بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم عن أصحاب نبيك الأخيار من المهاجرين والأنصار. أما بعد
نظراً للحرب الشاملة التي يشنها أعداء الإسلام على بلدنا يمن الإيمان والحكمة بغرض احتلاله وتركيعه وإذلاله ونهب خيراته والقضاء على أبنائه والتي من ضمنها: الحرب الاقتصادية بالحصار، ثم بإدخال المواد المضرة وبالذات منتجات أمريكا وإسرائيل اللذين هما وجهان لعملة واحدة، ويسعيان بجد إلى الإضرار بالأمة بكل وسيلة ممكنة لديهم، وللحذر من ذلك جمعنا عدة مواضيع من دروس السيد حسين (رضوان الله عليه)، والسيد عبدالملك (يحفظه الله) حول أهمية المقاطعة كجزء من الحملة للدعوة إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، آملين أن نعطي هذه القضية أهمية، وبالذات في هذه المرحلة ونحن نخوض معهم حربًا شاملة، وبعد أن كُشفت حقيقتهم وظهرت نواياهم وأنهم كما قال الله عنهم: }وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد{ (البقرة 205).
ضرورة أن نحمل العداوة لأمريكا وإسرائيل
يقول السيد حسين رضوان الله عليه في محاضرة (يوم القدس العالمي):
"حالة العداء لليهود عندما قال الله سبحانه وتعالى عن اليهود: }لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا{(المائدة: من الآية82) يريد منا أن نربي أنفسنا، وأن نربي أولادنا على أن يحملوا عداوة لأعداء الله لليهود والنصارى، أن يحملوا عداوة. العداوة في الإسلام إيجابية ومهمة، إذا كنت تحمل عداء لأمريكا وإسرائيل، إذا كان الزعماء يحملون عداء، والمسلمون يحملون عداء حقيقياً فإنهم سيعدون العدة ليكونوا بمستوى المواجهة، أما إذا لم يكن هناك عداء حقيقياً فإنهم لن يعدوا أي شيء، ولن يكون لديهم أي مانع من أن يتعاملوا مع اليهود والنصارى على أعلى مستوى، حتى إلى درجة الاتفاقيات للدفاع المشترك، الاتفاقيات الاقتصادية وغيرها؛ لأنه ليس هناك أي عداء".
فلسطين هي المتراس المتقدم للأمة
يقول السيد عبد الملك حفظه الله:
لنعي جيداً في هذا العالم العربي والإسلامي أن فلسطين هي المتراس المتقدم والخندق الأول الذي كلما اهتمت به الأمة، وكلما ناصرته الأمة، وكلما وقفت عنه الأمة؛ كلما تقلصت الأخطار في بقية أقطارها.
لاحظوا: لو أن العرب اتجهوا بكل جدية وبكل مسؤولية وبوعي وبشكل صحيح إلى المناصرة للشعب الفلسطيني ودعم موقفه ومواجهة الخطر الإسرائيلي كما ينبغي لحفظوا الميدان والساحة العربية والإسلامية من الكثير من المؤامرات، ولم يصل إليها شر إسرائيل ومؤامرات إسرائيل وأمريكا، ولربما كانت قد مسحت إسرائيل أصلاً وانتهت.
لكن لو افترضنا أنه بقي النزاع هناك والصراع والمواجهة هناك لكان كل أولئك مشغولين هناك ولما تفرغوا لبقية الأقطار، لكن الأمة تركت فلسطين فانتقلت المؤامرات لتغزوها إلى بلدانها وأصبحت هي بنفسها ساحة مفتوحة غير محصنة لا بوعي ولا بتعبئة ولا بأي شيء.
فأيضاً يتحتم على الجميع العداء الواضح الصريح المترجم إلى مواقف هذه مسألة مهمة: أن نترجم عداءنا لإسرائيل إلى مواقف عملية، ليس من الصحيح أبداً أن يأتي البعض ليقول كلنا يعادي إسرائيل ولكن يحافظ على حالة العداء في أعماق نفسه لا تترجم إلى أي موقف هذا عداء ليس له ايجابية ليس له أهمية ليس له قيمة.
هذه الحالة تصلح أن تكون حالة فردية لإنسان مستضعف لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا يستطيع أن يحرك ساكناً ولا يقدر على فعل شيء، أما أمة كبيرة، وأمة عظيمة فلا يجوز أن يكون خياراً لأمة, بل وصل البعض إذا ترجمت موقفك، إذا ترجمت عداءك إلى مواقف سخط عليك, عندما تقول: نحن نعادي إسرائيل ماذا عليك من ذلك؟ يقول لك: كلنا نعادي إسرائيل لكن (اصمت)! البعض يحاول أن يمنعك أن تترجم عداءك إلى مواقف, وأن يفرض عليك حالة الصمت, ويبرر ذلك بأنه هو أيضاً يعادي إسرائيل! يا سبحان الله هل هذه علامة ممتازة لنوع عجيب من العداء, نوع من العداء لإسرائيل يجعل الإنسان يغضب على أي إنسان يتخذ موقفاً عدائياً تجاه إسرائيل؟!"[1].
المقاطعة الاقتصادية هي ترجمة فعلية لعدائنا لأمريكا وإسرائيل
يقول السيد عبد الملك حفظه الله:
"يجب أن نترجم عدائنا لإسرائيل بشكل واضح في الشعارات، في الفعاليات، في نشاطنا الإعلامي ألا يغيب الاهتمام بالقضية الفلسطينية, التوعية للأمة على الخطر الإسرائيلي, التعبئة والتحريض على إسرائيل من على وسائلنا الإعلامية, في نشاطنا التثقيفي, في مناهجنا, أن نعيد هذا الحضور وأن نسعى إلى تعزيز هذا الحضور في شتى أنشطتنا التثقيفية والتعليمية.
أيضاً في المقاطعة وما أدراك ما المقاطعة! المقاطعة الاقتصادية للبضائع الإسرائيلية والأمريكية هذا هو من أهم الخيارات المتاحة لكل شخص, أي: ليس هناك مبرر, الكثير يريد لنفسه ألا يتحمل أي مسؤولية, وألا يتخذ أي موقف, وألا يتحرك أي تحرك, يبقى إنساناً فارغاً ليس له أي موقف, هذا لا ينجيك أمام الله أن تعتبر نفسك غير معني بشيء. (ما شاء الله) حضرتك كيف أعفيت نفسك من كل المسؤوليات؟! كيف فعلت ذلك؟! الله هو من يحدد مسؤولية المسلمين وحدد لنا المسؤولية: أن نقف ضد الطاغوت، ضد الظلم، ضد المتكبرين المستكبرين والظالمين }كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ {هذه مسؤولية أن نتجه, كيف نكون من أنصار الله؟ إلا بأن نواجه قوى الطاغوت، قوى الظلم، قوى الظلام، ثم إعفاؤك لنفسك من المسؤولية لن يعفيك من آثار ذلك ونتائجه, لذلك نتائج كبيرة وسيئة في الواقع".
[1] من خطاب للسيد عبد الملك في يوم القدس العالمي للعام 1438هـ.