مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لا يوجد ما هو أعظم من كتاب الله القرآن الكريم على الإطلاق, فقد تضمّنت آياته من البيّنات, والهدى الشيء الواسع, والكثير الذي يغطّي الحياة البشريّة بكلّها, ويغطّي السموات والأرض, فهو كتابٌ يهتدي به الجنّ, والإنس, والملائكة, وتعمر الحياة على أساسه, وهو كتابٌ للدّنيا والآخرة, وبالرّغم من أنّه كتاب صغير في حجمه, إلاّ أنّه لا حدود لسعته, فهو بحرٌ لا يدرك قعره, ويترك أثره, وبركاته في كلّ جوانب, ومجالات الحياة يقول السيد: (تجد من عظمة القرآن الكريم, والقضية العجيبة فيه رغم أنه مجلد واحد كتاب واحد يغطي الحياة كتاب هو للسماوات والأرض, وللدنيا والآخرة, والصفحة الواحدة فيه كم تجد فيها من علوم, ولهذا الإمام علي يتحدث عن انبهاره هو بالقرآن فيذكر بأنه [بحر لا يدرك قعره وعيون لا ينضبها الماتحون, ولا يشبع منه العلماء, ولا يخلَق على كثرة الترداد] لا تجد هذه في أي كتابات أخرى لأي إنسان مهما كان مهما كانت قدراته البلاغية، ومهما كانت سعة تجاربه في الحياة أن يصل إلى ما يداني هذا المستوى، قد يكون كمثل - بالنسبة للبشر - أعلى الإمام علي (صلوات الله عليه) بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما تأتي إلى فقرات من كلامه تجد فيه فعلاً من هذا الزخم في المعلومات؛ لكن ذلك إنما هو أثر للقرآن الكريم، أثر من آثار القرآن الكريم في نفسية الإمام علي، في شخصيته، أثر من آثار الإهتداء به في مظاهر الحياة، وقد تجد تلك الحالة التي كان يتمتع بها الإمام علي، والصفة الهامة مفقودة عند الكثير منا على الرغم من توفر الكتابات ما أعتقد أن الإمام علياً كان لديه مكتبة، ولا دولاب واحد يكون فيه مجموعة كتب، وتجده شخصاً لديه معلومات واسعة جداً، ولديه رؤية تقييمية للحياة وللناس بشكل عجيب.

هذه الحالة مفقودة لدينا ونحن من لدينا مكتبات: علوم في السياسة، والإجتماع، والإقتصاد، والفقه، والحديث، والأصول، والتفسير....، وكم؟! صفر، لا نملك شيئاً حقيقة، لا نملك شيئاً، ليس لدينا ما يصح أن يقال له شيء بالنسبة لما ينبغي أن يكون الناس عليه، ولهذا كانت خسارة كبيرة جداً جاءت هذه الآية تنص عليها عندما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾[البقرة:121] العبارة هذه ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾) سورة البقرة الدرس السابع.

ويدعو السّيد إلى ضرورة الإهتمام بالقرآن الكريم, باعتباره كتاباً عمليّاً على أرقى مستوى, وفيه التبيان لكلّ شيء, والهدى الشامل الذي يفتح الآفاق, والأبواب الواسعة للعلم, والمعرفة فيقول: (إذاً هو كتاب علمي على أرقى مستوى لكن لمن يفهم، ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾[البقرة:121] فعلاً، هذا الذي حصل بالنسبة للأمة هذه، كان واقعهم نظرة انحطت جداً بالنسبة للقرآن الكريم إلى الآن قد تلمسها مثلما نقول أكثر من مرة إن هناك من يقول: فقط! فيرى أن القرآن غير كافي إذا قلنا يكفي هذا، العلوم الأخرى لا يوجد حاجة لها، هي شكلت عوائق بيننا وبين القرآن الكريم، هي جعلت أعمارنا معرضة للضياع، وأجيالنا معرضة للضياع، المواهب المتعددة معرضة للضياع، الأمة بشكل عام معرضة للضياع نهتم بالقرآن هو الذي يعطي الناس المعارف الواسعة جدا, ويفتح لهم أبواب المعرفة, ويعطيهم التوجهات والمسئوليات التي هي كفيلة بأن يتوسعوا في معارفهم) سورة البقرة الدرس السابع.

ويبيّن السّيد أنّ مما يهدي إليه القرآن الكريم أنّه يعطي إهتماماً بترتيب الأولويّات في أعمال الناس, وتختلف هذه الأولويّات باختلاف الأزمنة, والوضعيات, ونوع, وطبيعة الصّراع الذي يعيشه الناس, فيرتّب القرآن الكريم, وينظّم هذه الأولويّات بحسب أهميّتها, وبحسب الوضعيّات فيقول: (لأنّ مما يهدي إلية القرآن الكريم موضوع الأولويات في أعمال الناس هذا الموضوع أهم من هذا, وتختلف الأولويات بإختلاف الأزمنة, بإختلاف نوعية الصراع الذي الناس فيه, بإختلاف وضعية الجيل الذي أنت تعيش فيه, فإذا كانت القضية تتطلب أن يبذلوا الكل جهوداً كبيرة في مقام نصر الله في مجال مواجهة أعداء الله الذين لديهم وسائل متعددة إذاً لا يوجد هنا أولوية لبناء مسجد، قد يكون بناء المسجد مثلاً يؤدي إلى بذل أموال طائلة جداً ليست الصلاة في أن تكون مقبولة مرتبطة بالمسجد بل قد يكون مصلون في المسجد ولو كان في المسجد الحرام لا تقبل صلاتهم ولو كان في المسجد الحرام، الذي يصلي في الصحراء وبتوجه صحيح في عمل في سبيل الله تكون صلاته مقبولة) سورة البقرة الدرس السابع.

ويعتبر السّيد أنّ القرآن الكريم من أعظم نعم الهداية, ومن أعظم النّعم الّتي أنعم الله بها على المسلمين باعتباره لا زال موجوداً بين أيديهم, وكلّهم متفقون عليه, وهي نعمةٌ لا تضاهيها أيّ نعمة أخرى على الإطلاق فيقول: (إذاً يجب أن تفهم عظم نعمة الهداية، نعمة أن الله أرسل رسولا هو محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأنزل عليه هذا الكتاب وهو هذا القرآن نعمة كبيرة جدا لأنه ما يزال بين أيدينا, وما نزال كلنا متفقين عليه, كل المسلمين متفقون عليه, هي نعمة كبيرة لا يساويها نعمه, لا يساويها نعمة من كل النعيم) سورة البقرة الدرس الثامن.

وفي موضوع الصّيام يبيّن السّيد أنّ هناك تلازماً ما بين الصّيام وما بين القرآن الكريم, لأنّ القيام بالدّين على أساس القرآن الكريم يحتاج من الإنسان إلى أن تكون لديه قوّة إرادة, وكبح لشهوات نفسه, وقدرة على الصّبر, والتّحمّل, ويبيّن السيد أنّ أهمية وعظمة القرآن الكريم تكمن في أهميّة, وعظمة ما تضمّنه من الهدى, والبيّنات الّتي هي الغاية من إنزاله فيقول: (بمناسبة نزول القرآن في شهر رمضان أصبح شهر رمضان شهراً مقدساً وشهراً عظيماً, وهذه الأهمية أهمية القرآن الكريم هي تتمثل في أهمية وعظمة البينات والهدى التي هي مضامين وهي الغاية من إنزاله, والبينات والهدى هي في الأخير لمن؟ للناس, فيدل على الحاجة الماسة، الحاجة الملحة بالنسبة للناس، حاجتهم إلى هذه البينات، وهذا الهدى, أن تكون الفريضة التي فرضت في هذا الشهر العظيم هي الصيام، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، يدل على أن هناك علاقة ما بين الصيام، وما بين القرآن الكريم من حيث أن ما في القرآن الكريم من البينات والهدى، أن الالتزام بهذه البينات والهدى، أن القيام بالدين على أساس هذا القرآن العظيم يحتاج من الإنسان إلى أن تكون لديه قوة إرادة، وكبح لشهوات نفسه، وترويض لنفسه على الصبر، وعلى التحمل) سورة البقرة الدرس التاسع.

ويبيّن السّيد أنّ التنوّع, والتراتبيّة في آيات القرآن الكريم, والتّشابك, والتّرابط في تقديمه للمواضيع, يدلُّ على عظمة القرآن الكريم, وأنّه قُدّم فعلاً على أرقى مستوى في إخراجه وأساليبه, لأنّه يراعي طبيعة النّفس البشريّة لدى الناس, ويعتبر السّيد أنّ من عظمة, ومعجزة هذا القرآن الكريم, أنّه جعل العرب يتقبّلون هذا التّشريع, وحَوّلهم إلى أمّة منتظمة راقية بالرّغم من حالة البداوة الّتي كانت تسيطر عليهم, وتطغى على حياتهم, ونقلهم نقلةً رهيبةً جداً, وحَوّلهم إلى مجتمعٍ منتظم لديه ضوابط, وحدود معيّنة يؤمن ويلتزم بها, لكنّنا نلحظ الآن عندما عُزل أسلوب القرآن الكريم في تقديم التّوجيهات, والتشريعات, وقُدّمت أشياءً بديلةً عنه ظهرت إختلالاتٌ رهيبةٌ جدّاً في واقع المسلمين اليوم يقول السيد: (نجد في ترتيب آيات القرآن الكريم الشيء العجيب، والشيء المهم في نفس الوقت، تارة يتحدث عن الجهاد، وتارة يتحدث عن الإنفاق، وتارة يتحدث عن أشياء في مجال الهداية، توجيهات تربوية معينة، وأحياناً يتناول تشريعات معينه فيما يتعلق بالطلاق، فيما يتعلق بأشياء نهى عنها، كشرب الخمر، وغير ذلك.

هذه تعطي نظرة هامة جداً وهو: أن التشريع مترابط، أن الأشياء لها علاقة ببعضها بعض، كل تشريعات الله سبحانه وتعالى، ما كانت تشريعات على هذا النحو تتعلق بمعاملات فيما بين الناس، أو تتعلق بقضايا النكاح، أو الطلاق، وكل المنهيات عنها وكل ما كانت توجيهات كلها مترابطة، وكل واحدة منها لها أثر فيما يتعلق بالمجموع, لهذا كان القرآن على أرقى مستوى وكل آية في مكانها عندما تنظر إلى ما قبلها وما بعدها، وإلى الموضوع بشكل عام، الذي جاءت في سياقه ترى لها أهميتها بشكل كبير, فهذا الأسلوب القرآني فيما يتعلق بالجانب الفقهي، الجانب الفقهي بالمصطلح المعروف [الفقه] الذي يعني: عبادات، ومعاملات، أسلوبه هو أفضل أسلوب من أسلوب الفصل بين الأشياء، لأنه فيما بعد أصبح الفقه في حد ذاته عبارة عن فن مستقل تقدم فيه مسائل فيما يتعلق بالعبادات، والمعاملات مسرودة سرداً قانونياً، صياغة أشبه شيء بالصياغة القانونية, لكن الأسلوب القرآني يُلحظ بأنه هناك شيء هام جداً هي نفسية الإنسان، نفسية الإنسان، ولهذا قلنا: أنه من معجزة القرآن الكريم، أنه استطاع أن يجعل العرب يتقبلون هذا التشريع، وهم أمة من البداية ليست أمة متحضرة، وليست أمة تألف أشياء تعتبر حدوداً وضوابطاً وتقنيناً من هذا النوع، ما كانوا آلفين لهذه، وهي عملية كبيرة في الواقع، تعني: نقلة من حالة اللاإلتزام بشيء تقريباً، مجتمع ليس آلف لأن يكون لديه ضوابط وحدود، وأشياء معينة أشياء - ما تسمى - قانونية، ثم ينقل نقلة إلى مرحلة إلتزام بحدود وضوابط، وتشريعات محددة، أن هذه تعتبر معجزة - حقيقة - للقرآن.

لكن أنظر إلى الأسلوب الذي قدم فيه القرآن تلك التشريعات، لم يقدمها بمعزل عن مشاعر الإنسان نفسه عن الأسلوب الذي يلامس نفسية الإنسان حتى يتقبل تلك التشريعات بمختلف أنواعها، تجدهم مثلاً فيما يتعلق بالمواريث نقلة حصلت لديهم لم تكن مألوفة، فيما يتعلق بطعامهم، بشرابهم، مثلاً الخمر، الخمر كان شيئاً يألفونه، والخمر هو مادة متى ما أدمن الإنسان عليها يعتبر الإنتقال إلى أن يتركها قضية فيها نوع من الصعوبة، ومع هذا استطاع القرآن الكريم أن يجعل العرب يصلون إلى هذه المرحلة، إلى مرحلة الإلتزام! كيف؟ هل لمجرد تقديم الأشياء، ولمجرد فقط الوعيد على الأشياء؟ ما نزال نحن المتأخرين، هناك وعيد على الأشياء لكن لم نستطع أن نجعل الأشياء ذات أهمية في نفوسنا، ونلتزم بها, تجد كثيراً من العرب في بلادهم - مثلاً - الخمر منتشر بشكل كبير، أشياء أخرى تعتبر تعدي لحدود الله، منتشرة بشكل كبير! على الرغم من انتشار القرآن الكريم! لكن لما عزل أسلوب القرآن، عزل القرآن أصلاً جانباً، وأصبح كتاباً يتلى لمجرد التلاوة تقريباً، وقدمت الأشياء الأخرى هي البديل عنه، وهي التي تقدم للناس، سواء بشكل تفسير، أو بشكل أحاديث، أو بشكل كتب متخصصة للمسائل التي هي مسائل عبادات، ومعاملات، والأشياء المنهي عنها، والأشياء المحرمة، والأشياء المباحة. أعداد كبيرة من المجلدات لم تستطع أن تصنع ما صنع القرآن بالعرب في تلك المرحلة! لأنه نقلهم نقلة كبيرة جداً.

هنا تجد هذا الدمج ما بين مختلف الأشياء داخل آيات القرآن الكريم تبين لك: أن هذا القرآن الكريم - إذا صحت العبارة - أخرج على أرقى مستوى، ليس الإخراج الصحيح هو: أن يكون هناك في الموضوع الفلاني باب مستقل، وفصل، ثم باب يختص بموضوع الصلاة، باب يختص بموضوع النكاح، باب يختص بموضوع الطلاق، وهكذا كما أصبح معروفاً، وكما قدم على أنه إخراج جيد، وهو الإخراج الجيد؟ من الناحية الفنية بالنسبة لشكل الكتاب ممكن، لكن بالنسبة للنفوس، بالنسبة للنفوس الإخراج الجيد، الإخراج الراقي هو هذا الإخراج القرآني الذي قدم الأشياء مدموجة مع بعضها بعض) سورة البقرة الدرس العاشر.

ويبيّن السّيد أنّ من عظمة القرآن الكريم سعة إحاطته بالمواضيع، وشموليّته لمختلف القضايا، وتقديمها على أرقى مستوى, وبالرّغم من أنّه عميقٌ جدّاً, وبحرٌ لا يدرك قعره, إلاّ أنّه يعطي عطاءً واسعاً لا حدود له, فنستفيد منه عند تلاوته, وعند تدبّر وتفهم آياته, وبشكلٍ دائمٍ, ومتجددٍ, ومستمر, ونجده كتابَ عملٍ, وحياةٍ, وحركة يقول السيد: (عندما يتأمل الإنسان بالنسبة للقرآن الكريم يجد - فعلاً - أنه كتاب شامل، يتميز عن أي كتاب آخر مما تبذل الأعمار والأوقات والجهود في سبيلها. هنا يتناول القرآن الكريم كل شيء, كل شيء فتجد فيه التذكير بالله سبحانه وتعالى, والتذكير باليوم الآخر, تجد فيه الإرشادات في كافة المجالات, تجد فيه التشريعات في كل المجالات, تجد فيه الترغيب والترهيب على أعلى مستوى, تجد فيه الحديث عن معرفة الله على أعلى مستوى, تجد فيه كل الإرشادات على أعلى مستوى, كما قال الله فيه: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾[الإسراء: من الآية] فعندما يكون هناك اهتمام بالقرآن الكريم، إجلال للقرآن الكريم، إيمان بأنه - فعلاً - كتاب شامل يستفيد الإنسان منه في كل شيء، لم يجعله الله سبحانه كتاباً معقداً غامضاً على الرغم من أنه »بحر لا يدرك قعره« يستفيد كل إنسان منه ولو من خلال أن يسمع تلاوته، عندما نسمع التلاوة ألسنا نستفيد أشياء كثيرة ونفهم أشياء كثيرة من خلال تلاوته؟ ما نفهمه من خلال التلاوة شيء كثير وهام جداً، إضافة إلى ما يمكن أن نفهمه أيضاً بطريقة أخرى زيادة تبيين للآيات نفسها، لهذا وصف الله آياته بأنها: آيات بينات، فيها بيان يكفي، يكفي من مجرد تلاوته، وما يحصل من خلال السماع لتلاوته يكون - أيضاً - أسساً لفهم أكثر، وتقبل أكثر لما يأتي من تبيين من داخل آياته، ومن عمقه كما قال الإمام علي (عليه السلام) عنه:» إنه بحر لا يدرك قعره «.

نحن نذكر دائماً بأن كلما نقوم به هو عملية إستيحاء من خلال آيات الله من خلال آيات القرآن الكريم لا يعني أن ما نقدمه هو كل ما يمكن أن تعطيه الآيات، لو نجلس مع القرآن الكريم كل شهر، كل شهر وكل ما انتهينا منه عدنا إليه لما نفدت فوائده، لما نفدت إرشاداته وهداياته!

وكما نذكر أكثر من مرة: بأن القرآن يكون بهذا الشكل بالنسبة لمن؟ لمن يفهمونه بأنه كتاب حركة، كتاب حياة، كتاب عمل، كتاب عمل حتى فيما يتعلق بما نسميه: [فقه] بما نسميه أحكاماً معينة، تجد بأنه لا يكون حديثه أشبه شيء يكون عبارة عن إصدار فتوى في الموضوع، بل هو فقه يعطي الحكم في القضية، ويبين الطريقة لتغيير القضية في كيف يعمل الناس ليغيروا المنكر المعين) دروس رمضان الدرس الثاني عشر.

ويؤكّد السّيد بأنّه كان الشيء المطلوب والمفترض أن يكون القرآن الكريم هو وحده الكتاب الذي يتحرك في هذه الحياة, ويعتمد عليه النّاس, ويتّبعوه, ويهتدوا به في كلّ المجالات لأنّه كتاب يسع الحياة بكلّها, ولأنّه بعيدٌ عن الإختراق, والشُّبه فيقول: (ولهذا نحن نقول إنه يبدو أن القرآن الشيء الأساسي أنه كان هو المطلوب أن يكون هو وحده الكتاب الذي يتحرك في الأرض هو وحده الكتاب الذي يتحرك في الأرض في كل المجالات ترغيب وترهيب وفقه وغيره هو كتاب يسع الحياه بكلها ولأنه هو عباراته بعيده عن أي مدخل لأنه ﴿أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾[الفرقان: من الآية 6] قضية هامة فعندما يقول إنه للناس تجد أن القضية ملحوظة أنه ممكن أن يكون فعلاً للناس إذا مشى هو يمشي هو في مقدمة المسلمين أما أن يأتوا في الأخير يقدموا أشياءهم من عندهم في الأخير ترى كم يجمع الأعداء من داخل تراث المسلمين الآخر كتب عباراتها غير لائقة في معظمها كم يقدمون من شبه على الإسلام نفسه يشتغلون بها ضد المسلمين) سورة آل عمران الدرس الثالث عشر.

ويبيّن السّيد أنّ من عظمة القرآن الكريم إحاطته الشاملة بكلّ قضية يتناولها ويقدّمها, بحيث يحيط بها من كلّ الإتّجاهات, ويتناول كلّ ما له علاقة بها, بالشكل الذي لا يستطيع أن يصل إليه فكر الإنسان مهما كان ذكاؤه, وقدرته, وخبرته السّياسيّة, والعسكريّة, لهذا يعتبر وجوده بين أيدينا من أعظم نعم الله علينا يقول السيد: (فتلاحظ كيف القرآن يتناول كل ما له علاقه بالقضية, وهذا الشيء لا يمكن يصل إليه فكر الإنسان فيكون محيطا بكل ملابسات القضية, لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى, لهذا إنها نعمة كبيرة جداً علينا أن يكون القرآن موجوداً نعمة كبيرة جداَ؛ لأنه لا يستطيع الإنسان هو مهما كانت خبرته السياسية والعسكرية أن يصل إلى أن يعرف محيط القضية بكلها وكل ملابساتها) آل عمران الدرس السادس عشر.

ومن عظمة القرآن الكريم أنّ كلّ مشاريعه، وتوجهاته كلّها إيمانية وعمليّة، وكلّها مشاريع ناجحة تضمن النجاح، والنصر لمن يسيرون على توجيهاته، ويتبعونه يقول السيد: (مع أنّ القرآن يقدم المشاريع كلها إيمانية وتوجيهات للمؤمنين، مشاريع ناجحة، مشاريع كبيرة، مشاريع نصر) سورة النساء الدرس العشرون.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر