البعض من الناس مثلاً، قد يُشْتَرَى بالقليل من المال، أو بمنصب معين، ولكنه خسر كرامته، خسر قيمه، دينه، أفلس إنسانياً، باع نفسه، باع إنسانيته، باع قيمه، باع مبادئه، وخسر خسارة كبيرة؛ لأنه قدّم كل شيء لطغاة جبابرة ظالمين، وعبّد نفسه لهم في مقابل الحصول على شيءٍ تافهةٍ حقير لا يساوي شيئاً في مقابل ما باعه هو، ليس هو ثمناً بما تعنيه الكلمة، ثمناً صحيحاً، ثمناً في مستوى ما باعه من إنسانيته، من كرامته، من دينه، من أخلاقه، وكذلك من حريته وما يترتب على ذلك في الدنيا والآخرة، فالإسلام يحررك من كل ما يكبِّلك عن هذا التحرك، ويتيح لك النهوض بمسؤوليتك كما ينبغي، فلا بد من التحرك.
الأمة اليوم تواجه مخاطر وتحديات كبيرة وحقيقية، لا يمكن أن يدفعها عن الأمة إلا تحمل المسؤولية بوعي، والتزام، وتحرك جاد، وتوكل على الله سبحانه وتعالى، بدون هذه؛ الأمة يمكن أن تسحقها هذه التحديات، يمكن أن تنال منها الأخطار على نحوٍ فظيع، مؤامرات لسحق هذه الأمة، لإنهاء كيان وإسقاط كيان هذه الأمة، لبعثرة هذه الأمة، لاستعباد هذه الأمة، للسيطرة التامة عليها وتحويل أبنائها إلى عبيد لأمريكا وعبيد لإسرائيل، ليس لوجودهم في هذه الحياة من غاية ولا من هدف، إلا أن يكونوا خدماً مسخرين لخدمة أمريكا وأجندة أمريكا ومؤامرات أمريكا، هذا ما يريدونه للأمة، وما يسعون لأن يفعلوه بالأمة، ثم تكون خيراتهم، مقدراتهم، بلدانهم، ثرواتهم، كل ما لهم من مقدرات لصالح أمريكا، لا ينالون منها إلا الفتات وإلا اليسير في مقابل ما يفعلونه وما قدموه لصالح أمريكا ولصالح إسرائيل، تحديات كبيرة، وأخطار حقيقية، ولا يتحرج لا الأمريكي ولا الإسرائيلي قوى الطغيان بكل ما يعبّر عنه الطغيان ويمثله الطغيان، وأدواتها في المناطقة سواءً الأنظمة العميلة لها، أو المد التكفيري، أو أي قوى أخرى يمكن أن تحركها أمريكا وأن ترتبط بالأجندة الأمريكية والإسرائيلية، لا يتحرجون من فعل أي شيء بالأمة.
فنحن معنيون بأن نعود إلى إسلامنا في قيمه، في مبادئه، في تعليماته، في مشروعه التربوي العظيم، وأن نعود إلى رموزنا العظام للاستفادة منهم، والاهتداء بهم، والاستلهام من عطائهم، من جهادهم، من تضحيتهم، من شهادتهم، من مواقفهم، من أخلاقهم، من سلوكياتهم لكل معاني العز والإباء والصمود، وكل عوامل الثبات، هذا ما نحتاج إليه اليوم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في ذكرى استشهاد الإمام زيد1439هـ، 19 مارس, 2019 م.