مما أخبر به النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ما رآه في منامه- من رؤى الوحي طبعاً- أنهم ينزون على منبره نزو القردة، يذبُّون الناس عنه. وكان لهذه الرؤيا مدلولها المؤلم جدًّا، يعبِّر عن طبيعة الدور الذي يصرف الناس عن نهج رسول الله، عن هدي رسول الله، منبره رمزيته في هذه الرؤيا تعبِّر عن دور الهداية الذي قام به الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في هذه الأمة، فهم سيصرفون الناس عن نهجه من موقع السلطة والحكم باسم الخلافة، وهو ملكٌ عضوض كما هو أيضاً متفقٌ عليه، فإذاً هذا الدور السلبي جدًّا والتخريبي، وكانوا في هذا الدور يشبهون القردة، في كلما تعبِّر عنه هذه الصورة البشعة من حقيقة ما هم عليه من انحراف كبير، ومن دورٍ سلبيٍ وتخريبيٍ وتضليليٍ كبير.
من ضمن ما ورد عن النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- حديث: (وأنَّ هَلَكَة هذه الأمة على أيديهم) هلكة كبيرة؛ لأن الأمة عندما فقدت المفاهيم الصحيحة الأساسية للإسلام لتكون هي السائدة في واقعها بكله، لتكون هي المفاهيم التي تبني عليها مسيرة حياتها؛ فقدت دورها العظيم والمهم والكبير، وخسرت إلى حدٍ كبير، تكبَّدت خسائر كبيرة جدًّا، امتلأت ساحتها الداخلية بالمظالم، أعاقتها عن دورها المهم في الواقع البشري، ثم أثَّر ذلك أيضاً على كل من تأثَّر بهم، بدعوتهم التي هي دعوة إلى النار، ليكون هالكاً باستجابته لتلك الدعوة، حتى ولو حسبت على الإسلام، لا يكفي أن تحسب وهي عملية تحريف وتزوير وتزييف للحقائق.
مما ورد أيضاً عن النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- وتحدثنا عنه بالأمس الوصم لهم بالطلقاء، فيما يعنيه هذا المدلول من فرض دائرة قانونية عليهم؛ حتى لا يحسبوا في عداد المهاجرين والأنصار، حتى لا يمكن أن يجعلوا من ذلك ذريعة لتسلق الدولة الإسلامية تحت عنوان أنهم من المهاجرين أو من الأنصار، وكان من المعروف في الساحة الإسلامية ماذا يعنيه هذا المدلول من أنهم فئة معينة بالكاد تكون من المواطنين في هذه الدولة الإسلامية، دائرة دخلت في هذا الإسلام بالاستسلام بعد مرحلة طويلة من الصراع.
أيضاً ما أشرنا إليه بالأمس عن وصية النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- للأنصار: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)، في بعض الروايات: (إلَّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وقد تذكَّر هذه الوصية البعض من الأنصار عندما وصل معاوية إلى المدينة وصعد إلى منبر رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.
هناك أيضاً أشياء كثيرة، نصوص كثيرة، اجراءات كثيرة عملها النبي في حياته -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- مثل: نفيه للحكم بن أبي العاص من المدينة والطرد له نهائياً منها، هو والد مروان بن الحكم، نفاه مع أسرته من المدينة، وطرده كلياً عن المدينة؛ لدوره السلبي، وتجسسه على رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وما كان يقوم به من تصرفات سلبية نقلها التاريخ، فهناك الكثير من النصوص والآثار التي رويت عن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- هذه التي ذكرناها كافية ووافية في أن نستفيد منها لتتكون لدينا صورة حقيقية عن طبيعة ذلك الدور السلبي والتخريبي، وعن مستواه الفظيع والخطير والشنيع جدًّا.
وأيضاً إلى جانب هذا الاستشراف، وهذا التحذير، وهذا التنبيه الذي كان من جانب النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- الذي يكفي ويفي في أن يكشف حقيقة دورهم الخطير جدًّا على هذه الأمة، والبالغ السوء في واقع هذه الأمة، أتى الواقع ليثبت ذلك، ما نقله التاريخ- وكما نكرر- التاريخ الذي يحسب لمختلف المذاهب، وليس فقط من جهة واحدة، أو من مذهبٍ واحد، التاريخ الذي هو معروف بين هذه الأمة، مصادر تاريخ المذاهب المختلفة والتيارات المختلفة، ما نقله هو الشيء الغريب العجيب، والله أعلم ما هو الذي خفي ولم ينقل، ما نقله فيه العجب العجاب؛ لأنها أحداث كبيرة، أشياء شهيرة، عندما أشرنا بالأمس إلى إساءتهم إلى المقدسات، إساءتهم إلى الرسول، انتهاكهم لحرمة المقدسات الإسلامية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدرالدين الحوثي
بمناسبة ذكرى عاشوراء 9 محرم 1441 هـ سبتمبر 14, 2019م
مرحلة الحكم الأموي
عصر الظلمات واستباحة الإسلام والمقدسات.