بناءً على ما سبق في المحاضرات الماضية، وبالنظر إلى القرآن الكريم، وإلى حركة ومسيرة رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- يتجلى لنا الفداحة الكبيرة لخسارة الأمة، خسارة رهيبة، وخسارة فادحة تكبدتها بغياب تلك المعالم الرئيسية والمبادئ العظيمة عن واقع الحياة، عن مشروع الأمة، عن حركة الأمة، عن واقع الأمة، وبالنظر لطبيعة مشروع الإسلام التربوي والحضاري والثقافي الذي يصلح حياة البشرية، والذي يُبنى عليه في الواقع، في كل مسارات الحياة، وفي كل اتجاهات الحياة، ما يصلح هذه الحياة، ما ينعكس أثره، ويتجلَّى أثره في واقع الحياة استقرارًا، وخيرًا، وحلًّا للمشاكل التي تعاني منها البشرية، يتجلَّى لنا بالابتعاد عن ذلك ما وقعت فيه أمتنا الإسلامية من معاناة ومشاكل كثيرة، وما وصلت إليه في واقعها وظروفها، وبالتالي خسارة البشرية من حولها؛ لأن الأمة الإسلامية لو بقيت مرتبطة بتلك المعالم في القرآن الكريم، وفي حركة رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- وبنت واقع حياتها، ومسارات حياتها على أساس تلك المبادئ؛ لصلح واقعها، ولكان لها دورها الريادي، الخيِّر والمؤثِّر والإيجابي في مسيرة البشرية جمعاء، فامتد أثر هذا الخير إلى أرجاء المعمورة، وإلى أوساط البشرية كافة، ولكن فرَّطت، وضاعت وأضاعت البشرية من حولها.
وكما قلنا: هذا الضياع الذي وصلت إليه الأمة، هذه الفجوة الهائلة والكبيرة بين الأمة وبين تلك المبادئ العظيمة، البارزة والحاضرة بشكل كبير جدًّا في القرآن، وفي أداء الرسول وحركته وتطبيقه، هذه الفجوة لم تأتِ من فراغ، كان هناك مَنْ عَمِل، مَنْ صَنَعَ هذه الفجوة، ومن أسس لابتعاد الأمة عن هذه المبادئ والمعالم العظيمة، وامتد هذا التفريط، وهذا التقصير، وهذا الابتعاد جيلًا بعد جيل؛ حتى وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه.
سبق الحديث في الإشارة إلى بني أميَّة، والتأكيد على أنَّهم لعبوا دورًا رئيسيًا في هذا الانحراف، وسنتحدث اليوم عن هذا الدور، على أساس الوقائع التاريخية من جانب، وقبل الوقائع والحقائق التاريخية على ضوء ما قدَّمه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1440هـ- الرابعة