مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما يقول الله في القرآن الكريم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات: 15) ما معني (هم الصادقون).

عندما كانوا يسمون أنفسهم مؤمنين، أو يعتبرون أنفسهم مؤمنين؛ لأن هذا رد عندما قال: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}(الحجرات: 14) ثم يقول لهم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}(الحجرات: 15) وهنا تلاحظ كيف تفصل {هم} بين كلمة {أولئك هم الصادقون} أي : هم وحدهم، الصادقون في أن يحكموا على أنفسهم بمسمى الإيمان، وأنهم مؤمنون .

في آية أخري يقول: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104) هذه العبارة معناها هم وحدهم المفلحون، والجنة أليست للمفلحين؟ أم أنها للخاسرين؟ الجنة هي للمفلحين، وعود الله في الدنيا هي للمفلحين وليست للخاسرين.

إذا لم يكن عند الانسان توجه من أجل أن يحقق لنفسه مسمى (الإيمان) أن يكون مؤمنا فعلاً، وتجد الجنة في القرآن الكريم هي للمؤمنين، أعدت للمتقين، تجد هذه هي صفات المؤمنين، ويؤكد لك أن المؤمنين ليسوا إلا من كانوا على هذا النحو، فعندما تأتي في الأخير وتقول: (نصلي ونصوم ولا شأن لنا لا يتدخل أحد في شيء).

فكأنك تنظر إلى هذه الأوامر الإلهية المهمة، والتي تنفيذها مهم في ظروف كهذه، تعتبرها وكأنها زيادة على الدين، وكأنها ليست شرطا في تحقيق اسم (الإيمان) لنفسي، ولا شرطا في ماذا؟ في نجاتي في الدنيا وفي الآخرة. هذا من مغالطة الإنسان لنفسه، من خداع الإنسان لنفسه. ليس عملا زيادة على الإيمان، نحن نقول: هذه الاعمال التي نعملها الآن، لم نصل بعد إلى درجة عمل مَن؟ عمل من عذرهم الله أن لا يحضروا ميادين الجهاد، مثل: الأعمى والأعرج والمريض، من قال فيهم: {إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ} (التوبة91) ألم يشرط {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ}.

أنت مثلاً ليس لديك قدرة على أن تخرج في ميدان الجهاد، لك عذرك أن تقعد، لكن قعودك يجب أن يترافق معه نصح لله ورسوله؛ لأنْ موقفك وأنت داخل مازال يحرك، يشجع، تأييد وتشجيع. تحرك، وإن كنت أعمى فلتتكلم، لم نصل بعد إلى هذه الدرجة، لم نصل بعد إلى الواجب على الأعمى، الواجب على الأعرج، على الذي لا يجد ما ينفق، ليخرج مع رسول الله (صلي الله عليه وعلى آ له وسلم) هو قال فيهم: إذا نصحوا لله ورسوله فليس عليهم حرج. ليس معناه أنه مسموح لهم أن يقعدوا فقط بل عليهم أن يتحركوا، ينصحوا لله ورسوله، يشجعوا، يحثوا على الإنفاق، يحثوا الناس على التجلد ويحثوا الأسر على الصبر، إذا استشهد أحد منهم إذا إذا ... هذه من النصيحة لله ورسوله، شد أزر المجاهدين، نحن لم نصل بعد إلى هذه الدرجة، نحن ساكتون ليس هناك نصيحة لله ولا لرسوله؛ لأن النصيحة لله ولرسوله هي النصيحة للدين، والنصيحة لمن يهمهم، لمن يهم رسول الله (صلي الله عليه وعلى آ له وسلم) أمرهم وهم الأمة، (المسلمون).

بعض الناس قد يري أن هذه أشياء ليست إلا زيادة [يا أخي يوجد كثير من الناس يصلون ويصومون ولا يتد خلون في شيء ومن بيته إلى مسجده، لا تتد خل في شيء] هي قضية لا تخضع لتقديراتي أنا أو تقديرات أي شخص، إ رجع إلى القرآن الكريم، رجع إلى القرآن الكريم، فوجد أنه ليس هناك عذر، ليس هناك إمكانية أن تعمل ببعض والبعض الآخر لا تعمل به، ليس هناك إمكانية أن يرى الانسان نفسه مصيبا عندما يبحث عن الشيء الذي لا يسبب له مشاكل، ولا فيه خطورة ولا فيه عناء، ويصلِّ ويصوم، [وما له حاجة] الكلمة المعروفة.

لا، ارجع إلى القرآن إن كان هذا موقفا صحيحا فلا بأس، وإن لم يكن صحيحا وتجد فيه أوامر أخرى، أوامر مرفق بها تهديد إلــهي، لمن قصر فيها، فمعنى هذا أنك تغالط نفسك بأنك سائر في طريق الجنة وأنت لا تدري في أي طريق تسير، في الأخير كيف ستكون الغاية والنتيجة؟

أيضاً يأتي من جانب آخر، قد يري الانسان أنه [ياخي ذاك سيدي فلان، والعالم فلان، وسيدنا فلان والحاج فلان، يقوم قبل الفجر، ويتركع، ويسبح، ولا يتحركون ولا يقولون شيئا ولم يقولوا للناس أن يعملوا كذا..] وهو يريد أن يسير معهم، أنت اسألهم، اذهب واسأل هؤلاء، لتتضح لك القضية كيف هي، أن هؤلاء لا يعتبرون أن هذا العمل ليس مشروعاً، ولا يعتبرون أن ليس هناك أوامر إلهية للناس بأن يكونوا أنصاراً لدينه، ومجاهدين في سبيله، وأن يعدوا ما يستطيعون من قوة، وأن.. وأن.. إلى آخره. لا يستطيع ان يقول لك: ليس هناك شيء. طيب عندما تقول له: فأنت لماذا؟ هو يأبى مثلك؟ إما انه ليس فاهما أن هذا الموضوع مؤثر مثلاً، أو عمل معين مؤثر، أو لم تصل إليه أخبار معينة أن هناك مؤامرات كبيرة أو.. أو.. إلى آخره.

أو أنه في الأخير عارف لهذه الأشياء لكنه يجدك أنت والآخرين مبررا له ألا يتحرك؛ لأن لديه فكرة أن الناس لا يتحركون وليس هناك أنصار، ولا أحد سيتحرك معنا، ولن يقوم معنا أحد، ولا.. ولا.. إلى آخره. فيظن أن قد صار لديه عذر، وسيقعد ما له حاجة، فتكتشف أنه يعتبرك أنت ويعتبر آخرين عبارة عن عذر له. أي: لن تكتشف عند أحد أن يقول لك: أن هذا العمل باطل أبداً، أو أنه ليس هناك أوامر إلهية لما هو أكثر من هذا مما الناس عليه، بينما ستجده في الأخير يعتبر إن قد صار لديه مبرر وعذر له شخصياً، ليس عذرا يصلح لكل واحد، بل عذر له شخصيا أنه وإن كان عالما ويجب عليه، لكن إذا كان هناك أنصار، ولا يوجد هناك أنصار، ف (مع السلامة) وقعد وما له حاجة، هم يمسكون بهذه.

إذاً فأنت وغيرك ممن مواقفهم يبدو وكأنهم ليس لديهم استعداد أن يكونوا أنصاراً لله، أنصاراً لدينه، يدافعون عن دينه، الوضعية التي أنتم عليها هي المبرر الذي يتمسك به العالم الفلاني، وأنت لا تعلم بهذه، تراه أنت، تراه على ما هو عليه لا يتحرك، تفسر موقفه تفسيرا آخر، كأن هذا الشيء ليس مشروعا، أو كأنه ليس واجبا علينا، وبالتالي "قد احنا من جيزاه"!.

اليس هذا الذي يحصل عند البعض؟ "قد احنا من جيزاه" ليس هناك أحد مثله، هو إنسان متدين لكن المشكلة إنه يعتبرك أنت وغيرك الذين لا تتحركون أنكم المبرر له أنه يقعد، لا تتعاونون، أنكم المبرر له أن يجلس.

فإذا الناس كما نقول أكثر من مرة، متهادنين، نحن متهادنين، العالم يرى أن هؤلاء الناس ليسوا أنصارا، إذاً قد صار لديه عذره، وهؤلاء الناس يرون أن ذالك العالم لا يتحرك، إذاً فليست القضية لازمة، قعد وقعدوا، وكل واحد يجعل الآخر مبررا له، قعد لأن ليس هناك أنصار، والأنصار قعدوا لأن ليس هناك حركة من العالم، اليست كلها مهادنة؟

قد يقدم الناس على الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وتتضح القضية وإذا نحن تهادنا ونحن كان ساكتين، الناس ساكتون والعالم ساكت، وكل واحد يظن أنه قد أصبح لديه عذر، وعلى ما هو عليه، قد أصبح لديه مبرر أمام الله.

إذاً فالقرآن الكريم سيكشف أنه ليس لديك عذر وليس لديه عذر، وليست القضية بحثا عن أعذار، الأعذار الحقيقية هي أعذار لا تكون بالشكل الذي يكون مفتوحا للناس جميعاً، لا يوجد هكذا؛ لهذا تجد مثلاً العالم نفسه الذي يرى نفسه أنه ليس ملزما في الوقت نفسه أن يكون له موقف، اليس هو يخطب؟ يقول: الناس عليهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، أليس يقول لهم هكذا؟

طيب أنت تقول للعلماء الآخرين لماذا لا تكونون بهذا الشكل؟ سيقولون لأنه لا يوجد أنصار، أي: هو نفسه يقول لك: إنك أنت وهذا عليكم أن تأمروا بالمعروف، وأن تنهوا عن المنكر، وأن تتحركوا، وأن تتعاونوا على البر والتقوى، اليس هذا الذي يحصل؟ وأن يكون هناك تكاتف ووحدة الصف، وتوحيد الكلمة، والتكاتف، والتعاون، والتآخي، اليس هذا الذي يحصل من كلامهم؟ أي: هو يقول لك: بأن عليك أن تبادر أن تعمل هذا العمل، معنى هذا أنه ليس هناك عذر جماعي للأمة كلها.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

(الشعار سلاح وموقف)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 11 رمضان 1423هـ

اليمن – صعدة.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر