مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإنسان خلق لحياتين الأولى والآخرة بينهما فاصل هو الموت، والحياة الدنيا هي حياة قصيرة مؤقتة محدودة ينتقل عنها الإنسان، هي حياة للمسئولية والاستعداد للحياة الأبدية التي لا نهاية لها.

لذلك مغرور مخدوع ضائع هالك من لم يكن عنده اهتمام إلا بهذه الحياة وينسى حياته الأبدية، هذه الحياة حياة مؤقتة، حياة مؤقتة، وحياة ممزوجة بالخير والشر والسراء والضراء، ليس فيها سعادة صافية أبداً، ولا يسلم أحد فيها من المنغصات، حياة قليلة محدودة مؤقتة مليئة بالمنغصات، فيها مع الخير الشر, وفيها مع السراء الضراء, وفيها مع الغنى الفقر, وفيها مع الصحة والعافية البئس والمرض, وفيها مع السعادة والراحة الضجر والشقاء والعناء, حياة هي بهذا المستوى.

أما تلك الحياة فحياة أبدية لا نهاية لها أبداً، ولا انقطاع لها أصلاً، وحياة مهمة, الخير فيها والنعيم فيها على أرقى مستوى خير خالص, سعادة خالصة, نعيم خالص, لا هم ولا مرض ولا ضجر ولا ألم ولا حزن ولا عناء ولا شقاء ولا أي منغصات, هذا إن فاز الإنسان, أو شر خالص وهلاك وشقاء وعذاب وألم وبئس وشقاء ونكد لا خير فيه أبداً, ولا لحظة واحدة, ولا لحظة واحدة يمكن أن يرتاح الإنسان فيها في جهنم, ولا ثانية ولا دقيقة واحدة, إما النعيم الخالص على أرقى مستوى, أو شر خالص على أقسى ما يكون, على أشد ما يكون. لذلك الشهيد يدرك أنه ما دامت هذه الحياة حياة مؤقتة محدودة وهي ممزوجة بالخير والشر والمنغصات ما قيمة أن أتشبث بها في مقابل أن أخسر السعادة في الحياة الأبدية التي فيها أرقى نعيم، وأعظم سعادة، سعادة حقيقية.

يدرك الشهيد قول الله سبحانه وتعالى {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (العنكبوت :الأية64) يدرك أهمية قول الله سبحانه وتعالى {أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}(التوبة:38) إلا قليل. فالشهيد واعٍ فاهم موفق لم يبع الكثير ويُضع الكثير الدائم بالقليل الفاني الزائل لا. ربح ربح التجارة.

وهكذا هو الشهيد بنظرته الواقعية إلى هذه الحياة وأنها حياة محدودة مؤقتة ويدرك أن ما يميز الشهادة في سبيل الله هو ميزة عظيمة ومهمة جداً فيما يتعلق بهذا الجانب؛ لأن الشهيد ينتقل إلى حياة حياة سعيدة حياة عظيمة حتى إلى يوم القيامة. ما قبل القيامة منذ منذ الشهادة من بعد الشهادة ربما هي لحظات الله أعلم كم تكون، كم تكون، لحظات قليلة، ثم الفارق هذا الموت، الموت عند الشهادة هو لحظات قليلة، هي لحظات الانتقال من هذه الحياة إلى مقام الشهداء حيث هم, حيث هم في ضيافة الله سبحانه وتعالى, في حياة حقيقية مؤكدة أكدها الله في سورة البقرة وفي سورة آل عمران, وأكد أنهم في حياة صحيحة حقيقية في فرح واستبشار ورزق, في ضيافة الله سبحانه وتعالى.

يدرك الشهيد هذه الحقيقة وهذه الميزة العظيمة وأنه كسب مستقبله الدائم مع الله سبحانه وتعالى, ثم نحن في هذا الواقع في هذه المرحلة في الظرف الذي تعيشه أمتنا ندرك قيمة الشهادة, وعظمة الشهادة, وأهمية الشهادة, أن فيها نجاة, فيها نجاة.

عندما نأتي لنتأمل في الواقع نرى أن هناك ثلاث حالات يعني: ليس فقط من يقتل هم الشهداء, أو أنه لا يمكن أن يقتل إلا من ينطلق في خط الشهادة والجهاد, لا. هناك ثلاث حالات في واقع الأمة, حالة يقتل فيها البعض وهو في حال استسلام, في حال خضوع بدون تبني أي موقف, ولا هو قائم بمسئوليته, وهو في حالة تقبل لهيمنة الأعداء ولقهرهم, وفي حالة ذل وهوان, هذا حصل للكثير من الناس, حصل مئات الآلاف يقتلون وهم على هذا الحال, مئات الألاف في بلدان العالم الإسلامي في المنطقة العربية وغيرها, في العراق في أفغانستان في الصومال في اليمن, الألاف يقتلون, وإذا جئنا بشكل عام في واقع المسلمين فمئات الألاف, مئات الألاف يقتلون وهم في حال ذل, في حال استسلام, في حال عجز, في حال صمت, ليس لهم موقف, لم يتبنوا أي موقف ضد الأعداء.

في فلسطين أيضاً كم يقتل من الفلسطينيين من غير المجاهدين، من الساكتين، من الصامتين، من المستسلمين، من المتقبلين لهيمنة العدو، ومع ذلك يقتلون ويخسرون حياتهم، ويخسرون وجودهم، ويخسرون مستقبلهم عند الله سبحانه وتعالى لقاء تقصيرهم في مسئولياتهم وتقبلهم لهيمنة الظلم والشر والفساد والطغيان ورضوخهم للباطل، هذه حالة.

حالة أخرى البعض يقتل وهو في موقف أسوأ وهو في صف الباطل خاضعاً للمجرمين والطغاة والمستكبرين يقدم حياته قرابين لهم في خدمتهم، لكي يسيطروا, لكي يهيمنوا, لكي يتغلبوا على أمته, وهذا حصل, الذين كانوا يقفون في مواجهة هذا المشروع القرآني ويقاتلونه ألم يقتل منهم الألاف؟ قتل منهم الألاف، قتل في صف أمريكا وهو يقاتل الناس لكي لا يقولوا: ((الموت لأمريكا)) ويموت هو ليسكت صوت ((الموت لأمريكا)) ألاف يقتلون والأمريكيين يحركون يحركون عشرات الألاف, الجيوش العربية, المتطوعين, عُبَّاد المال, الكثير من الناس يبيع حياته ويبيع نفسه ويضحي بنفسه ليخسر نفسه ويخسر الدنيا والأخرة.

إذاً الألاف قتلوا قتلوا وهم في الموقف الخطأ في موقف الهلاك والشقاء، في موقف الخدمة والإذعان للأعداء، والاستسلام للأعداء، والخضوع للأعداء، بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال عناوين أخرى, ولكن وراءها أمريكا ووراءها إسرائيل مثل العناوين الطائفية وما شاكل ذلك.

وهناك قتل في سبيل الله, قتلى في سبيل الله شهداء في موقف العز, في موقف الشرف, المطيعين لله, القائمين بمسئوليتهم, الذين باعوا أنفسهم من الله يوم باع الكثير أنفسهم من الشيطان ومن أولياء الشيطان, وهؤلاء هم الفائزون, وهذا النهج هو الذي سار فيه شهداؤنا العظماء.

نحن في هذه المسيرة كمجاهدين معنيون أن نسير في هذه الطريق وأن نواصل المشوار وأن نكون نسعى نسعى لأن نكون ممن قال الله عنهم: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ}(الأحزاب:23) , شهداؤنا العظماء قد تقدمونا في بداية المشوار ووصلوا, وصلوا, وفقهم الله وتقبلهم ووصلوا, وهم هناك في مقامهم العظيم عند الله سبحانه وتعالى { فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ} قضوا نحبهم ووصلوا إلى السعادة الحقيقية إلى النجاة, والتحقوا بالرفيق الأعلاء, وبقينا نحن فكيف نكون منتظرين؟ وكيف نحرص على أن تكون العلاقة بين الواصل وبين المنتظر؟ هو هناك يستبشر وأنت هنا منتظر لدورك, وآمل وراج لله أن يوفقك كما وفقهم لتلحق بهم مقبولاً عند الله إلى العزة والخير والسعادة والفوز العظيم.

الله حكى عن الشهداء أنهم {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} الشهداء حيث هم في ضيافة الله مستبشرين بأخوتهم المجاهدين السائرين في طريقهم في دربهم، فهم هناك مستبشرين لمن هنا لمن ينتظرون والمنتظر متطلع ليصل إلى ما قد وصل إليه أولئك الذين وصلوا, وصلوا وفازوا.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لأن نسير في دربهم وطريقهم بوفاء وصدق مع الله سبحانه تعالى, وأن يتقبلنا الله كما تقبلهم, وأن يوفقنا كما وفقهم.

إخوتي الأعزاء رجائي وأملي فيكم كمؤمنين واعين متفهمين أن يكون لديكم في هذه الذكرى اهتمام كبير بأسر الشهداء، بأبناء الشهداء، براعم الإيمان, أولئك الأشبال الأعزاء أكرموهم, اكرموهم يكرمكم الله, احترموهم أعزوهم قدروهم أحسنوا إليهم, إن الله يحب المحسنين هم أمانة في أعناقنا جميعاً, لا ينتظر الإنسان أنه فقط مؤسسة الشهداء تهتم بهذا, كل واحد يحرص على أن يقدم شيء, ولو الكلمة الطيبة لمن لا يملك إلا الكلمة الطيبة, الإحسان بأي مستوى يقدر الإنسان عليه.

وفقكم الله وبارك فيكم وأعانكم وسددكم.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد:

عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.

بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للشهيد

بتاريخ:13/جماد أول/1434هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر