الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- جمع الحجيج، أبلغ من قد تقدَّم منهم أن يعود، قلة أو البعض منهم كانوا قد تجاوزوا قليلًا أو يسيرًا ممن كانوا قبله في القافلة، والمنطقة نفسها هي لا زالت منطقة يتواجد فيها كل الحجاج، قبل أن يتفرقوا إلى الآفاق ويتجهوا إلى بلدانهم، وانتظر للمتأخرين حتى اجتمعوا، الكل جُمِعوا في صعيدٍ واحد، في مكانٍ واحد، في ساحةٍ واحدة، وفي منتصف النهار، كل الإجراءات التي عملها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- تتناسب تمامًا مع طبيعة النص القرآني، مع سخونة هذا النص القرآني، مع قوة هذا النص وهذا التعبير القرآني: {، اهتمام كبير، وتصرف يعطي أهميةً كبرى لما سيقدم، ذلك الاستدعاء، وعملية التجميع في تلك الساحة في تلك اللحظة بالتحديد، في وسط النهار، في منتصف النهار، في أشد وقتٍ من الحرارة والقيظ، الجميع جمع في نداءٍ عاجل، وتجميع بطريقة تعطي أهمية لموضوع بالغ الأهمية سيقدم.
جمعوا كلهم، وجلسوا، اتجهت أنظارهم إلى الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وقد أعد له مكان مرتفع ليكون قائمًا مقام المنبر، وجمع من أقتاب الإبل، ولكثرة الناس وكثرة الحجاج أصبح ذلك المكان الذي رصَّت فيه أقتاب الإبل أصبح مكانًا مرتفعًا، صعد عليه ومعه شخص، ذلك الشخص هو عليّ بن أبي طالب، وعليّ شخصية معروفة لدى المجتمع الإسلامي آنذاك، ليس شخصًا غريبًا عليهم، الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- صعد ووجَّه خطابه الهام جدًّا، في ذلك الجو الذي كله يقدِّم صورة عن أهمية الموضوع إلى أقصى حد، اتجهت أنظار عشرات الآلاف من المسلمين إلى رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بانتظار ما سيقدمه وما سيعلنه، فهناك بلاغ تاريخي هام وفي مرحلة مهمة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم ولاية الامام علي عليه السلام 1439هـ