مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لو نتأمل ـ أيها الإخوة فعلًا ـ موقفنا من الله مع عظيم إنعامه علينا لوجدنا كيف نحن جديرين بقوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: من الآية34) بهذه الصيغة: {كَفَّارٌ} يكفر بالنعمة، ما يرعى الجميل، ولا يقدر الإحسان، ولا يشكر النعمة، يعطيه مليون ويقول له: أخرج منها خمسة آلاف ريال في سبيل الله. يقول: الله كريم، ما معي شيء، لا أريد أن أصرف أموالي في أشرطة، وفي كتب، ومدرسين وطلاب! وعبارات من هذه.

لسانك الذي وهبك الله وأنت تستطيع أن تعبر عمّا في نفسك، تتكلم وتنطق، انظر إلى الآخرين الذين لا يستطيعون أن يتحدثوا كيف تلمس بأنك في نعمة عظيمة، أنك تتمكن من أن تنطق، هذه النعمة العظيمة استحِ من الله سبحانه وتعالى أن تستخدمها في القول بالباطل.

من علمك البيان بواسطة النطق أن تعرب عما في نفسك، وأن تتحدث كما تريد مع الآخرين، هذه نعمة عظيمة، أليست نعمة عظيمة؟ بلى، لا شك فيها! إذًا تذكر بأنها نعمة عظيمة عليك من الله سبحانه وتعالى فاستحِ من الله أن تكذب.

المسألة هي تفرض علينا أكثر من مجرد أن نخاف من الله، أن نمتنع لمجرد الخوف، هذا هو عند ـ تقريبًا ـ من لا يعقل، المفروض أنه من البداية من باب الحياء من الله، وشكر نعمته، أستحي منه تقديرًا للنعمة التي وهبني، وشعورًا بعظيم إحسانه علي بهذه النعمة، لا أستخدمها فيما يغضبه، لا أستخدمها في الباطل، فلا تكذب، لا تغتاب، لا تسخر من الآخرين، لا تكن همّازًا لَمّازًا، لا تكن ممن يشهد زورًا، لا تحلف بالله أيمانًا فاجرة، لا تؤيد باطلًا. لاحظوا ما أكثر ما يمكن أن يستخدم الإنسان نعم الله في مجال معصيته؛ لأنه ظلوم كفار.

أنت عندما تحلف يمينًا فاجرة تلك اليمين البالغة الخطورة التي هي من أوقح ما يصدر من الإنسان مع ربه، لأنك تقسم بالله أن القضية الفلانية كذا وكذا، وأنت تعلم أنك كاذب، فبالله العظيم، بربك العظيم، تضفي على الباطل صبغة الحق. من التقول، من الافتراء على الله سبحانه وتعالى؛ لأنك عندما تقول: أقسم بالله، أو تقول: والله إنها كذا، وكذا، ماذا يعني هذا؟ أنت تمشّي المسألة وتحاول أن تقرر بأنها صحيحة بماذا؟ باستخدام عظمة الله في الموضوع، فكأنك تجعل الله شهيدًا، تجعل الله كفيلًا، تجعل الله وكيلًا على أن هذه القضية هي هكذا، وأنت تعلم أنك كاذب، والله يعلم أنك كاذب! فباسمه تأخذ حقوق الآخرين، باسمه تظلم الآخرين.

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

معرفة الله- نعم الله

الدرس الثالث

ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 20/1/2002م

اليمن – صعدة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر