مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

موقف غير صحيح ، موقف غير واقعي أن تسارع إلى أعدائك وأعداء دينك ، أن تسارع إليهم ، أن تثبط الأمة عن مواجهتهم ، ثم تتحدث بأنه من أجل الحفاظ على الأمن والمصلحة والتنمية ونحوها. إن الله يقول: إن ذلك موقف من في قلبه مرض ، سواء كان زعيماً أو مواطناً عادياً أو وجيهاً أو كيف ما كان ، من يقف هذا الموقف في قلبه مرض ، وليكن ذلك المرض في أدنى حالاته هو [الجُبن] ، وهل الجبن منسجم مع الإيمان؟. إن الإمام عليا عليه السلام هو من قال: ((لا تجد المؤمن جباناً ولا بخيلاً))  ((البخل والجبن خَلَّتان يجمعهما سوء الظن بالله)). من كلام الإمام علي عليه السلام (( يجمعهما سوء الظن بالله )) مرض ، فإذا كان ذلك مرض فيعني أن ذلك الموقف موقف غير صحيح.

ما هو الموقف الصحيح؟. هو الموقف الذي وجه إليه القرآن:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(التوبة:29) أليس هذا الموقف القرآني؟ يخاطب الجميع زعماء وشعوباً وحكومات؟.  يخاطب الجميع ، كل من يحمل اسم الإسلام. لكن ما الذي جعلهم يتخذون مواقف أخرى ؟ مرض  وليكن ذلك المرض العشق للمنصب ،الحرص على المصلحة الخاصة ، أو يكون جبن أو يكون ما كان.

بل أصبحت المسألة - وهي قضية يجب أن نعيها ـ أيها الأخوة ـ يجب أن نعيها- أصبحوا هم من يتعاملون مع الشعوب ، فإذا ما دعونا لمظاهرة ضد إسرائيل ، أصبحت فلسطين ، أصبحت فلسطين نفسها الآن تستخدم وسيلة لامتصاص غضب الشعوب ، لامتصاص غضب الساخطين في هذه الشعوب ، الذين قد يصل غضبهم وسخطهم إلى التساؤل لماذا لا يكون لنا موقف ؟ ما الذي عاقنا عن أن يكون لنا ونحن أمة لها جيوشها لها أسلحتها .. ما الذي عاقها عن أن يكون لها موقف ؟ فترى نفسها هي من تتفرج على إخوانهم على أبنائهم على أمهاتهم في فلسطين  تدمر بيوتهم  وتسفك دماؤهم ، أليس الناس يتساءلون بعد من المسئول وراء ذلك؟. أوليس الناس كلهم سيحمِّلون المسئولية ، حكوماتهم وزعماؤهم ؟ إذاً قبل أن يصل الوضع إلى هذه الحالة ، قبل أن يتنامى السخط ، إلى أن يخلق هذه النظرة  هلموا اخرجوا إلى الشوارع ، اخرجوا ما في نفوسكم ، اسخطوا تكلموا تحدثوا ،  ثم يعود اليمني ، يعود المصرى إلى بيته ويرى نفسه وهو في بيته مثل حالته قبل أن يخرج من بيته ويرى والوضع هو الوضع ، والجمعة هي الجمعة والخطبة هي الخطبة ، والموقف هو الموقف موقف الزعماء هو الموقف ، هذه الطريقة هي ليتظاهر الناس ولوكل أسبوع على هذا النحو. لا يجدي إذا لم يكن تنامي السخط في الأمة يتجه من منطلق الإيمان بضرورة أن تصحح هذه الأمة وضعيتها ، وأن تبني نفسها ليتجه الجميع لاتخاذ موقف من ذلك العدو الذي نراه يعمل بأبنائنا وبأمهاتنا وإخواننا ببيوتهم بمزارعهم بمساجدهم بمستشفياتهم في فلسطين ، وفي أفغانستان ، وفي كشمير وفي غيرها من البلدان ؛ لنستطيع أن نوقفه عند حده ، وأن نقطع تلك اليد التي تعبث بالبلاد الإسلامية ، في فلسطين وفي غيرها، وإلا فليتظاهر الناس ما شاءوا.

المظاهرة جيدة ، والمظاهرة نفسها تترك أثراً أمام اليهود وأمام النصارى: أن هؤلاء يغضبون لكنهم سيكونون هم من يأمنون من غضبنا متى ما وجدوا أن غضب هذه الأمة لا يصب في قناة تحتويه فتحوله إلى صخرة تدك عروشهم ، حينها سيأمنون غضبنا وحينها نصرخ ما أردنا أن نصرخ  لا يخافون منا.

يجب أن تستغل المظاهرات ، يجب أن تستغل الخطب ، يجب أن يستغل شعار: [الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل] ، وغيره من كل الهتافات التي تنمى السخط في نفس الأمة لبناء الأمة ، لتتجه هي  لتتخذ الموقف الذي يكف عن الفلسطينيين وغيرهم من المظلومين ممن تظلمهم أمريكا وإسرائيل وحلفائهم ، ليكفوا هم وإلا فكل واحد منكم ـ وليس محللاً سياسياً وليس مفكراً ـ لو سألناه  إذا كنا كل أسبوع نخرج أو كل شهر نخرج في مظاهرة من هذا النوع والوضعية على ما هي عليه، ليس هناك من يبني اقتصادنا بناءا صحيحاً حتى نرى أنفسنا نستطيع أن نتحمل حصاراً يُفرض علينا، نستطيع أن نقف في وجه عدونا ، إذا كنا لا نرى أنفسنا تُفتح مراكز للتدريب ليتدرب الشباب جميعاً على الأسلحة.

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

دروس من وحي عاشوراء

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 10/1/1423 ه‍  الموافق: 23/3/2002م

اليمن – صعدة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر