مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

 نحن تحركنـا بفضل الله سبحانه وتعالى لمواجهة هذه العدوان، بجدوائية وبفاعلية، وبثمرةٍ واضحة لصمودنا وتضحياتنا، وثباتنا، ويمكننا أن نسرد بعضاً من هذه الحقائق:

أولاً، نحن اليوم كشعب يمني بصمودنا وثباتنا أكثر شعوراً بحريتنا وعزتنا وكرامتنا من أي وقت مضى، وتجلى في واقع شعبنا مصداقية الهوية والانتماء، وأصالتنا والامتداد لهذه الأصالة، بحمد الله.. بحمد الله من نتائج صمودنا في مواجهة هذا العدوان نحن ندرك نحن نعيش حالة الحرية نترجم حالة الكرامة، نترجم حالة الإباء والعزة، عملا وموقفا، وتحركاً ملموسا، نحن لسنا مجرد أصحاب ادعاءات أو نسوق لأنفسنا عناوين معينة، أو فقط نفتخر بماضينا، نستطيع اليوم أن نقول للأجيال الآتية من بعدنا، وأن تقرأ عنا الأجيال الآتية من بعدنا، ونستطيع أن نقول لكل قوى العالم: انظروا إلى شعبنا كيف هو – بالفعل بالموقف وليس فقط بالكلام – كيف هو شعب أثبت في الواقع حريته، كيف هو يمارس هذه الحرية، إباءً وعزةً، وامتناعاً من القبول بالذل، وامتناعاً وإباءً من القبول بالاستسلام وبالهوان وبالاستعباد، لصالح قوى الطاغوت، انظروا اليوم كيف شعبنا أثبت بتضحياته هذه، بمواقفه هذه، بصموده هذا، أنه شعب حر بما تعنيه الكلمة، هذا شيء عظيم نحن نحس فعلاً في مشاعرنا وفي وجداننا أننا أحرار، لو لم نكن أحراراً ما كان كل هؤلاء يقاتلوننا اليوم، ما كانت أمريكا تستعدينا هذا الاستعداء، ولا كان قرن الشيطان يعادينا هذا العداء، ولم تكن إسرائيل تكرهنا هذا الكره، ما هي مشكلتهم معنا؟ ما هو جوهر صراعهم معنا، ليس إلا أنا أبينا إلا أن نكون أحرارا، ليس إلا أننا كنا عصيين وممتنعين عن الاستعباد والقبول بالهوان وحينها كانوا في هذا الصراع معنا وكان بيننا وبينهم هذا المستوى من العداء، اليوم نستطيع أن نقول حتى لرسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، يا رسول الله لم يخب ظنك في هذا الشعب، ولن يخيب إن شاء الله وبتوفيق من الله يوم قلت عنه ((الإيمان يمان والحكمة يمانية)) يا رسول الله، الإيمان يمان، إيمان هذا الشعب تجلى في صموده ومن أعظم ما يمكن أن يتجلى فيه الإيمان هو الصمود في مواجهة الطاغوت ومقارعة الاستكبار، انظروا إلى شعبنا كم هو عزيز بعزته هذه الإيمانية الناشئة عن إيمانه، عن قيمه عن أخلاقه عن وجدانه الإنساني وفطرته الإنسانية، انظروا كيف أنه لم يركع أبدا لكل قوى الطاغوت بالرغم من كل ما تفعله بالرغم من حجم هذا الاستهداف ومستوى هذا العدوان، هذا أول مكسب وأول ثمرة من ثمرات الصمود مكسب مبدئي مكسب معنوي مكسب أخلاقي مكسب ديني ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى، مكسب عظيم نفاخر به بين كل أمم الأرض، لو كان خيارنا الذل والاستسلام وحينما بدأ العدوان بجبروته وحشيته وطغيانه يقصف المدن والقرى وقمنا برفع أيدينا إلى الأعلى استسلاما وقبلنا بالهوان كيف كنـا سنقول ونتحدث مع أجيالنا الآتية، لأورثنا الذل إلى الأجيال القادمة ولكنـا مسبة الدهر ولكنـا أيضاً بين الأمم عاراً عالمياً وعاراً أبديّاً لألصقنا بأنفسنا العار مدى الدهر وبين كل الأمم ولكن بحمد الله، بتوفيق الله بهداية الله، بمعونة الله سبحانه وتعالى وفقنا الله للصمود والصمود المشرف والصمود الفاعل والمؤثر، هذا أول مكسب وهو مكسب لا يساويه أي مكسب آخر، أكبر مكسب وأعظم مكسب أننا مارسنا حريتنا وأثبتنا كرامتنا وحريتنا وأننا ترجمنا العزة التي ننتمي إليها في إيماننا إلى واقعٍ نعيشه وإلى مواقف نقفها، إلى أعمال ميدانية إلى صمود ترجمه الواقع.

 

ثم كذلك الأمر الآخر الذي يثبت جدوائية هذا الصمود والذي هو ثمرة من ثمرات هذا الصمود أن شعبنا العظيم في صموده وثباته وتصديه لقوى العدوان ألحق بها وبأذيالها خسائر جسيمة وفادحة، الألاف المؤلفة من القتلى وعشرات الألاف من الجرحى، يعني لم يكن عدوان هؤلاء الأعداء بالرغم من كل ما امتلكوه من قدرة عسكرية وآلة عسكرية هائلة لا نظير لها في العالم، لكن بالرغم من إمكاناتهم الهائلة وقدراتهم العسكرية الكبيرة وبالرغم مما يقابلها في وضع شعبنا في ظروفه الصعبة وإمكاناته المتواضعة، ومعاناته الاقتصادية ومشاكله الداخلية ووو..الخ بالرغم من كل ذلك فإن شعبنا كان لصموده وثباته تأثيرٌ كبيرٌ وفاعليةٌ كبيرة هذه نتيجتها، الخسائر الكبيرة جدًّا في صفوف المعتدين في قوتهم البشرية، الألاف قتلوا بينهم الكثير الكثير من قياداتهم من شخصياتهم الفاعلة التي يعتمدون عليها ويراهنون عليها ولها أهميتها بالنسبة لهم وكذلك من عديدهم، الألاف المؤلفة قتلوا وعشرات الآلاف من الجرحى يضاف إلى ذلك أيضاً أن الآلاف من معداتهم العسكرية دمرت وأعطبت، منها ما دمر ومنها ما أعطب من مختلف الآليات العسكرية من الدبابات حتى من العربات المتنوعة والحديثة بكل أشكالها، الألاف منها دمرت وأعطبت مما اضطر قوى العدوان إلى شراء البديل والبديل والبديل في صفقات متتالية، في كثير من الحالات يكادون  ويوشكون على أن يفقدوا ما بأيديهم من مدرعات ومعدات عسكرية ويضطرون إلى شراء المزيد في صفقات مرهقة لهم اقتصادياً، وهذا واضح حتى دبابة الأبرامز فخر الصناعات الأمريكية، دبابة الأبرامز هذه في الحدود تحولت إلى صيد جذاب للمقاتل اليمني وكأنها أرنب أو ظبي وديع يلاحقه أسد ، الولاعات لهم بالمرصاد، المقاتل اليمني سيُحرق المزيد والمزيد إن شاء الله بالولاعات، كما تمكن شعبنا العزيز بصموده في ميدان القتال بفضل الله تعالى ومعونته من إسقاط عدد مهم من الطائرات الحربية وعلى رأسها الأباتشي المعروفة بمنعتها العسكرية ومقومات حمايتها وبأهميتها على المستوى القتالي كما تمكن أيضاً في البحر من ضرب البارجات والمدمرات المعتدية وإحراقها، وصدق الله سبحانه وتعالى وهو القائل {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ} إذا كنـا نألم بشهدائنا وما دمروه في بلدنا وما نعانيه من عدوانهم هم بفضل الله تعالى وبمعونته ونصره وتأييده لهذا الشعب المسلم المظلوم يألمون أشد الألم ألما كبيرا وألما شديدا، الوجع يطالهم في كل مكامن وجعهم {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} أنتم دائما متطلعون إلى الله لأنكم في موقف الحق ومظلومون، وبالتالي أنتم منتظرون من الله وراجون منه نصره وعونه وأجره إلى آخره والقادم إن شاء الله أعظم على مستوى التنكيل بالعدو {وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا}،

 

ثالثا: على المستوى الاقتصادي وبفضل هذا الصمود على مدى ما يقرب من عامين باتت كلفة العدوان مرهقة لقوى العدوان على المستوى الاقتصادي بشكل كبير إلى حد جعل النظام السعودي ومعه الإماراتي يخرجان من زمن النعمة والرخاء والفائض المالي والميزانيات الاحتياطية، يخرجان من ذلك ويدخلان إلى نفق مظلم من الأزمات الاقتصادية والجرع المتنوعة التي كنـا نعاني منها في بلدنا هي اليوم عندهم جرعة إثر جرعة وبأشكال متنوعة وتحت عناوين متعددة والقروض أيضاً لم يعد فقط بلدنا وحده الذي يعاني من القروض دخلوا هم في هذا النفق القروض والبحث عن المال من هنا ومن هنا والاستجداء من هنا ومن هنا ودخلوا في سياسات اقتصادية تخلق لهم أزمات ومشاكل مستقبلية كبيرة وخطيرة وخيم الفقر بشبحه على بلدانهم هذا واقع يمكن استقراؤه ببساطة بدون مشقة من خلال وسائل الإعلام عن واقعهم الداخلي .

 

رابعاً: شعبنا اليوم بالرغم من الحصار الشديد والمعاناة الاقتصادية الشديدة وظروف الحرب الصعبة يبني قدراته العسكرية على نحو مذهل ويحق لكل الناس في كل الدنيا أن يندهشوا وتمكن بفضل الله تعالى من قطع شوطٍ مهمٍ وكبير وعلى رأس هذه القدرات القدرة الصاروخية التي وصلت بدءاً من صاروخ الصرخة إلى بركان2 الذي مداه اليوم يصل إلى الرياض وفيما بعد إن شاء الله إلى ما بعد الرياض و ما بعد ما بعد الرياض اليوم يعتبر هذا إنجازا كبيرا بكل الاعتبارات وبكل المقاييس وإذا لوحظ واقع هذا الشعب وظروفه على المستوى الاقتصادي ومعاناته بفعل الحصار وبفعل ظروف الحرب فإن صناعة إنجازٍ بهذا المستوى في مثل هذه الظروف في هذا الواقع يعتبر فعلاً من صناعة المستحيل الذي تحول ممكنـاً بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتطوير مستمر اليوم في القدرة الصاروخية لمديات أبعد ولفاعلية أكثر إن شاء الله تعالى، وكذلك وفي إنجاز مهم ونوعي بدأ في تصنيع طائرات بلا طيار هي كذلك إن شاء الله ستأخذ مسارات متطورة ومديات أبعد وأرفع وأكثر فاعلية إن شاء الله، بقية المعدات العسكرية بات اليوم يصنع المدفعية ويصنع قذائف المدفعية وهناك مسارات مهمة جدًّا في تفعيل وبناء وتطوير الدفاع الجوي ستؤتي ثمارها إن شاء الله قريبا ومجالات أخرى سنترك الحديث عنها لحين الفعل نحن اخترنا لأنفسنا أن يكون الفعل قبل القول وأن تعبر الحقائق عن نفسها وأن تعبر أيضاً الإنجازات عن نفسها فعلاً قبل أن نحكي عنها قولاً وهذا ما حدث حتى في هذه الإنجازات فإذن هذه واحدة من مكاسب هذا الصمود ومكسب كبير ومكسب عظيم في مراحل معينة في واقع بلدنا لم تكن أبسط الأمور تنتج في هذا البلد لم تكن الصلصلة تنتج في هذا البلد يستوردونها من إيطاليا، الخليج نفسه بعض بلدان الخليج المعتدية النظام السعودي نفسه من أين له اليوم أن يكون بهذا المستوى بهذه القدرة الإنتاجية هو مشتري يدفع فلوسا بالدائم إلى أمريكا وإلى خزانتها وإلى جيوب الغرب وهذا قدره الذي يقدرونه له أن يبقى دائما يدفع لهم الفلوس باستمرار وأن تتحول بالتالي الحرب هذه إلى مغنم لهم بذلك.

 

خامساً: من مكاسب وثمرات هذا الصمود الأسطوري العظيم يكتسب مقاتل هذا الشعب وأبطاله في الميدان الخبرات القتالية العالية في مواجهة المخططات والمؤامرت والعمليات العسكرية التي يديرها اليوم أمهر وأقدر الخبراء العسكريين لدى الأعداء، وهم على مستوى العالم يعني العدوان علينا اليوم تديره أمريكا غرف العمليات التي تدير العمليات العسكرية والضربات العسكرية على بلدنا فيها أمهر وأقدر الخبراء الأمريكيين وكذلك فيها الخبراء الإسرائيليون وجادوا للنظام السعودي ولقرن الشيطان في هذا العدوان- لأهمية المسألة عندهم ولعدائهم للشعب اليمني- بأمهرهم خبرةً وأكثرهم قدرة عسكرية وكذلك من بلدان متعددة بريطانيا كذلك منها خبراء كثر تلعب دوراً أساسياً في هذا العدوان ونشطاً، وكذلك ما أصبح لدى القوى المعتدية الأخرى كل منهم يدفع من أبرز خبرائه ومن أمهر قادته لإدارة هذا العدوان, في المقابل يتحرك شعبنا اليمني لمواجهة حتى ظروف مستجدة حتى الأبطال والشرفاء والأحرار الذين تحركوا من الجيش اليمني نفسه واجهوا في هذه الحرب ظروفاً مختلفة للأسف لم يكونوا في المرحلة الماضية يحظون بالإعداد لها ولطبيعتها ولطبيعة مواجهة من هذا النوع وخصومة مع هذه الأطراف بالذات بحكم الوضع المعروف في البلد ولكن اليوم يكتسب أبطال الجيش وأبطال اللجان الشعبية من الميدان من أعظم مدرسة يكتسبون خبرات عالية ويحققون نجاحات كبيرة، لولا هذه النجاحات وبفضل الله وبعون الله لكان العدوان حسم أمره منذ البداية في معركته في هذا البلد، إذن اليوم هذا العدوان الذي يديره أمهر الخبراء وأقدر الخبراء لدى الأعداء وينفذ بأحدث الوسائل والتقنيات الحربية والعسكرية في العدوان على بلدنا، يستخدم إمكانات عسكرية لم يسبق لها أن استخدمت في أي حرب على أي بلد، آخر ما لديهم من إمكانات، أحدث ما لديهم من إمكانات وقدرات عسكرية هم يستخدمونها في هذا العدوان، فإذن المواجهة لطرف قوي لديه أمهر الخبرات وأقدر الخبرات العسكرية وأكبر القدرات العسكرية هذا يصنع منك قوياً، حين ما تواجه القوي هذا الذي يجعل منك قويا ليست القوة تقاس بمقاييس أن تكون قوياً عندما تواجه ضعيفا مستفيداً من ضعفه، أنت قوي في صمودك في مواجهة القوي، وأنت قوي وأنت تسعى على الدوام لبناء واقعك وقدراتك لتكون قويا في المواجهة مع من ترى فيهم بإمكاناتهم وخبراتهم على أنهم أقوياء، هذا فعلاً يساعد بشكل كبير وإيجابي.

 

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1438هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر