ثم بالتأكيد وبشكل كبيرٍ جدًّا على المستوى الاقتصادي، هذا الاستهداف الشامل أتى ضمن تحالف عالمي قادته أمريكا وبهجمة كبيرة وُّظِفت فيها كلها الطاقات والإمكانات والقدرات، العسكرية والإعلامية والاقتصادية والسياسية، واتجهت هذه الحملة كحملة نستطيع القول أنها غير مسبوقة، في مستوى ضخامتها امكاناتها قدراتها حجمها ومستواها على أمتنا، في مقابل واقع بئيّس تعيشه أمتنا على مستوى أوضاعها الداخلية، حالة كبيرة من الانقسام أمام هجمة شملت تحالفاً دولياً واسعاً ومتعصباً ومتجهاً اتجاهاً واحداً لأكبر القوى الموجودة في الساحة في هذا العصر، الواقع هذا المليء بالانقسامات، الانقسامات السياسية، الانقسامات الثقافية والفكرية، الانقسامات الجغرافية، الانقسامات التي قطّعت أوصال الأمة وأوهنتها، وأوصلتها إلى أسوء حالٍ من الضعف والعجز والحيرة، وفي مقابل انعدام- أو تكاد تكون حالة انعدام- للرؤية التي تجمع أبناء الأمة للاتجاه الواحد والموقف الواحد، وفي اتجاه الكثير من المشاكل والتعقيدات التي أغرقت الأمة وجعلتها ذاهلة وغائبة عن الاهتمامات الكبيرة التي يمكن أن تساعدها على التحرك المفترض، التحرك المسئول التحرك الذي ينبغي أن يكون في مواجهة أخطارٍ كهذه وتحديات بهذا المستوى.
فكما هو الواضح هجمة كبيرة جدًّا وضخمة وهائلة ولها كل القدرات والإمكانات وضمن تحالف دولي واسع جدًّا، ومن أكبر القوى الموجودة في الساحة العالمية، على أمة ضعيفة مشتتة منقسمة غارقة في مشاكل لا أول لها ولا آخر، وكذلك رهينة لكثير من التعقيدات التي تجعلها تكاد تكون مكبلة في مواجهة هذه الهجمة وهذا التحدي وهذا الخطر، الهجمة هذه بكل ما فيها وبكل ما تستهدفه فينا كأمة وواقعنا الداخلي البئيّس والمؤلم الذي يساعد أيضاً على نجاح هذه الهجمة، جعلنا في مستوى خَطِرٍ جدًّا كأمة مسلمة، وفي مستوى فعلاً يشكل خطورة على وجودنا ككيان إسلامي كبير، وككيان في هذه المنطقة، وجعلنا عرضة للانهيار، عرضة للضياع، وكانت فرص نجاح هذه الهجمة بالنسبة للأمريكي والإسرائيلي ومن معهم تمثل فرصةً حقيقيةً وكبيرةً ومطمعةً ومغرية، مغريةً لهم بما تعنيه الكلمة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
الشهيد القائد عنواناً لقضية عادلة، ومؤسساً ورائداً لمشروع عظيم
من كلمة السيد في ذكرى الشهيد القائد 1438هـ / 19مارس, 2019م