من الأشياء المهمة التي ينبغي العناية بها ولها أهمية كبيرة على المستوى التربوي، وعلى مستوى تزكية النفس، وعلى المستوى الاجتماعي... وعلى مستويات واسعة جدًّا: الزكاة، والزكاة كما الصلاة ركنان من أركان الإسلام، وعادةً يقرنهما الله -سبحانه وتعالى- في كثيرٍ من الآيات في القرآن الكريم: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، يتكرر الأمر بهذا: بالاقتران بينهما (أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، أيضاً أتى التأكيد عن النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- أنها: (لا تقبل صلاةٌ إلا بزكاة)، فمن يفرط في هذا الحق الشرعي ممن عليه هذا الحق، ممن تلزمه زكاة، لا تقبل منه صلاته، لا تقبل منه صلاته أبداً، بل يعتبر من أكبر المذنبين، مخلاً بركنٍ من أركان الإسلام، ومرتكباً لجرمٍ عظيم، وللأسف البعض من الناس يتهاونون في ذلك، أو البعض يأخذ قسطاً من الزكاة، ويدفع قسطاً منها، ويأكل القسط الآخر، وهذا جرمٌ عظيم، يتحمل الإنسان به الوزر والإثم، ولا يقبل الله منه أي عملٍ من أعماله، حتى الصلاة لا تقبل منه كما أكد النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، وكما في القرآن الكريم: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة: من الآية27]، الزكاة لها أهمية كبيرة على مستوى تزكية النفوس، {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التوبة: من الآية103]، لتطهير نفسيه الإنسان، ولها أهمية كبيرة في البركة والرزق والخير من الله -سبحانه وتعالى-، ولدفع الكثير من المصائب والنقم، ومع أن الله -سبحانه وتعالى- أنعم علينا بنعم كبيرة والأمطار الغزيرة، فمن الشكر أيضاً لنعمة الله -سبحانه وتعالى- أن تخرج الزكاة، ألَّا تبخل بها، ومن التنكر والكفران لنعمة الله -سبحانه وتعالى- أن تبخل حتى بالزكاة، بعد أن يمنَّ الله بالأمطار الغزيرة والنعمة الكبيرة.
الزكاة لها أهمية كبيرة جدًّا على المستوى الاجتماعي فيما بين الناس، فيما بين الأغنياء والفقراء، ولها أهمية كبيرة؛ لأنها في مقدمة ما يفيد في التكافل الاجتماعي ومعالجة مشكلة البؤس والفقر، والمعاناة التي يعانيها الفقراء، نحن كررنا في كثير من المحاضرات أننا على يقين أن الناس إذا أخرجوا زكاتهم وأدوا هذا الواجب كما ينبغي بشكلٍ تام، فإن الله سيغني هذا الشعب عن الحاجة إلى المنظمات وما تقدمه، سيغني الله هذا الشعب، وسيتوفر للفقراء ما يسد خلتهم، ما يسد حاجتهم الضرورية، بدلاً عمَّا تقدمه المنظمات بمقابل شروط وبإجحاف، وباستغلال كبير جدًّا، وبأهداف سلبية للغاية، لا يجوز أبداً التفريط في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، المعصية في هذا تعتبر من أكبر المعاصي والذنوب، قد تسبب للإنسان مصائب كبيرة في حياته، وخذلاناً كبيراً، وعقوبات كبيرة، ثم وراء ذلك جهنم- والعياذ بالله- جهنم، قضية خطيرة للغاية.
ثم أكثر من الزكاة مسألة الصدقات، التكافل الاجتماعي، الصدقات والعناية بالفقراء والمواساة للفقراء والمحتاجين من أسباب الخير والبركة والفضل والأجر والقربة إلى الله -سبحانه وتعالى-، وتكفير السيئات، ودفع المصائب، لها فوائد كثيرة جدًّا، فينبغي العناية بذلك، والاستمرار في الاهتمام بذلك.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
مسك الختام: الاستقامة والحفاظ على الرصيد الإيماني.
المحاضرة الرمضانية التاسعة والعشرون:1441 هـ 23-05-2020م.