تطل علينا من كلّ عام ذكرى مهمّة جدّاً, هي ذكرى ولاية الإمام علي (عليه السلام) في يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة المبارك, اليوم الذي وقف فيه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله), وأوقف الحجيج في مكان يقال له (غدير خم) ما بين مكة والمدينة, وهو مفترق طرق الحجيج, ورصّت له أقتاب الإبل في صحراء قاحلة بحيث يراه الجميع في حرارة الشمس, ورمض الصحراء من وقت الظهيرة, ثمّ صعد وأصعد معه الإمام على (عليه السلام) وخطب في الحجيج جميعاً خطبته المشهورة (بخطبة الغدير) في حجّة الوداع السّنة العاشرة للهجرة, وأمسك بيده يدَ الإمام على ورفعها عالية حتّى رآها الجميع, وصاح بأعلى صوته ليسمعوه جميعاً أيضا, وقال: »يا أيّها النّاس إنّ الله مولاي, وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم, فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه؟ اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله «.
هذه الذكرى والمناسبة تمثّل أهمّ محطّة تاريخيّة وسياسيّة في تاريخ المسلمين، وعلى ضوئها يتحدّد المستقبل لهذه الأمّة، ومن خلالها نتعرّف على مستوى شخصيّة هذا الإمام العظيم والقائد الفذّ، الذي غفلت عنه الأمّة في أهم مراحلها التّاريخيّة والمفصليّة، بمعنى أنّه كيف لو تمسّكت الأمّة بهذه اليد التي رفعها رسول الله في يوم (شاهر ظاهر) كما يقولون؟ وكيف لو قدّر لهذا الإمام الإستقرار السّياسيّ في حياته من بعد رسول الله؟ كونه يمثل حركة الرّسالة, ونور النبوّة, ونهج الإسلام الرّاقي, ووجهه الحضاري الخالد بسلوكه القويم ومنهجه المستقيم, فعلاً لغيّر أشياء وأشياء, كما كان يقول هو عن نفسه: (لو استقرت قدماي في هذه المداحض لغيّرت أشياء وأشياء), مفاهيم مغلوطة, وانحراف, وضلال رهيب كان قد علق بالأمّة, وتمكّن منها من بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, واليوم لا زال بإمكان الأمّة قراءة حياة الإمام علي (عليه السلام) من جديد, ودراسة شخصيتّه وأبعادها الرساليّة, والحركيّة, والسّياسيّة لاستلهام الدّروس الحيّة النابضة المتجدّدة, لتغير مسار الحياة الرّاكد, وواقعها المؤلم, ولتغير أشياء وأشياء كما كان يقول (عليه السلام) لا زالت مترسخة إلي يومنا هذا, أهمّها وفي مقدمتها واقع المسلمين السّياسيّ اليوم, الذي يعتبر الإمام علي(عليه السلام) هو صمّام أمانه, كيف لا وقد اعتبر بعض الكتّاب, والباحثين التاريخيّين, والسّياسييّن أنّ الإمام على معجزة من معجزات الإسلام والنّبوّة, وسنحاول أن نتناول في هذا الموضوع المتواضع شيئاً من ذلك على ضوء ما قدّمه السّيد/ حسين بدر الدين (رضوان الله عليه) في دروسه ومحاضراته القرآنية, وهو قليل من كثير, ممّا تناوله السّيد حول موضوع الولاية, والنظام السياسي في الإسلام.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.