وفي فترةٍ وجيزة- شملت المرحلة التي أقام فيها بمكة منذ البعثة بالرسالة، وبداية التبليغ، ثم هجرته إلى المدينة المنورة- حقق إنجازاً عظيماً، وصنع الله على يديه متغيراتٍ كبيرة، فقوَّض كيانات الطاغوت، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وانتقل بالعرب من الأمية والجاهلية الأولى إلى نور القرآن، ودين الإسلام، ووصل بهم إلى المرتبة الأولى عالمياً، كأمةٍ مؤثرةٍ تتحرك في إطار أقدس قضية، وأعظم راية، وأسمى هدف، وكان مستوى التغيير في المفاهيم والأفكار، والتصورات والرؤى، والتوجهات والمواقف والأعمال، يمثل نقلةً عظيمةً، لو استمر المسلمون عليها، لكانوا اليوم لا يزالون في نفس الموقع الرائد لقيادة المجتمع البشري، حيث كان رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد بلغ بهم.
إن سيرة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، والتعرف على شخصيته، والدراسة الواعية لإنجازه العظيم، وكيف تحرك بالقرآن الكريم، وكيف كانت طريقته في التغيير، وما بذله من جهدٍ وجهاد، وما قدمه من تعليماتٍ وإرشادات، كل ذلك درسٌ عظيمٌ ومهمٌ يحتاجه المسلمون:
- في إطار تعزيز صلتهم الإيمانية برسول الله "صلى الله عليه وعلى آله".
- وأيضاً باعتبار ذلك الطريق الصحيح، والمنفذ الوحيد للخلاص والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
- ولمعالجة المشاكل الكبرى، والتغيير نحو الأفضل.
- ولحل الأزمات المتفاقمة، التي يعاني منها المسلمون، وبقية المجتمعات البشرية، وللفلاح في الدنيا والآخرة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1444هـ