ثم هناك مسألة خطيرة جدًّا، لا تواجه، ولا يلتفت إليها كما ينبغي، وهي: مسألة شراء الذمم والاستقطاب الداخلي، منذ بداية العدوان هناك شغل كبير لاختراق كل المكونات، اختراق الساحة اليمنية، والاستقطاب من الساحة اليمنية، استقطاب لكل فئات المجتمع: [سياسيين، وعسكريين، وإعلاميين…]، استقطاب بشكل كبير جدًّا، اليوم هناك وجهان لهذا الاستقطاب، ومسلكان ومساران.
المسار الأول: استقطاب إلى الخارج، استقطاب من يذهب إلى جبهة العدو [جبهته الإعلامية، جبهته العسكرية، جبهته الأمنية، جبهته…] في كل المجالات والمستويات، يذهب إلى العدو، يسافر إلى الرياض، يذهب إلى المناطق المحتلة…إلخ.
المسار الثاني: مسار للاختراق وهو: مسار خطير يجب التنبه له، ويجب النظرة إليه بمسؤولية، والتعامل بمسؤولية، النظرة إليه بواقعية وبمصداقية، وأن لا يتمكن من الاحتماء بأي طرف، لا يجوز لأي طرف أن يجعل من نفسه حامياً، أو يشكل غطاءً لصالح هذا الشكل من الاختراق، اختراق مع الإبقاء لهذه الحالة في الساحة الداخلية، إعلامي يشتريه السعودي بمبلغ معين، أو يشتريه الإماراتي بمبلغ معين، لكن ليبقى هذا الإعلامي في صنعاء، مهمته أن يبقى في الليل والنهار يسيء، يحرض، يعبئ ضد القوى الداخلية الحرة، التي لها موقف من العدوان، ودور أساسي في التصدي للعدوان، أو وجاهة من الوجاهات تشتغل في الساحة للتخذيل، للتثبيط، لإثارة النزاعات والمشاكل القبلية والاجتماعية، أو شخصية سياسية، كذلك يفعلون، يشتغلون بنفس الطريقة، بمعنى: أن كل شغلهم ينصب إلى تفكيك الساحة الداخلية -الجبهة الداخلية- حتى لا تبقى متماسكة، ولا تبقى تعمل ضمن أوليتها الرئيسية في التصدي للعدوان؛ لأنه متى لم يبق التصدي للعدوان أولوية لنا، وانشغلنا بأولويات أخرى، وصرفنا اهتماماتنا إلى مسائل ثانية، ستتقلص أنشطتنا وأعمالنا في التصدي للعدوان، في الوقت الذي هو يبذل كل جهده، فالنتيجة: أن يتمكن العدو من تحقيق كل أهدافه، وأن يتمكن من احتلال البلد بكله، والسيطرة على الساحة بكلها.
النشاط الاستقطابي هذا -أيضاً- يطال أعضاء مجلس النواب، والإخوة في المؤتمر الشعبي العام مستهدفون استقطابياً بشكل كبير جدًّا، منذ بداية العدوان تمكن الأعداء، تمكنت قوى العدوان أن تستقطب البعض من القيادات في المؤتمر، وذهبوا منذ بداية العدوان، وكان موقفهم في المناصرة للعدوان، والانضمام إلى صف العدوان شيء واضح، لا يستطيع أحد أن يغطي عليه، نفس الشغل مستمر في تفكيك المؤتمر من الداخل، في الاستقطاب داخله لقيادات، لإعلاميين، لأعضاء مجلس نواب، وذهب البعض من أعضاء مجلس النواب إلى الرياض، وهم اليوم في الرياض.
فهناك شغل كبير في مسألة الاختراق والاستقطاب، في الوقت الذي يسعى البعض داخل المؤتمر إلى أن يشغل قيادة المؤتمر، والشرفاء في المؤتمر، عن الانتباه لهذا الشغل الذي يستهدف المؤتمر، ويُستهدف من خلاله البلد بكله، وليس الاستهداف فقط للمؤتمر، فلا ينتبهوا لهذا العمل، الذي هو استهداف بكل ما تعنيه الكلمة، اختراق واستهداف؛ لتقطيع أوصال هذا الحزب، ومحاولة تشغيل البعض من المنضمين إليه، والمحسوبين عليه، وقياداته وكوادره؛ لخدمة العدوان. اليوم، الاتجاه الحر، والتيار المسؤول في المؤتمر الشعبي العام، معنيٌ قبل غيره أن يلتفت إلى هذا الشغل الاستقطابي، الذي بدأ منذ بداية العدوان، وهو مستمر بوتيرة خطيرة ومكثفة.
نحن بما يجمعنا بهذا الحزب -اليوم- من شراكة في المسؤولية -في مؤسسات الدولة- ومن شراكة في التصدي للعدوان، من شراكة وطنية كأبناء بلد واحد، نواجه تحديات على الجميع، واستهدافاً للجميع، ومخاطر على الجميع، نحن مستعدون أن نعين المؤتمر في مواجهة هذه الحالة الاستقطابية. وعلينا جميعاً في هذا البلد، أن نكون ملتفتين إلى مكوناتنا، وإلى الساحة بكلها من حولنا، الجيش يستهدف بالاستقطاب، كذلك القوى الأمنية مستهدفة بالاستقطاب، أبناء هذا الشعب وأبناء القبائل مستهدفون بالاستقطاب، لماذا؟ لأن أكبر عامل استفاد منه الأعداء في عدوانهم على بلدنا، وأطال أمد الحرب، وأخر النصر إلى اليوم، هي: حالة الاختراق والاستقطاب، يعني: لو لم يتملك السعودي والإماراتي، لو لم يشتر بعض اليمنيين؛ ليقاتلوا، ويذهبوا إلى الميدان، ويكونوا هم الضحية، ويشتري بعض السياسيين؛ ليكونوا هم غطاء سياسياً، ويشترى بعض الإعلاميين؛ ليكونوا أبواقاً له، ينفخ فيها ومنها بأكاذيبه وافتراءاته وتضليله ودجله، هل كان العدوان ليستمر إلى اليوم؟ هل كانت المعركة ستتأخر إلى اليوم؟ |لا|. لكان الشعب اليمني -لو سلم من عمل أولئك الخونة- قد حسم المعركة لصالحه إلى اليوم.
فإذاً المعتدي يرى أنه كلما استقطب في ساحتنا الداخلية أكثر، وكلما اشترى المزيد من العبيد، وكلما اشترى المزيد –أيضاً– من الخادمات؛ كلما سيتمكن أكثر من أن يطيل أمد الحرب بنفَس، القتلى يمنيون، الضحايا يمنيون، الأبواق يمنية…إلخ. نحن معنيون اليوم، من كل المستويات والمواقع، ومن كل الاتجاهات، أن نواجه هذه الحالة من الاستقطاب، بكل الوسائل والأساليب، توعوياً، تثقيفياً؛ لتجريم الخيانة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين: 26شوال/ 1438هـ.