعيدوا صلتهم بالقرآن الكريم اتِّباعاً واهتداءً، وبالرسول "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ" اقتداءً وتأسِّياً، كما قال الله "تَبَارَكَ وَتَعَالَى": {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21].

وإنَّ من أبرز ما حفلت به سيرته في القرآن الكريم، وفي ما نقله التاريخ، هو: الجهاد في سبيل الله تعالى، بل كانت الميزة المهمة، الشاهدة على مصداقية الانتماء الإيماني، هي: الجهاد في سبيل الله تعالى، كما في آياتٍ كثيرة، منها قول الله "تَبَارَكَ وَتَعَالَى": {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة:88-89].

ولم يتوانَ "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ" عن مواصلة الجهاد، والتَّصَدِّي للأعداء، ودفع شرِّهم وفسادهم، حتَّى حطَّم كيان الطاغوت، وثبَّت دعائم الإسلام، وأحقَّ الله بجهاده وجهوده ومساعيه العظيمة الحق، وأزهق الباطل، وتصدَّى لكل التَّحَدِّيَات، متوكِّلاً على الله "تَبَارَكَ وَتَعَالَى"، واثقاً بنصره، مقدِّماً التضحيات، وصابراً على كل أنواع المعاناة، لا يَكِلُ ولا يَمَلّ، حتَّى لقي الله تعالى على ذلك.

وهكذا كانت مسيرته بالقرآن والرسالة: مسيرة هدايةٍ، وتزكيةٍ، ورحمةٍ، وجهاد، وإحقاقٍ للحق، وإزهاقٍ للباطل، وإرساءٍ لدعائم الإسلام، وإقامةٍ للقسط، وتحريرٍ للناس من العبودية لغير الله، {مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}[الأحزاب:45-46]، فَصَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف

12 ربيع الأول 1447هـ 4سبتمبر 2025م

  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر