مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (البقرة:73) لعلكم تعقلون، لعلكم تفقهون بأن الله سيخرج كل ما تكتمون وكل ما تتآمرون به. {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} (البقرة: من الآية74) بعد هذه الحادثة التي كانت هي في حد ذاتها آية من آيات الله .. آية من آيات الله على أقل تقدير توجد عندهم نموذجاً لقضية البعث يوم القيامة {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى} (البقرة: من الآية73) فيتذكر؛ لأن هذه كانت ـ قضية اليوم الآخر ـ من القضايا الأولى التي حذر منها بني إسرائيل، منها في الآيات الأولى قوله: {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ} (البقرة:48) {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: من الآية74) هذا يكون أثراً طبيعياً من الآثار السيئة التي تكون عند الناس سواء أفراد أو مجتمع أو أمة بكلها، إذا ما هناك استجابة لله سبحانه وتعالى، وعمل بهديه، وتفاعل مع ما يُهْدَوْنَ إليه، فيكون البديل قسوة في القلوب، تقسوا متى ما قسا القلب فإنه لا يعد يتأثر بالمواعظ، ولا يستجيب، وتكون قسوة القلب ينتج عنها هذه التصرفات الخاطئة، وتلاحظ كيف هي في الأخير أشياء رهيبة جداً.

الشيء الطبيعي: أن الإنسان بعدما يشاهد آية من آيات الله أو يسمع شيئاً من هدى الله أن يتأثر قلبه ويلين قلبه {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد:16) {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ} (البقرة: من الآية74) هناك من الحجارة بعضها ينفع، القلب القاسي لم يعد يقدم شيئاً، لم يعد ينفع بشيء، لم يعد كله إلا خلل، لم يعد ما ينتج عنه إلا ضر.
{
وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ} (البقرة: من الآية74) أيضاً جعل الحجارة أفضل من تلك القلوب القاسية؛ لأن الحجارة بعضها تسقط وتهبط من خشية الله، يمكن أن الحجر الصماء هذه الصخرة الصماء الصلبة القاسية ممكن تلين وتخشع لله وتهبط من خشية الله، وأيضاً بعضها يتفجر منها الماء ما زال ينفع، لكن القلوب القاسية لم تعد تنفع بشيء أبداً، لم تعد إلا ضر، فهي ليست بالشكل الذي تقبل شيئاً فيخشع أصحابها ولا تكون تصرفاتهم وما يأتي من جانبهم بالشكل الذي ينفع الأمة.
{
وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة: من الآية74) هذا فيه نوع تهديد لبني إسرائيل {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} عما تخططون، وعما تتآمرون، وعما تدبرون وعما .. إلى آخره، لها علاقة بالموضوع الأول كلما تعملونه فليس الله بغافل عنه، فما وجدتموه في قضية البقرة ستجدونه في أي قضية أخرى تدبرونها.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس الخامس – من دروس رمضان]

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 5 /رمضان 1424هـ
الموافق:29/ 10/2003م
اليمن ـ صعدة
.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر