بقلم  / أمة الملك الخاشب

وهكذا وعقب كل خطاب من خطابات السيد أقف في حالة ذهول وأكتب وأحدث نفسي أن هذا أعظم وأهم خطاب قد ألقاه السيد القائد ثم يأتي الخطاب الذي يليه وأقول لا لا هذا أهم وأشمل .. وهكذا ,,,

وبهذا فقد تأكدت وتأكد كل العالم بما فيهم الأعداء أن السيد رجل قول وفعل وأن أمثاله في العالم نادروووون ولكن هذه المرة لاحظت أنه اهتم جدا جدا بمخاطبة المرأة مثلها مثل الرجل تماما وقد كررها مرتين أو ثلاث وهو يقول لاحظوا أيها الإخوة ولاحظنً يا أخوات …

فلماذا ياترى هذه المرة أكثر من كل مرة ركز السيد القائد وشدد على توجيه خطابه للمرأة مثلها مثل الرجل حتى وهو يتكلم عن تجربة كوريا الشمالية و سبقها جملة لا حظن يا أخوات !
والمرة الثانية قال هذه الجملة قبل حديثه عن تطوير منظومة الدفاع الجوي وهي تواجه التقنية الأمريكية الحديثة . فما علاقة المرأة بخطاب السيد ؟

سأجيب عليكم بشكل مختصر لأن التعمق والإبحار في فكر وخطابات السيد القائد يحتاجا لمجلدات طوال يصعب شرحها ولن تسعفني الحروف القصيرة ولا الكلمات لاستكمال حقها
فقد تناول الكثير من الكتاب والمحللين تفاصيل وتحليلات سياسية عن الرسائل المهمة التي وردت في خطاب السيد القائد يوم الخميس الموافق 14/سبتمبر والذي جاء عقب الاتفاق السياسي بين قيادتي المؤتمر وأنصار الله والأغلب كتبوا وأبدعوا وتوفقوا ولا زالت الكتابات والتحليلات تتوارد تباعا خاصة بعد ردود الأفعال الدولية التي عقبت خطاب السيد .
ولكني أحببت أن أتناول خطاب السيد من منظور بعيد عن المنظور السياسي والرسائل الموجهة لدول العدوان .

وذلك لأن خطاب السيد كما هي عادته يحتوي على كل الجوانب الاجتماعية والتي ينطوي تحتها الجانب السياسي والثقافي وحتى الصحي عندما تحدث السيد عن وباء الكوليرا فهو ذكر هذا الجانب وأيضا الجانب الاقتصادي حيث تحدث السيد عن استهداف الاقتصاد الوطني بالحصار وباستهداف المصانع التي كانت معدودة والبنك الذي كان يعاني حتى من قبل استهدافه .
سأعود لنقطة المرأة في خطاب السيد القائد وهذا مؤشر ودليل كبير على عظمة وأهمية دور المرأة اليمنية الحرة في صناعة تاريخ اليمن وفي المشاركة في معركة الدفاع المقدس عن هذه الأرض الغالية . وذكر السيد للمرأة وبصورة جلية وهو يطلب منها أن تلاحظ تجربة كوريا وتجربة تطوير منظومة الدفاع الجوي هذا تكليف أكثر منه تشريف وتحميل مسؤلية أكثر منه إشادة
فعلى جميع النساء أن يستوعبن أهمية أدوراهن وأن لا يصغين للأصوات التي تحقر وتقلل من شأن المرأة اليمنية فالمرأة شريكة في الصبر شريكة في صناعة الصمود بل ليست شريكة وحسب وانما هي العنصر الأساسي والفعال في معركة الصمود والدفاع وصناعة النصر التي لا تأتي إلا من خلال تقوية الجبهة الداخلية فصعب ان تصمد الجبهة الخارجية إذا لا قدر الله نجح العدو في استهداف الجبهة الداخلية فالمرأة هي أم وزوجة وأخت وابنة للشهداء وللجرحى وللمرابطين في الجبهات وللأسرى ولهذا حتى عندما ذكر ضرورة الاهتمام بأسر الشهداء الذين لا يجدون أقواتا لهم هو أيضا وجه رسالة لهؤلاء بمزيد من الصبر والتحمل والفرج سيأتي بإذن الله وأنه يشعر بمعاناتهم ,
المرأة اليمنية كان لها دور كبير وتركت بصمات مؤثرة للتاريخ في مشاركتها جنبا إلى جنب إلى جانب أخيها الرجل في كل المجالات التعبوية فهي الاعلامية وهي الكاتبة وهي الأمنًية وهي العاملة المجاهدة وهي الرافدة للجبهات بالمال وبالرجال من فلذات أكبادها وإخوانها وعشيرتها
في الحقيقة خطاب السيد كان عنوان لمرحلة مهمة جدا شامل ومستوفي لكل ماهو مهم وفي وجهة نظري يجب أن يدرس هذا الخطاب وكل الخطابات السابقة ويوثق للأجيال القادمة ليشهد التاريخ ان قيادة الثورة هي سر أسباب النصر العظيم
وعليه فإن أي تقاعس أو تثبيط أو محاولة قمع للمرأة بعدم التحرك الفعال مجتمعيا لمواجهة العدوان ثقافيا بنشر الوعي بين النساء هذا قد يتسبب في تأخير النصر وزيادة أمد الحرب لأنهم لم يدركوا بعد أن العدو يتحرك بكل امكاناته ولا يترك حتى دقيقة تمر دون العمل ضدنا من كل النواحي ويعملون رجالا ونساء بكل قدراتهم .
المرأة بشكل عام تصنع الثورات فداخلها ثورة فكيف إذا ما ارتبطت بعلم من أعلام الهدى ومشت على نهجه ؟ من المؤكد أن المرأة بهذا الطريق قدمت ولا زالت تقدم نماذج من السيدة زينب سلام الله عليها في صبرها وشجاعتها وقوة منطقها وحجتها وبلاغتها وفي ثقتها بالله عندما ترى كل ما يحصل لليمن من جرائم وقتل ودمار وتقول ما رأيت إلا جميلا لأنها تدرك وتثق أن كل ما يحصل هو تهيأة من الله لهذا الشعب اليمني لشيئ أكبر وأختم لجميع أخواتي من النساء وأقول اسمعن الخطاب مرتين وثلاث وفي كل مرة ستكتشفن أمر مهم يريد السيد أن نفهم معناه بالشكل المطلوب فيجب أن تكون العيون مثلما يقول السيد دائما عين على القرآن وعين على الأحداث وهنا يأتي دور المرأة الهام في استمرار الزخم الثوري وفي التحشيد لذكرى ثورة 21 سبتمبر في ميدان السبعين لأن هذه الذكرى يعني ذكرى التحرر من كل قيود الهيمنة الخارجية