تبدأ عملية النقل الإجباري إلى جهنم؛ لأنه لا رغبة لديهم في الذهاب إلى جهنم، تجلت عدالة الله -سبحانه وتعالى- ثبتت الملفات، تجلى سوء الأعمال، نتائجها الفظيعة جدًّا، آثارها السيئة للغاية، وتبدأ عملية النقل، يساقون سوقاً إلى جهنم، يتم نقلهم، الله أعلم كيف هي الطريقة، كيف هي عملية النقل بالتحديد؟! ولكن هناك طريقة سينقلهم الله بها، وجهة ستتولى عملية النقل، والملائكة الذين سيتحركون لنقلهم (غصباً) عنهم على حسب تعبيرنا المحلي.
{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ}[الرحمن: الآية41]، نقلاً بالقوة، البعض يؤخذون بنواصيهم، الناصية: مقدمة شعر الرأس، والبعض بأقدامهم سحباً، {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً}[الطور: الآية 13]، {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً}[الزمر: من الآية71]، يساقون سوقاً، {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}[فصلت: الآية19]، في عملية من التنظيم والدفع والسوق لهم حتى يصلون إلى مشارف جهنم، تلك اللحظة التي يصلون فيها إلى مشارف جهنم، وجهنم كما قال الله عنها: {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً}[الفرقان: الآية12]، حالة رهيبة من الخوف الشديد، لو بقي موت؛ لماتوا من الخوف الشديد، والحسرات والآلام والتغيظ والندم الشديد جدًّا؛ لأن الإنسان يدرك أنه الذي أوصل نفسه بنفسه، وبتفريطه، وبعصيانه، وأنها قد أتيحت له الفرصة اللازمة ليفوز؛ فلم يستغل تلك الفرصة، وفرَّط هو، ورَّط نفسه هو، يندم ندماً شديداً جدًّا.
عند الوصول إلى مشارف جهنم يحاولون أن ينكروا، يحاولون أن يتهربوا من أعمالهم التي قد ثبتت عليهم حتى في ساحة المحشر، عندها يأتي الشهود: {حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[فصلت: الآية20]، تأتي أيضاً هذه العملية من الإشهاد عليهم حتى من حواسهم، وحتى بجوارهم وأعضائهم، تشهد عليهم حتى جلدهم، {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ}[فصلت:21-22]، وتنتهي كل الأعذار وكل الحجج، لا يبقى للإنسان ما يقوله أبداً، عند الوصول إلى بوابات جهنم وهي كما قال الله عنها: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ}[الحجر: الآية44]، وهي دركات، وكل جزءٍ منهم ستتجه إلى جانبٍ منها، أو دركٍ من دركاتها -والعياذ بالله-.
عند الوصول تتعجب منهم خزنة جهنم وملائكة جهنم، الذين يديرون عملية التعذيب في جهنم، وعندما تفتح أبوابها يقول لهم الخزنة: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى}[الزمر: من الآية71] قد أتت الرسل، قد تليت الآيات، قد بلغ ووصل النذير من هذا اليوم، لكن الغفلة، اللامبالاة، التجاهل، {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك:10-11].
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
(الروابط يوم القيامة - حقائق مهمة)
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السادسة، مايو 20, 2019م.