أحياناً يتحرك الكافرون والمشركون في بعض الأعمال التي تشتبه على بعض المنتمين إلى الإسلام فيقول: [والله هؤلاء هم جيدين من أهل الخير]، عندما مثلاً يهتمون بالمساجد، يعني: على سبيل المثال للمرة الثالثة الأمريكيون في اليمن يتعاونون في ترميم مسجد في عدن، وقبلها مسجد آخر، وقبلها مسجد ثالث، ثلاثة مساجد في اليمن من المساجد الشهيرة والأثرية، قدم الأمريكيون معاونة آلاف الدولارات معاونة في ترميمها. البعض من اليمنيين قد ينخدع يقول:[هؤلاء الأمريكيين من أهل الخير، مقدمين دولارات في ترميم المساجد، أيش عاد تشتي بعد هذا؟] لا .
عندما يتحرك الكافرون والمشركون في بعض من هذه الأعمال ترميم مساجد أو بناء مساجد، أو حتى مثلما كان البعض منهم يقومون بالحج في صدر الإسلام الأول، حركتهم هذه في عمارة المساجد وهم على ما هم عليه من الكفر، وما هم عليه من الابتعاد عن منهج الله، هي باطلة ومحبطة وغير مقبولة عند الله أبداً. والإنسان المؤمن ينظر إلى الأمور بهذه النظرة بالمقادير عند الله سبحانه وتعالى.
الله يقول:{أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} مهما عملوا لو أراد أن يبني مسجد كيفما كان، أو يرمم مسجد أو يزين مسجد أو أي شيء من هذا، عمله محبط غير مقبول، وعمله لا يأتي من نية حسنة؛ لأنه لا يعيش في واقعه الإيمان.
الإنسان المؤمن عندما يعمل العمل الصالح ينطلق بنية صالحة ونية حسنة، أما الكافر عندما يعمل أعمال ظاهرها الصلاح وظاهرها الخير فهو ينطلق بنية أخرى؛ لأنه فيما هو عليه من كفر لا ينطلق بنية الإيمان، فهو لا يعمل ذلك العمل تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى، ولا بدافعٍ كما هو دافع الإيمان دافع صلاح ودافع خير لا ، بل دافع خداع، دافع مكر، دافع يريد أن يخدع الساذجين والقاصرين في وعيهم.
ونحن في آخر زيارة للسفير الأمريكي شاهدنا في التلفزيون كيف ذهب ليفتتح مسجد جديد تعاونت أمريكا في ترميمه، مؤكد أن البعض سينخدع بهذا، وسيتأثر بهذا ويقول:[السفير الأمريكي اليهودي هذا من أهل الخير، متعاون في ترميم مسجد في عدن، وذهب لافتتاحه] لا.. الله جل شأنه يكشف حقيقتهم وما هم عليه. فيما هم عليه من كفر، وما هم عليه من شرك {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} فلا أجر لهم عليها ولا ثواب، وليست مقبولة، ولا يستحقون عليها لا مديح ولا إعجاب بهم، ولا تقدير لهم ولا شيء.
{وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ}،{وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} هم ولو قدموا بعض الأعمال التي ظاهرها الصلاح من مثل: عمارة مساجد أو ترميم مساجد أو ما شابه، مصيرهم إلى نار الله، يبوؤون بسخط الله سبحانه وتعالى ليخلدوا في عذابه، فلا خروج لهم ولا مناص أبداً.. إذاً بقدر نظرتنا إلى أن أعمالهم تلك أعمال محبطة غير مقبولة، ليس لهم عليها لا أجر ولا ثواب، يكون لدينا وعي عنها أنها لمجرد الخداع، لمجرد الخداع ليست بنية صالحة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
دروس من سورة التوبة / الجزء الثاني.
ألقاها السيد
عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
الدرس الثاني
بتاريخ: 6/رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.