نحنُ اليومَ نتحدَّثُ إليكم جَمَيعاً، الحاضرون والغائبون ونتحدَّثُ إلى كُلِّ الشرفاء والأَحْرَار في بلدنا العزيز، حديثاً من واقع الإحساس بالمسؤولية، المسؤولية التي تجمعُنا جَمَيعاً والهَمُّ الذي يوحِّدُنا جَمَيعاً والواقع الذي نشتركُ فيه جَمَيعاً، نحن منذ شهر رمضان المبارك سعينا وبذلنا الجَهدَ؛ لِأَن يكونَ هناك دورٌ متميزٌ وحاضرٌ وفاعل لحُكَمَاء اليمن من مختلف الفئات والوجاهات والشخصيات، وأن لا تستأثرَ القوى السياسيّة في زعمائها وفي كبارها وقياداتها، أنْ لا تستأثر بالتوجهات والمواقف بَعيداً عن هذا الحضور القريب لكل الشرفاء في هذا البلد؛ لِأَن المسؤولية علينا جَمَيعاً ولأن الأمرَ يهمنا جَمَيعاً؛ ولأننا في مرحلة استثنائية وتأريخية ومصيرية، كُلُّ ما فيها مصيري على هذا البلد وعلى هذا الشعب، وكان الاجتماع في العاشر من شهر رمضان، اجتماعاً حاشداً وكبيراً، وكان الحضور فيه معبّراً عن كُلّ المُكَوّنات، بما فيها المكوّنات البارزة في هذا البلد، على مستوى الحضور الكبير في الساحة اليمنية، وآنذاك كان العنوان الرئيسيُّ واضحاً لاجتماع العاشر من شهر رمضان والعمل على الحفاظ على وَحدة الصفّ الداخلي، الحفاظ على تماسُك الجبهة الداخلية، وتعزيز الموقف للتصَدّي للعدوان الغاشم الظالم على شعبنا المسلم العزيز، بدأ ذلك الاجتماعُ وكان اجتماعاً مميزاً وكان اجتماعا أَيْضاً مهمًّا، وعلى أساس أن يستمرَّ هذا المسار لرجال هذا البلد من مختلف مُكَوّناته، للعلماء والمَشَايخ والأكاديميين ورجال المال والأعمال، وكُلّ النخب أن تكونَ هي بذاتها، بنفسها حاضرةً في المشهد السياسيّ، مطلعةً على المواقف وأن تكونَ هي بنفسها تسعى باستمرار للحفاظ على وَحدة الصفّ في هذا البلد وعلى تماسُك الجبهة الداخلية في هذا البلد، لماذا؟؛ لأنه بالتأكيد يسعى العدو الذي بدأ عدوانه علينا من قبل عامَين ونحن اليوم في العام الثالث، يسعى بكل جُهد وبكل وسيلة إلى تفكيك الجبهة الداخلية ليتمكنَ من حَسْم المعركة التي عجز عن حسمها مع كُلّ ما قد بذله من جُهد ومع ما قد كلّفه هذا العدوان من خسائرَ باهظةٍ جِدًّا جدًّا على المستوى المادي وعلى المستوى البشري.
من خطاب السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي
في لقاء حكماء وجهاء اليمن 19-08-2017