عندما بدأ هذا العدوان كانت بدايته مفاجئةً لأغلب الناس في بلدنا وفي خارج البلد، حيث بدأ بشكلٍ غادرٍ، بدون مقدمات، وبشكلٍ مفاجئٍ لأغلب الناس، بدايته الغادرة والمفاجئة تقدِّم- كما نكرر في كل هذه المناسبات- الدليل الواضح، تؤكِّد الدليل الواضح والقاطع على طبيعة هذا العدوان، وعلى أنه ليس له أي مبررٍ مشروعٍ أبداً.
هذا العدوان عندما بدأ على شعبنا بتلك الطريقة، يتجلى لنا من بدايته ومجرياته وممارساته بكل وضوح من هو المعتدي؟ ومن هو المعتدى عليه؟ من الظالم؟ ومن المظلوم؟ من هو في موقف الحق؟ ومن هو على الباطل؟
عندما بدأت الغارات الجوية في السادس والعشرين من مارس، بدأت مساءً في الليل، والناس نيام، وتفاجأ الناس بها، وبدأت بوحشيةٍ كبيرة، وبدأ الناس البحث عمن هو المنفذ، وما الذي يجري بالتحديد، فإذا بالإعلان عن هذا العدوان يأتي من واشنطن، من أمريكا، وباللغة الإنجليزية، وليس باللغة العربية، ليتحدد بذلك من هو المعتدي في موقع الإشراف وفي موقع التنفيذ، وليتجلى من مجريات هذه الحرب وما قبلها وفي بدايتها من هو المهندس لهذا العدوان، وما هي أهدافه من وراء عدوانه على شعبنا اليمني العزيز.
السعودي عادل الجبير أعلن من واشنطن باللغة الإنجليزية وليس العربية بداية هذا العدوان، وحدد الجهة المنفِّذة له، وبيَّن مدى ارتباط هذا العدوان بالجهة المشرفة عليه، والمهندسة له، فإذا بهذا العدوان يأتي تحت عنوان تحالف، المهندس له بكل وضوح هو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، المشرف الرئيسي عليه هو الأمريكي، الذي يتولى عملية التنفيذ هو السعودي ومعه الإماراتي، البقية الباقية من الملتحقين بصفوف العدوان، من المنضمين تحت راية الجهات المنفذة، هم إنما هم مجرد مستأجرين، استأجرهم تحالف العدوان للقتال معه في مقابل الأموال والمكاسب المادية، فهذه هي حقيقية هذا العدوان الواضحة، طبعاً السعودي يقدِّم لنفسه صفة القيادة في عمليات العدوان، وفي تنفيذ هذا العدوان على شعبنا، صفةً رسمية، وهو في موقع التنفيذ- بلا شك- هو قيادة في موقع التنفيذ لهذا العدوان، ولكنه تحت إشراف أمريكي، أمَّا الهندسة لهذا العدوان، فالدور الإسرائيلي والبريطاني واضح، والبصمات واضحة، ما قبل العدوان كان هناك تحريضٌ كبير من جانب الإسرائيليين، وليس فقط تحريضاً على المستوى الإعلامي، بل سعياً عملياً من وراء الكواليس للدفع بالجهات المنفذة المتورطة في تنفيذ هذا العدوان إلى أن تتورط في هذا العدوان، وأيضاً الدور البريطاني والإسهام البريطاني واضحٌ وبارزٌ في كل المراحل الماضية وإلى اليوم، أمَّا الإشراف الأمريكي فمسألة من أوضح الواضحات، ومسألة معترفٌ بها حتى لدى الأمريكيين أنفسهم، وفي حديثهم على المستوى الإعلامي، وعلى المستوى الرسمي، حتى على مستوى الكونجرس، وهذه مسألة واضحة.
هذا العدوان الذي ينفِّذه السعودي والإماراتي بدون أي سابقةٍ لمشاكل معهم، يعني: لم يكن هناك حرب مع الجانب السعودي، ولا حرب مع الجانب الإماراتي، ولم يكن هناك أيضاً أي تصرفٍ يبرر الحرب على شعبنا من جانبهم، ولهذا كان مفاجئاً إلى حدٍ كبير للكثير من الناس، إنما هو حالةٌ عدوانيةٌ واضحةٌ ومكشوفة وبيِّنة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي