مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الله سبحانه وتعالى قال لنبيه (صلوات الله عليه وعلى آله): {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} يقول لنبيه الذي اصطفاه وأكمله: استقم، ومن تاب معك.
قد يقول واحد منا لآخر: استقم يا أخي أنت والسفهاء الذين معك، استقيموا، واسبروا، وامشوا مشية الناس. ما الله يقول لنبيه: أنت ومن تاب معك، مع الناس الطيبين، الجيدين، استقيموا. ما معنى استقيموا؟ هل هم فسول، أو هم يلاحقوا السفهاء، أو يسيروا مع السيئين. استقم كما أمرت على المنهج الذي تؤمر به، طبق حرفياً، والتزم حرفياً، لا تتجاوز وإلا ستغلط.
عندما يقول له: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} أليس الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من أشد الناس عداوة للظالمين؟ وأشد، وأعظم الناس كراهية للظلم والطغيان؟ {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}؛لأن كل هذا ممكن أن يحصل مع حسن النية، وبسبب حسن النية، تعرفون هذه؟.

إذا ما انطلق رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وقال: عندما يقف واحد موقف يبدو متشدد، فيمكن أن يكون الآخرين هناك متشددين، نحاول يكون عندنا مرونة قليل، نحاول حوار، نحاول نتنازل عن بعض أشياء، وهم يتنازلون عن بعض أشياء، ونلتقي في الوسط، وتكون الساحة هادئة، ونكون متأقلمين مع بعضنا بعض.
هذه الأفكار تحصل الآن داخلنا نحن في الهيئة الإدارية للمراكز الصيفية، يقول البعض: نحاول نقرب من الحزب الفلاني، نقرب من الدولة الفلانية، من أجل أن يزيدوا لنا دعم، من أجل كذا، من أجل كذا، نحاول نسكت عن بعض أشياء، نتنازل عن أشياء، نوقف مواقف معهم في كذا أشياء .. الخ بماذا؟ بحسن نية، من أجل أنه نحاول أيضاً يساعدونا، ويدعموا مراكزنا، ويحصل لنا مدري ماذا؟ ونستطيع نبني، ونستطيع نمول، ونستطيع يكون عملنا هذا كبيراً!. هكذا قد يقع الإنسان في الغلط مع حسن النية.
- لا يمكن لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) - هكذا: هواية، أو عصيان، أو عدم اهتمام - أن يميل إلى الظالمين. ألم يقل الله: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} لكن قد يركن الإنسان إلى ظالم، عندما ينطلق من حسن نية، وإخلاص للعمل الذي هو فيه أيضاً، للعمل الذي هو فيه، فيقول - كما قلت سابقاً - عندما نكون متشددين، وذولاك متشددين، نحاول قليل نقرب من بعضنا بعض، ونميل إليهم قليلاً، ونتأقلم معهم قليلاً!

لو فكر رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هذا التفكير لكان قد مال إلى الظالمين. أليس كذلك؟ هل يمكن أن يميل رسول الله إلى الظالمين؛ لأنه من أجل مصلحة شخصية؟ لا، أو من أجل أنه لا يبالي بقضية الظلم، ولا يكره الظلم؟ لا؛ لنفهم أن حسن النية أيضاً، أن الإخلاص أيضاً، كل شيء لا يعصمك عن الوقوع في الخطأ إذا لم تنطلق انطلاقة قرآنية، إذا لم تعتمد القرآن، وأنت تعمل منهجاً للمراكز هذه، إذا لم تعتمد القرآن وأنت تثقف الناس في هذه المراكز، إذا لم تعتمد القرآن وأنت تخاطب الناس في مساجدهم، إذا لم تعتمد القرآن وأنت تكتب، وأنت تحقق، وأنت تسجل، وأنت، وأنت، ستضل، ستغلط.
والغلط في هذا المجال لا يغتفر، الغلط في هذا المجال تبرز آثاره السيئة؛ لهذا ظهر في الأخير نوع ارتباك في المراكز، أو في بعض المراكز، وحصل اختلاف في وجهات النظر، وتعدد في الأقوال، والآراء. ناس يريد ينفتح كذاك، وعنده أن هذه هي الطريقة الصحيحة، نتأقلم مع العصر!.
هو لا يفهم العصر، العصر إذا أنت تريد أن تتأقلم مع هذا العصر، منطق العصر هذا هو منطق القوة. كن قوياً، ابنِ أُمّةً قوية، هو عصر التكتلات في جانب الأعداء لضَرْبِنا.
الرئيس الأمريكي، وزير الخارجية الأمريكي، نائب الرئيس الأمريكي، يتحركون، لا يأتي مؤتمر في شرق آسيا، وفي جنوب آسيا، إلا ويهاجموه، نريد توقعوا لنا على هذه الورقة، نكافح الإرهاب، قالوا: معك. يأتي مؤتمر في أي بلد، وراح إليه! يلحقون حتى ليبيا التي هم حتى معادين لها زمان! خلاص نتسامح، نريد فقط توافقي معنا على مكافحة الإرهاب.

التكتلات، القوى، الموقف الواحد، الخطة الواحدة. هذا هو منطق العصر. هل نظن أن منطق العصر هو الرأي والرأي الآخر؟ والأشياء من هذه، الحريات، والانفتاحات، وأشياء من هذه. العصر عندما يقولون: العصر، والحضارة، ألسنا نصرف أذهاننا إلى الغرب، إلى بلدان أوربا، وأمريكا، وتلك الجهات، منطقهم اليوم هو منطق الكلمة الواحدة، الموقف الواحد، التكتل لضرب المسلمين، وأنت مسلم.
هل تريد أن تتعامل مع هذا العصر؟ هل تريد أن تتصرف بمنطق العصر؟ ابنِ نفسَك، ابنوا أمة واحدة، كتلة واحدة، موقف واحد. هذا منطق العصر، سيتفرق أي ناس، في أي مركز، أو معلمون، أو طلاب، إذا لم ينطلقوا انطلاقة قرآنية، ويتحركون وكل واحد همه نفسه، يظن أن الله ما جاء بالإسلام كله إلا من أجله يحقق له طموحاته، يطنن كيفما يريد، وينطلق كيفما يريد، ويمشي كيفما يريد، ولا هو بعد أحد.
[لماذا لا تتأسى] بنبي الله، فما رأيت الله سمح به لنبيه فلا تتجاوزه لنفسك. أليس هذا قد هو أقل شيء؟ لا، البعض يريد أن يكون من رسول الله وكذاك! هل هذا ما يزال منطق معقول؟ هل هذا موقف مقبول؟ لا.
الله قال لنبيه (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو الذي يتنزل عليه الوحي مباشرة، جبريل ينزل، مع هذا ماذا قال له؟ سرد له قائمة من الأنبياء ثم قال له بعد: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: من الآية90) امش على طريقتهم، امش بعدهم، اعتبر نفسك واحد من هذه السلسلة، تمشي في هذا الاتجاه، وتمشي بعد هؤلاء.

الإسلام وثقافة الإتباع
دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي/ رضوان الله عليه.
بتاريخ: 2/ 9/2002م
اليمن - صعدة

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر