ثم عندما نأتي إلى واقعنا في هذا العصر، فنحن في هذا الزمن، والذين قد نقرأ واقعة كربلاء، ونقرأ تفاصيلها، ثم نتألم، ثم نستغرب من بعض المواقف، وننقد البعض منها، ونتخذ الموقف من البعض منها، يجب أن نعي أننا في هذا الزمن في نفس الاستهداف، أننا أمةٌ مستهدفة، كما كانت الأمة الإسلامية في عصر الإمام الحسين "عليه السلام" مستهدفةً، بذلك المستوى الكبير من الاستهداف، الذي يشكل خطورة عليها في دينها، ودنياها، وعزتها، وكرامتها، وحريتها، واستقلالها، وقيمها، ومبادئها...إلخ. فالأمة في هذا العصر هي مستهدفةٌ بنفس نوع الاستهداف ومستوى الاستهداف، بل وفي هذا الزمن هناك من الوسائل والإمكانات لقوى الطاغوت، والكفر، والنفاق، والشر، أكثر بكثير من الإمكانات التي كان يمتلكها يزيد في عصره.
ولذلك عندما نأتي لتأمل واقعنا، نحن أمة مستهدفة بالاستعباد، يسعى أعداؤنا الذين يمثلون في هذا العصر الامتداد لنهج يزيد وتوجه يزيد، من الكافرين والمنافقين، وقوى الكفر والنفاق يقودهم في عصرنا هذا أمريكا وإسرائيل، أمريكا وإسرائيل تمثل الامتداد لموقف يزيد، وتوجه يزيد، ونهج يزيد، ومن يتجه معهم، يقف في صفهم، يواليهم، يؤيدهم، يعمل لصالحهم من داخل الأمة، من المنتسبين للإسلام، هو يقف كما وقف ابن زياد، كما وقف شمر بن ذي الجوشن، كما وقف أولئك الذين وقفوا في صف يزيد وناصروه، وأيدوه، وباشروا هم ارتكاب الجريمة والمأساة بحق سيد الشهداء، سبط رسول الله الإمام الحسين "عليه السلام"، وأسرته، وأنصاره.
فنحن في هذا العصر نواجه نفس التحدي، أولئك الأعداء يسعون إلى استعبادنا كأمةٍ مسلمة، إلى مسخ هويتنا الثقافية والدينية، إلى مسخ قيمنا وأخلاقنا، إلى الانحراف بنا عن المبادئ الإسلامية الأصيلة، يسعون إلى إذلالنا، إلى قهرنا، إلى استعبادنا، إلى السيطرة علينا، إلى استغلالنا، إلى التحكم بنا، ولديهم نفس العقدة من المبادئ الأصيلة والصحيحة للإسلام العظيم، الأمريكي والإسرائيلي يرى في المبادئ العظيمة التي تكفل للأمة أن تكون أمةً حرةً، متخلصةً من التبعية لأعدائها، مستقلةً بما تعنيه الكلمة من استقلالٍ حقيقيٍ وتام، تتجه على أساس مبادئها وقيمها، ومنهجها الإلهي العظيم، فالأعداء هم يسعون إلى فصلها عن كل ذلك، وهم يسعون إلى أن ينحرفوا بهذه الأمة حتى في ولاءاتها، وفي طاعتها، لتكون مطيعةً لأعدائها، مواليةً لأعدائها، خاضعةً لأعدائها، فمصدر الخطر اليزيدي المعاصر هو أمريكا وإسرائيل وعملاؤهم؛ وبالتالي يتحتم علينا أن نقف الموقف الذي وقفه الإمام الحسين "عليه السلام"؛ لأنه وقف موقفاً يمثل فيه الأسوة والقدوة، هو سبط رسول الله، هو امتدادٌ لرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" في قيادة الأمة، وهداية الأمة، وإرشاد الأمة، والحركة بالأمة على أساس منهجها الحق.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى عاشوراء 1444هـ