الشهيد الصَّمَّاد كان مثالاً ونموذجاً رائعاً في النزاهة المالية، في العفة، في صون نفسه من الفساد المالي، في أن يبحث لنفسه وأن يعتمد على إمكاناته الشخصية، وإمكانات أسرته، وإمكانات أصدقائه حتى في احتياجاته الضرورية، بعيداً عما كان بإمكانه الحصول عليه حتى في المستوى العادي، حتى في المستوى العادي، في الاحتياجات الشخصية، نزاهة عالية جداً.
ومما يميِّزه أيضاً، ومما كان يتحلى به كنموذج: مواصلته للاهتمام بشكلٍ مستمر بأولوية التصدي للعدوان بشكلٍ مكثف، على مستوى- كما قلنا- تفعيل الجهات الرسمية بكل ما يستطيع، التعبئة الشعبية الواسعة والنشطة جداً، والمساندة المستمرة، والاهتمام المستمر بالجيش واللجان الشعبية آنذاك، والدعم الكبير المعنوي وبكل ما يستطيع للجبهات، فكان لذلك النشاط فاعلية ملموسة من تحالف العدوان، وهو مما أغاظهم، ومما زاد من حقدهم عليه، ومما كانوا يتصورون من خلاله أنهم لو استهدفوه، فإن ذلك سيترك فراغاً كبيراً يمكنهم من تحقيق أهدافهم وآمالهم، لكنهم فشلوا، فشلوا على كل المستويات: على مستوى الوضع الرسمي ما بعد استشهاده بقي هذا الوضع متماسكاً كل التماسك، وعلى المستوى الشعبي، وعلى مستوى الجبهات، وتحوَّل استشهاده إلى حافزٍ ودافعٍ مؤثرٍ بشكلٍ إيجابي في الدفع بالجميع لمواصلة المشوار، وهم يستشعرون هذا الإرث للشهيد وبقية الشهداء من أبناء هذا الوطن، بقية الشهداء من أبناء هذا الشعب، الذين استشهدوا والكل من بعدهم، كل الأحرار يستشعرون حجم المسؤولية في الحفاظ على إرثهم، إرثهم الكبير، إرثهم المعنوي، الأخلاقي، القيمي، المبدئي، وهو مواصلة المشوار في التصدي للعدوان، في الدفاع عن القضية العادلة لهذا الشعب، في مواصلة الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والعمل على تحقيق الانتصار في مواجهة العدوان.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد 1444هـ