مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الله قال في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} (القمر: 17) {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (ص: 29) نرجع إلى القرآن الكريم بتذكر وتدبر، وستفهم أشياء كثيرة من القرآن الكريم، يفهم الإنسان أشياء كثيرة منه.

أنت تستطيع أن تعرف المواقف التي هي منسجمة مع القرآن، أو مواقف مخالفة للقرآن، من قبلك أنت ومن قبل آخرين، أنت ستعرف المواقف التي هي متفقة مع القرآن الكريم وتعتبر تطبيقا لآياته، من المواقف التي تعتبر رفضا للقرآن الكريم، ونأخذ دروسا أو تعليمات من الأمريكيين أنفسهم، إذا لم نكن إلى درجة أن نفهم من كتاب الله، تفهم من تصرفات الأمريكيين أنفسهم، لاحظ كيف نحن مثلاً نقول: (الناس ضعاف ليس بأيديهم شيء، ماذا يوجد لدينا؟! لا يوجد لدينا شيء، ولا، ولا...)

طيب لماذا السفير الأمريكي عندما يخرج يحسب ألف حساب للأسلحة التي يراها أمامه في سوق (الطلح) مع أنه يعلم أن لديه صواريخ عابرة القارات، لديهم طائرات، وكل أسلحتهم متطورة من أرقى الأسلحة، لديهم قنابل نووية، هل الأمريكي عندما يرى تلك البنادق معروضة في دكاكين في سوق (الطلح) هل هو يمر من عندها ولا يبالي؟ أو أنه عندما يرى ألغاما، ويرى قنابل يدوية، ويرى مواصير آر بي جي، وأشياء من هذه، فهل هو يمر من عندها ولا يفكر فيها، يقول:( نحن عندنا صواريخ، وعندنا طائرات، ماذا ستفعل هذه ؟!) بل هو يحسب ألف حساب لهذا.

نأخذ عبرة من هذا، حتى تفهم بأن منطقك أنت عندما تقول: [ماذا لدينا؟ ماذا نستطيع أن نعمل؟!] فإنك غبي، إذا كنت أقول هكذا فأنا غبي، الأمريكي يرى أن هذه الأشياء تعمل ألف شيء، أن يكون عند اليمنيين أسلحة من هذه الأسلحة الخفيفة فإنها ستعيق، ستجعل من هؤلاء الناس أُناسا قابلين أن يعيقوا هيمنة أمريكا عليهم، ولو كانت تمتلك صواريخ، وتمتلك قنابل نووية، وتمتلك طائرات، ودبابات، وأشياء من هذه.

فتصرفه شاهد على أن باستطاعة الناس أن يعملوا شيئا، وبهذه الأسلحة البسيطة التي معهم التي يراها أمامه في سوق (الطلح) وهو ليس غبيا مثلنا، يمر ويقول: [ماذا يمكن أن تعمل هذه البندقية ونحن لدينا صواريخ، يرمي بطلقة ونحن لدينا قاذفات صواريخ] هم يحاولون أن يبعدوا هذه الأشياء؛ لأنهم يعرفون أنها ستشكل عائقا أمامهم.

تجد العربي منا يقول: [ماذا لدينا؟! ماذا ستعمل بندقيتي أمام كذا...؟!] أليس منطق الناس هكذا؟ [ماذا سيعمل منطقنا حين ما نقول: الموت لأمريكا، ماذا ستعمل بندقيتي أمام أمريكا، ماذا ماذا..] ينتهي القرار بعد قائمة من ماذا ماذا إلى أنه لا يوجد حل إلا أن نقبل كل شيء ونستسلم وليحصل ما يحصل، ضد ديننا وضد بلادنا، ولا نبالي.

ولهذا مما يؤسف أن يكون اليهود أصبحوا أكثر وعياً، أكثر إدراكاً، أكثر فهماً، وأكثر قدرة على التخطيط منا ولدينا كتاب الله، والأحداث أمامنا ماثلة، نسمع التلفزيون ينقل كل شيء، الصحف، الإذاعات، ولا نحسب حساب المستقبل، أن هؤلاء ربما في الأخير يريدون فعلا أن يهيمنوا علينا، يريدون فعلا أن يذلونا ويقهرونا ويغيروا ثقافتنا الدينية، وينشروا الفساد، سينشرون الخلاعة على أرقى مستوى، ينشرون الخمور، والمخدرات، الفساد بكل أنواعه.

 

وحتى يصبح الإنسان الذي يحاول أن يستنكر يكون هو نفسه قد صار(نُكُر) أن يستنكر، من يستنكر انتشار الفساد، سيصبح هو (نكر) عند الناس، لنهم يتحركون في أوساط الناس، يجعلون القضايا طبيعية والفساد (لا تعترض على أي شيء، إذا كنت تريد أن تصلي فأذهب صل ولاتتد خل في شأن أحد)! لا. القرآن الكريم ليس منطقه هكذا، أن بإمكانك أن تتجه في أعمالك هذه، ولست مسئولا عن أي شيء آخر.

وهم قديرون على الخداع، الله ذكر عنهم في القرآن الكريم أنهم يلبسون الحق بالباطل {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (آل عمران: 71) يتكلم عن اليهود بشكل عام، تجد الرئيس الأمريكي في شهر رمضان قالوا: جمع عائلات من أجل يعمل لهم مائدة إفطار، ودعا مسلمين من داخل أمريكا من جاليات! حتى يقولوا الناس (إنه ليس لديه توجه لمحاربة الإسلام، إنما محاربة (الإرهاب) وأن حربهم للعراق لا تعني حربا للإسلام) هذا خداع، خداع، خداع.

لأنك تجد الواقع يختلف عن منطقه، لماذا اختلف موقفهم من (كوريا الشمالية) عن موقفهم من (العراق) الم يختلف، كوريا أعلنت أن لديها برنامجا نوويا، وأنها قد صنعت فعلاً قنابل نووية، لماذا لم يحاولوا أن يضربوها؟ بل يحاولون أن يحلوا الإشكالية ويعطوها مساعدات، ويحاولون عن طريق الحوار والعمل الدبلوماسي كما يسمونه.

أما العراق فإنما فقط يتهمونه أن لديه أسلحة دمار ,كما يسمونها, فيحاولون كيف يعملون مبررا لضربه. قال العراق (يأتي مفتشون ليفتشوا، وبدون شروط، وبدون أي قيد) قالوا هذا كلام خداع، يقولون: (إن العراق مخادع لابد من ضربه ) ويجهزون الحشود العسكرية والقطع الحربية والبحرية إلى المنطقة، حتى أصبحوا جاهزين لضربة, يحاولون أن لا يصل القرار الذي عمله المفتشون إلى( مجلس الأمن ) ثم بعد ما وصل قرارهم إلى (مجلس الأمن) يحاولوا أن يكون بالشكل الذي يكون فيه ثغرة، وعندما يعود المفتشون عندما يدخلون ، احتمال كبير أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تعمل عائقا أمام المفتشين ، عائقا يجعلهم يعودون حتى يقولوا: (إذن العراق خالف ).

وهم قالوا هكذا: أن أي إعاقة لعمليات التفتيش تعتبر ملغية للقرار، يلغى القرار معناه أن نضرب، جاهزين وبسرعة يريدون أن يضربوا، قد ينزلون وقد يعملون أي عائق هذا إذا بقيت القضية حتى ينزلوا.

طيب ليس العراق وحده، كلام على اليمن، كلام على السعودية، على لبنان، على سوريا، على إيران، على مصر على المنطقة كلها، تهديد للمنطقة كلها، وسيقول لك: ليس هناك حرب، مع أنه هو قال كلمة في البداية، (أنها تعتبر حربا صليبية) ثم تداركها فيما بعد، [هذه بداية حرب صليبية] أول ما بدءوا يتحركون ضد أفغانستان، يخادعون من أجل أن يجندوا الناس وقد عرفوا طبيعة الناس الذين ليس لديهم فكرة عملية يتشبثون بأي مبرر، يتشبثون حتى بأي خداع من جانب عدوهم، يخدَعون.

إذا كان هناك توجه عملي يكون الإنسان عارفا أن هؤلاء مخادعون، وسيرى أن الواقع في أعمالهم يخالف ما يقولونه، في الواقع أنما يقولونه إنما هو خداع، مثلما هم يقولون: أن العراق مخادع، عندما يقول تعود لجان التفتيش وبدون أي شرط وبدون أي قيد. قالوا إنما هو خداع، فقط، أي، أن امتثاله بهذا الشكل إنما هو مناورة وخداع.

القرآن الكريم تكلم كثيراً عن اليهود والنصارى, وشرح في أكثر من سورة, شخّصهم, بيّن كيف نفسياتهم، كيف تصرفاتهم، كيف نظرتهم للمسلمين أنهم أعداء، أنهم يريدون أن يضل الناس، ويضلون الناس ما يودون أي خير للناس، القرآن فيه كلام كثير، وجعل الحكم الذي يجب على المسلمين أمامهم, الذي صرح به في سورة التوبة: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(التوبة: 29) اليس هذا صريحا في سورة التوبة، في حديثه عن أهل الكتاب، {مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ}، أهل الكتاب اليهود والنصارى، {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

هذا موقف القرآن بالنسبة لهؤلاء، بعدما تصبح القضية إلى أنه لم يعد يسمح لك مسلمون، ويعارضونك ألا تتكلم كلاما وليس قتالا وإنما فقط كلام عن اليهود والنصارى، وتمنع الأوراق التي فيها: [الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل] والله أمر بالقتال، وليس فقط الكلام، يقوم يعارض ألا تكون هناك كلمة ضدهم، والموقف الإلهي من أهل الكتاب هو هذا: القتال لهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون؛ لأنهم أعداء وسيتحركون كلما ملكوا إمكانيات.

طيب الحديث عن هذا الموضوع نفسه، لا يتصور أي إنسان بأنه موضوع زيادة على ما نحن مكلفون به من جهة الله، فيقول :( الكلام أو التحرك في هذا المجال إنما هو زيادة، فضلة، وكل واحد يصلِّ ويصوم ولاشأن له)! ليس صحيحاً.

بل الإنسان المسلم ملزم بالقرآن الكريم، المسلمون ملزمون بالقرآن الكريم، بتوجيهاته بأوامره، تجد الأوامر بأن يكون الناس أنصارا لدين الله، أن يكونوا أنصاراً لله، أن يكونوا قوامين بالقسط، أن يكونوا آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، أن يجاهدوا في سبيل الله، أن ينفقوا في سبيل الله، أليست أوامر صريحة داخل القرآن الكريم؟ مثل الأوامر التي فيها: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (النور: 56) {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (آل عمران: 97) {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (البقرة: 185).

هي مثلها، لا يمكن أن تقول: إن هذه زيادة؛ لأنه لا يتحقق لنا اسم الإيمان نفسه، اسم الإيمان إلا عندما يكون هناك توجه وعمل يتحرك في ماذا؟ لتنفيذ ما أمر الله سبحانه وتعالى به، وما وجه الناس إليه في القرآن الكريم.

إذا لم يكن هناك تنفيذ، إذا لم يكن هناك التزام، فمعنى هذا أننا نؤمن ببعض ونكفر ببعض.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(الشعار سلاح وموقف)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 11 رمضان 1423هـ

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر