مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالفتاح حيدرة 
في المحاضرة الرمضانية التاسعة لشهر رمضان 1445 هـ أكد السيد القائد على أن قصة خلق الله الأرض وخلق سيدنا آدم عليه السلام ، كان في تدبير الله سبحانة وتعالى تهيئة الأرض للإنسان وجعل فيها معايشه كلها، وبث فيها من كل دابة، والنباتات المتنوعه ذات المنفعه الكبيرة للإنسان من جميع النواحي ، وبارك فيها وقدر فيها اقواتها، وجعلها مهدا في كل متطلباته، وجعلها ذلولا للإنسان، وبركات وخيرات متنوعه ونافعه للإنسان، وفيما يتعلق بما هو قبل بداية خلق الإنسان وبما هيئه الله للإنسان، كان الله قد أخبر الملائكة بزمن انه سبحانه سوف يخلق هذا الإنسان، وعرفت الملائكة ان الانسان سوف يسفك الدماء ويفسد في الأرض، ولان للملائكة أدوار كبيرة في حياة البشر في التدبير الإلهي، فكان اندهاش الملائكة وهذا ليس اعتراضا منهم، بل كبر عليهم وشق عليهم أن يكون هناك مخلوق يقوم بالافساد في الأرض ويسفك الدماء، ولذلك عرضوا ان يكون لهم الاستخلاف في الأرض، ومفهوم العبادة بالنسبة للملائكة هو التسبيح والتقدير والتمجيد والتعظيم لله سبحانه وتعالى.. 

برحمة الله وبحكمته وفضله اقنع الله الملائكك في اطار الهداية لهم وهو درس عظيم، وقد خلق أدم عليه السلام من طينة الأرض ونفخ فيها من روحه، والله سبحانه حلق منه حواء ومنهما توال خلق  البشر، والانسان من بداية خلقه هو باستخلافه بالأرض، وهذا ليس انتقاصا للإنسان او نفيا له كما تقول بعض الرويات المغلوطه ، وانعم عليه نعم الأرض وانعم عليه في خلقه وتركيبه وجماله ومنحه الله طاقات وقدرات تتناسب معه ومع دوره ومهمته في الأرض، وبعد ذلك علم الله آدم الأسماء كلها، تعريف لما يحتاج لمعرفته في باستخلافه في الأرض، وعرض الله سبحانه تلك الأسماء على الملائكة، فقال سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا وادركوا على الفور بجهلهم، فاعترفوا انه لم يكن ينبغي لهم ان يتسألوا، وعرفوا ان الانسان هو الأنسب للقيام بهذا الدور، والدور يعود الي ان يتذكر المخلوق المبدأ الذي يؤمن به وهو ان الله هو العليم الحكيم، فلما أخبرهم آدم بالاسماء فاعترفوا بكفائة البشر بالقيام بهذه المهمة، وكانت هذه المعالجة الارتقاء بدايتهم، تذكروا واستحضروا حكمة الله وعلمه باستخلافه آدم على الأرض.. 

أمر الله سبحانة وتعالى الملائكة بالسجود لادم، عبادة وخضوع وتسليم وطاعه  لله وتكريما لادم عليه السلام، وبدون تردد وتساؤلات سجدوا ، وهناك كان موقف مخالف وهو موقف ابليس، الذي كان من الجن وكان قد أرتقى إلى جانب الملائكة، وقصة عصيان ابليس هذه فيها دروس كبيرة، امتناع ابليس من السجود وكان في دافعه التكبر وكان ممارسه التكبر والعياذ بالله، وقد اساء لله وكفر بالله، وبعقدة تلك التي احتقرت سيدنا آدم  واتهام لله في حكمته وعلمه، ولهذا كانت معصية ابليس معصية شنيعه جدا، ثم بدأت بداية عملية الاستخلاف لادم عليه السلام في الأرض، واسكنه الله وزوجته حواء في الجنه، وهذه من حكمة الله وعلمه ان تكون البداية في جنة وهي ليست جنة الآخرة، وبهذا أراد الله لادم وحواء ان لا يباشرا العناء في هذه الحياة، ومنعهما من الاقتراب من شجرة ولا يأكلا منها وهذا تمرير لهما للإلتزام بالمسئولية، وهذا كان اختبارا لهما، رغم سعة تلك الجنة، وحذرهما الله من الشيطان وانه يسعى لطردهما من الجنة، كون الشيطان الذي حمل العداء والحقد الشديد على آدم وذريتهما وركز على تلك الشجرة.. 

حاول الشيطان تقديم تصور خاطئ لادم وحواء وهو أن تلك الشجرة هي سر الخلود وسر الترقي ليكونا ملكين، وهذا يكشف لنا كيف يدخل الشيطان للإنسان للتأثير على الإنسان، فالنسيان وفقدان العزم والتصور الخاطئ اقدم آدم وحواء للأكل من الشجرة، وكأن هنا العصيان هو النسيان والرغبة مؤثرات التصور الخاطئ، بعكس عصيان ابليس الذي اساء لحكمة وعلم الله، وكانت هذه أول عملية اغراء للإنسان عن طريق الحق بأسلوب الخداع، ومن يعمل هذا الخداع فهو عمل شيطاني، أمر الله ان ينزل الجميع على الأرض، وبما ان الوجود على الأرض وجود مؤقت ينتهي بالموت ويوم القيامة، وبعد لك ندم وحواء على هذه المعصية ولجأ آدم عليه السلام إلى الله وعلمه الاه كلمات فتاب عليه واجتباه واصطفاه، ثم أتي أمر الهبوط في الأرض يواجه آدم وحواء الشقاء والعسر والشدة، وهنا يتحدد مصير الانسان والجان ايضا مصيرهم مرتبط من موقفهم تجاه هدى الله مع كتبه ورسله وانبيائه ومن يسير في هداهم، وهنا نجد أن هناك درس مهم جدا لادم في بقية حياته تعامل فيما بعده بحذر شديد من الشيطان..


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر