من المعلوم قطعاً أنه ما تحققت عدالة في الأرض، ولا نالت أمة استقلالها وحريتها إلا بتضحية وصبر، هذا شيء بديهي، هذا شيء ليس غريباً في واقع الحياة ولا في الأرض، هذا معلوم تاريخياً ومعلوم في السنن، معلوم في استقراء أوضاع البشر والمجتمعات الإنسانية، أي أمة من الأمم ما نالت استقلالها ولا نعمت بخيراتها ولا تحقق لها الاستقرار في النهاية إلا بعد تضحيات وبعد صبر، أما بدون تضحيات ولا صبر ولا عطاء ولا تحرك جاد ولا عمل فلن يتحقق للناس شيء، إلا الهوان، إلا الذل، إلا الخسران لكل شيء.
ونحن في الأرض هذه الدنيا واسعة فيها الأشرار فيها المجرمون فيها الطغاة فيها الانتهازيون فيها اللصوص فيها الخونة البائعون لأوطانهم وأعراضهم، والبائعون لأرضهم وشرفهم والبائعون والخائنون لشعوبهم ومبادئهم ومقدساتهم، هذا الشيء وارد يعني.
وبالتالي الصراع قضية واقعية في هذه الحياة، طالما هناك أشرار طامعون انتهازيون لصوص متجبرون ظالمون يتحتم مواجهتهم لضمان أن تدفع عن نفسك الظلم، أن تدفع عن نفسك الهوان، أن تدفع عن نفسك أطماعهم حتى يصلوا في نهاية المطاف إلى يأس.
وهي تضحيات مثمرة، صمود هذا الشعب، ثبات اليمنيين، ثبات هؤلاء الأحرار الشرفاء هو الذي لم يمكِّن أولئك المعتدين المجرمين الطغاة بكل إمكانياتهم الكبيرة والهائلة جداً وعلى عامين منذ بداية العدوان لحد الآن بقي هذا البلد صامداً وثابتاً، وإن كانت هناك أجزاء من هذا البلد أصبحت اليوم محتلة، لكن ستتحرر، إن طوعاً وإن كرهاً، رضي المحتلون وإن غصباً عنهم، في نهاية المطاف أي محتل وغاصب تتمكن الشعوب الحرة العزيزة المستقلة التي يعيش أبناؤها روح الكرامة والقيم والأخلاق الإنسانية والإسلامية من انتزاع حقهم، واستعادة أرضهم، مهما يكن.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله
[في ذكرى 21سبتمبر]