عندما يرتقي وعي الأمة، وعندما يتصحح توجهها الصحيح في إطار قضاياها المهمة والكبيرة، ومسؤولياتها المهمة؛ ترتقي عن العبث والتضحيات التي هي عبثية، لا حاجة لها، هي فتحٌ لجروح في جسد الأمة من الداخل، هي استجابةٌ لنزغات الشيطان، {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}[الإسراء: الآية53]، وتجد البعض يتحمَّس لهذا النوع من المشاكل، ويرى أنها تستحق التضحية بكل شيء، ولو كان الكل سيفنى في مقابل ذلك لا مشكلة عنده، وقد لا يتفاعل بالشكل المطلوب، أو لا يتفاعل أصلاً مع القضايا المهمة، المقدَّسة، التي تستحق العطاء والتضحية، وبذل النفس في سبيل الله "تَبَارَكَ وَتَعَالَى".
هذه الرؤية القرآنية تجاه الشهادة، ومفهوم الشهادة في سبيل الله، هو من أحوج ما تحتاجه الأمة في هذه المرحلة، كما في كل مراحلها التي مضت، وفي هذه المرحلة بشكلٍ كبير؛ لأن الأمة تواجه في هذه المرحلة تحديات كبيرة جداً، أعداؤها قد قطعوا شوطاً كبيراً في استهدافها واختراقها من الداخل، وطمعهم كبير في ثروات هذه الأمة، في أوطان هذه الأمة، في السيطرة على أبناء هذه الأمة واستغلالهم بما فيه خدمة اعدائهم، وواقع هذه الأمة على المستوى العام معروف، حالة الاستهداف العدائي من جانب الأمريكيين، والاسرائيليين، وحلفائهم، وأعوانهم، لهذه الأمة على كل المستويات:
- على المستوى السياسي.
- على المستوى العسكري.
- على المستوى الاقتصادي.
- على المستوى الثقافي.
- على المستوى الأخلاقي.
- على المستوى الاجتماعي.
- على المستوى الأمني.
استهدافٌ شامل بكل ما تعنيه الكلمة، والأمة تعاني أشد المعاناة، الأمة في ظل هذا الاستهداف تستهدف نفسياً، مساعي من جانب الأعداء مكثفة لإفساد الأمة، لضربها في كل عوامل القوة المعنوية أولاً؛ لأنه أول ما تحتاجه الأمة لتكون في مستوى مواجهة التحديات، وأول ما يركز عليها الأعداء، ويدركون أنهم لن يتمكنوا من السيطرة على هذه الأمة إلَّا بعد أن يركزوا على هذ الجانب، وأن يستهدفوا الأمة فيه، وهو الجانب المعنوي، العوامل المعنوية، التي تجعل الأمة مستجيبة، ومتحركة، ومنطلقة، وتستشعر مسؤوليتها، وتستعين بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وترتقي نفسياً ومعنوياً، وبالإرادة والعزم والوعي إلى مستوى مواجهة التحديات.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
في الذكرى السنوية للشهيد 1444هـ