مسألة في غاية الأهميّة: الاهتمام بالخطوات العملية لترسيخ وتفعيل حالة السخط والعداء ضد إسرائيل وأمريكا، مثل:
1- الحث على تفعيل مسألة (المقاطعة) للبضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، هذا عمل مفيد ومؤثر وذو إيجابية ويجعل الإنْسَان يحس أنه يخوض هذه المعركة عمليًا في أي بلدٍ هو، في أي شعب هو، أنت في اليمن أَوْ أنت في تونس أَوْ أنت في مصر أَوْ في أي بلد إِذَا أنت تلتزم بمقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية أنت تعيش فعليًا وتباشر موقفًا عمليًا فتعيش فعليًا في الموقف، هذه خطوة نؤكّد عليها ومهمة أن تحظى بتوعية ونشاط توعوي كبير وإذا اتسعت دائرتها فلها تأثيرها الكبير.
2- تفعيل حالة السخط والعداء وترجمتها ضمن أنشطة متعددة، ضمن الهتافات المعبرة عن هذه الحالة (العداء والسخط)، هذا أمر يظهر أنه مزعجٌ فعلًا لقوى النفاق، وقوى الطاغوت بنفسها أبدوا انزعاجًا شديدا من هتاف (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل) الهتافات المعبرة عن حالة السخط والعداء ينزعجون منها يريدون للجميع أن يصمتوا وأن يسكتوا[1].
ويقول السيد عبد الملك حفظه الله في خطاب (جمعة الإنذار):
"السيِّدُ حسين بدر الدين الحوثي، رضوانُ الله عليه، أطلق في آخر خميس من شهر شوال موقفَه المعلَنَ الواضح الصريح، وكان شعار هذا الموقف، كان شعاره الذي أطلقه في مدرسة الإمام الهادي عليه السلام بمران في ذلك التأريخ هُتاف البراءة:
(اللهُ أكبر - الموتُ لأَمريكا - الموتُ لإسرَائيل - اللعنةُ على اليهود - النصرُ للإسْلَام).
هذا الهتاف: هتافُ الحرية، هتافُ البراءة من الأعداء، كشعارٍ يعبّر عن توجهٍ وعن مشروع، مشروع ضمنه: تفعيلُ المقاطعة للبضائع الأَمريكية والإسرَائيلية، ضمنه: نشاطٌ توعوي كبير في أوساط الشعب، في أوساط الأُمَّـة؛ لتوعيتها تجاه المخاطر الكبيرة التي تعيشُها، تجاه المؤامرات الأَمريكية والإسرَائيلية، وكذلك لإفشال الكثير من الأنشطة المُعادية التي يتحَـرّك بها الأَمريكي والإسرَائيلي في واقع الأُمَّـة، سنأتي للحديث عن كثيرٍ من هذه التفاصيل إن شاء الله.
وأيضًا لمواجَهة حالة الاسْتسْلَام والتدجين، ولكسر حالة الصمت التي يُراد لها أن تُفرَضَ على شعوب هذه الأُمَّـة؛ لأنه أريدَ لشعوبنا كلها أن تبقى في مقابل ذلك التحَـرُّك الأَمريكي والإسرَائيلي، أن تبقى صامتةً وأن تبقى تحتَ حالة الاسْتسْلَام وفي حالة الاسْتسْلَام، وأن تبقى في حالة جمود، ليس مسموحًا لأحد أن يكونَ له موقفٌ يناهِـضُ الهيمنة الأَمريكية والإسرَائيلية، يتصدّى للحملة الأَمريكية، ليس من المسموح لأحد أن يكونَ له صوتٌ ولا أن يكونَ له موقفٌ ولا أن يتحَـرّك تحَـرّكًا مغايرًا للموقف الرسمي العربي الذي اختار حالةَ الاسْتسْلَام والاستجابة المطلقة للسياسات الأَمريكية والانضواء الكامل تحت الراية الأَمريكية والتقبُّلَ التام لكل ما تريدُه أَمريكا في بلداننا.
قواعد عسكرية.. تفضّلوا، سياسات شاملة وتدخل كامل في كُلّ شؤوننا.. تفضلوا، تدخُّلٌ حتى في المناهج الدراسية، في السياسية الإعلامية، في السياسة الاقتصادية، في المواقف العامة، تدخلٌ في كُلّ شؤوننا.. تفضّلوا الأبواب مفتوحة.
فالحالةُ الرسميةُ هذه كان يُراد لها أن تكونَ مفروضةً علينا كشعوب وأن نقبَلَ بها كشعوب وألا نخالفَها أبدًا، قال أَيْـضًا في كلمته (الصرخة في وجه المستكبرين) في ذلك اليوم، قال في آخرها (حتى تتبخرَ كُلُّ محاولة لتكميم الأفواه، كُلّ محاولة لأن يسودَ الصمتُ ويُعيدوا اللحافَ من جديد على أعيننا، لقد تجلّى في هذا الزمن أن كُشفت الأقنعةُ عن الكثير، فهل نأتي نحنُ لنضعَ الأقنعة على وجوهنا ونغمضَ عيوننا بعد أن تجلت الحقائق، وكُشفت الأقنعةُ عن وجوه الآخرين؟ لا يجوز هذا...).
وله نتائجُ مهمة، أول نتيجة في هذا الموقف: الشعار، والنشاط التوعوي من منطلق الثقافة القُرْآنية، والعمل لمقاطعة البضائع الأَمريكية والإسرَائيلية.. إلى آخره..
أولُ فائدة من الفوائد هي: كسْرُ حالة الصمت التي أُريد لها أن تُفرَضَ على الجميع، لا لم نصمتْ ولن نصمتَ، هذه نتيجةٌ في غاية الأهميّة، ماذا ستكون النتائجُ لو صمتنا، لو سكتنا، لو تقبلنا كُلّ شيء؟ لتمكَّنَ الأَمريكي من إنجاز الكثير والكثير من أَهْـدَافه بكل بساطة حتى يجعلَ من الأنظمة ومن الشعوب وسيلةً لضرب نفسها بنفسها ولتنفيذ كُلما يريده منها بكل بساطة، فحقق هذا المشروعُ هدفَه في كسر محاولة فرض الصمت والاسْتسْلَام، ثم هو عملية تحصين داخلية، الحالة التي نأتي فيها إلى واقعنا الداخلي لنعمل فيها على لفت نظر شعوبنا تجاه الخطَر الأَمريكي والإسرَائيلي وللتوعية الدائمة والمستمرة تجاه كُلّ مستجَد من مؤامراتهم ومكائدهم ومشاريعهم وأجندتهم، وللعمل الدائم على رفع حالة العداء في أوساط الشعوب تجاه هذه المواقف تجاه هذه التصرفات تجاه هذه المؤامرات تجاه هذه الحملة الأَمريكية على بلداننا وشعوبنا، هذه مسألة مهمة تحصِّنُ شعوبَنا من العمالة.. الذي يبقى في حالة صمت الذي يتلقى دَائمًا تعبئةً مغايرةً، تهيئة وعملية تدجين مستمرة له يكون لديه القابلية إما لأن يتحول إلى عميل أَوْ مستهتر، واحدة من اثنتين، عندما يبقى المواطنُ العربي هكذا في حالة فراغ أمام تلك الهجمة الكبيرة والهائلة، هجمة فيها تحَـرّك إعلامي كبير جِـدًّا وفيها تحَـرُّك عسكري كبير جِـدًّا وفيها تحَـرُّك استخباراتي كبير جِـدًّا وفيها تحَـرُّك ونشاط واسع يعمَلُ على إسكات هذه الشعوب، نشر الفساد الأَخْلَاقي، نشر المخدرات، عملية تضليل عن طريق المناهج والعملية التثقيفية والنشاط الإعلامي هائلة وكبيرة جدًا، ويبقى المواطن العربي هكذا مفلوتًا، أمام كُلّ هذا، يتأثّر، فهو إما أن يصلَ من حالة التدجين والتضليل والإفساد إلى حالة الاسْتسْلَام أَوْ العمالة، لكن حينما يحاط هذا المواطن بحالة توعية مستمرة وتعبئة مستمرة ولفت نظره إلى حَقيقة هذه الأحداث وتعبئة وتحفيز مستمر حينها سيكون محصّنًا محميًا أمام تلك الهجمة الهائلة جِـدًّا التي لها وللآسف أَدَوَاتٌ كبيرة عربية وإسْلَامية ينشط في ظلها علماء دين، ينشَطُ في ظلها ساسةٌ، ينشط في ظلها ومعها أقلام وكُتّاب وإعلاميون وأبواق كثيرة جدًا، الأَمريكي لم يتحَـرّك لوحده في الساحة هو حشَدَ معه الكثيرَ والكثير حشر وحشد معه الكثير من كُلّ فئات الناس والكثير من العناوين والكثير من الأساليب".
ويقول السيد عبد الملك حفظه الله في حوار صحفي مع جريدة النهار اللبنانية:
النهار: دائمًا ما تنقل الوكالات أنكم تتبنون تمردًا زيديًا يرفض النظام الجمهوري، ويتبنى دعوات بإحياء (شروط الإمام) عند الزيدية ومنها: حصر الولاية في البطنين ما مدى صحة ذلك؟
السيد: هذا غير صحيح، فمشروعنا الثقافي الذي نتحرك على أساسه واضح وليس سريًا، وهو ينادي بضرورة العودة إلى ثقافة القرآن الكريم، وتصحيح الوضع السيئ القائم لدى الأمة على هذا الأساس، باعتبار أن منشأ الخلل ثقافي، والتصحيح الثقافي الذي يجعل القرآن الكريم فوق كل ثقافة هو الذي يبني الأمة من جديد، ويصلح الخلل الموجود لدى الجميع، ويربي تربية صحيحة سليمة، ويوصل الأمة إلى أن تكون في مستوى مواجهة التحديات التي تواجهها، ويصلح وضعها العام ويجمع كلمتها ويوحد صفوفها، ويعيدها إلى الألفة والأخوة الصادقة، ونرى أن كل شؤون الحياة لا تصلح ولا تستقيم إلا باتّباع تعاليم الله التي هي من منطلق رحمته وحكمته وعلمه وهو ملك السموات والأرض.
ومع اختلاف الأمة الثقافي فإن ما يحل هذا الاختلاف - الذي له أثره السيئ في نشوء ثقافات مغلوطة وأفكار مسمومة ورؤى مدسوسة أضرت بواقع أمتنا - هو العودة إلى القرآن الكريم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكن بشكل صحيح، بعيدًا عن العصبية المذهبية وغيرها.
ونشاطنا وحركتنا في مشروعنا الثقافي بشكل سلمي، لا نفرض مشروعنا على أحد بقوة السلاح، ولا نستخدم لغة (التفسيق) ولا (التكفير)ونكتفي بتقديم المشروع الإلهي ثقافة القرآن الكريم، ومن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها؛ كما نتحرك عمليًا ضمن مشروع عملي، وخطوات عملية بطريقة سلمية على هذا الأساس، ولأن السلطة تواجه حرجًا شديدًا في إيضاح السبب الحقيقي لمواجهتنا واعتدائها علينا، فهي تختلق مبررات أخرى منها مسألة أننا فقط نسعى لإعادة نظام (الإمامة) ونظرية (الحصر في البطنين) وهي عمليًا تطبق نظرية (الحصر في البطن الواحد) وفي دائرة ضيقة للغاية، ونحن وضحنا مرارًا وتكرارًا أن ما نسعى له ليس مسألة نظام الإمامة، لدينا مشروع ثقافي شامل على ضوء القرآن الكريم، ننادي به ونقدمه ضمن دروس ومحاضرات، مع خطوات عملية سلمية منها شعار (الله أكبر - الموت لأمريكا - الموت لإسرائيل - اللعنة على اليهود - النصر للإسلام) والدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، والتوعية النشطة في مواجهة التضليل الإعلامي والتسميم الثقافي، والمسخ الأخلاقي، والفساد الاقتصادي الذي يشنه أعداء الأمة عليها؛... هذه هي الحقيقة.
[1] من خطاب للسيد عبدالملك في يوم القدس العالمي للعام 1438هـ.