مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

القرآن الكريم يعلِّمنا الله فيه بأنَّ المسؤولية في إقامة العدل، وتحقيق العدل، وتحقيق القسط في هذه الحياة، هي علينا نحن كمسلمين، الذين آمنوا، الناس هذه مسؤوليتهم، لا يمكن أن يتطلعوا إلى قوى الشر لتكون هي من تحقق الخير والعدل في هذه الحياة، ولا يمكن حتى أن ينتظروا من الله -سبحانه وتعالى- أن يقوم هو بما هو مسؤولية عليهم، مسؤولية هي عليهم، جزء من التزاماتهم الدينية والإيمانية والعبادية، يتعبدون الله بها، الله هو غني، ليس بحاجة إلى ذلك، ولا يمكن أن يتدخل بشكل مباشر ليقوم هو بمسؤولياتنا العملية والتزاماتنا الدينية بدلًا عنا، ماذا يعني ذلك؟ هو الربُّ -جلَّ شأنه- هو الملك والخالق، وليس هو المأمور، الذي تصل إليه الأوامر وينفذ، نحن مَنْ علينا ذلك، ولهذا لا يمكن- مثلًا– أن ننتظر ليومٍ من الأيام نستيقظ فيه فجرًا، أو في الصباح الباكر، فإذا بالأرض قد امتلأت عدلًا، وزال عنها كل ظلمٍ وجور، وكل طغيان وإجرام، وصلحت أمور الحياة، كيف؟ تدخل في الليل والناس نيام، وأصلح الله كل شيء! |لا|، المسألة ليست كذلك أبدًا، الله -جلَّ شأنه- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}[النساء: من الآية135]، يقول هو -جلَّ شأنه-: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[الحديد: من الآية25].

 

الناس هم المعنيون بإقامة القسط، مسؤولية عليهم، يدخل ضمنها كثير من الأعمال، من الجهود، من الأنشطة، من الاهتمامات العملية، وتحتاج- قبل ذلك- أن تكون ضمن اهتمامات الناس على المستوى التثقيفي والتعليمي، وعلى المستوى التربوي، وأن تكون جزءًا رئيسيًا من برنامجهم العملي في هذه الحياة، وجزءًا أساسيًا من التزاماتهم الدينية في هذه الحياة، كما هي الصلاة، كما هو الصيام، كما أي التزام ديني آخر.

 

فالمسألة مرتبطة بأدائنا، وكما قلنا: يتضح أصالة هذا الموضوع بالنظر إلى حضوره الواسع في النصوص القرآنية، في آيات الله، في أوامر الله الكثيرة جدًّا بهذا الشأن، في مئات الآيات في القرآن الكريم، وبأكثر حتى من الصلاة، آيات أكثر بكثير، ثم في حركة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- الذي كان جزء كبير من أعماله، واهتماماته، وأنشطته، وبرنامجه، وحركته: جهادًا، وأمرًا بمعروف، ونهيًا عن منكر، وما يتصل بذلك، إقامة للعدل…الخ. حركة واسعة، مساحة واسعة في حركة رسول الله، في حياة رسول الله، في أعمال رسول الله، في جهود رسول الله، في اهتمامات رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كما هي واضحة جدًّا وحاضرة في سيرته، فيما عبَّر عنه القرآن، وفيما رواه التاريخ, فكيف غابت على مدى زمن طويل لدى فئات واسعة من أبناء الأمة، لا أقول غابت لدى الجميع، بل لدى فئات واسعة من أبناء الأمة، وإلى اليوم الحال هو نفسه، لا يزال الكثير من أبناء الأمة: كثير من الشعوب، كثير من البلدان، كثير من المناطق، حتى في القطر الواحد، مثلًا: عندنا في اليمن ليست كل منطقة يحضر فيها في العمل التثقيفي والتعليمي والتربوي الحديث عن هذه المسألة الدينية المهمة، كما هي في القرآن، كما هي في حركة رسول الله، وسيرة رسول الله، وأعمال رسول الله، وأقوال رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- هل هي حاضرة بمستوى أهميتها، بمستوى حضورها في القرآن، بمستوى حضورها في السيرة النبوية؟ |لا|، غائبة إلى حد كبير جدًّا، بل عندما غابت- إلى حد كبير جدًّا– في الساحة الإسلامية؛ وصل الحد إلى أن يكون أي تحرك يخالف هذا المزاج العام مستغربًا لدى الكثير من الناس، وغير مرغوبٍ فيه، في بعض المناطق لا يرغب الناس حتى أن يسمعوا كلامًا بهذا الشأن، حتى أن يسمعوا آيات من القرآن الكريم، حتى أن يسمعوا مثلًا: سورة الصف، أو أن يسمعوا سورة التوبة، أو أن يسمعوا سور من القرآن الكريم تتحدث عن هذه المسائل بشكل واسع، ليس عندهم رغبة أبدًا بهذا الشأن.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

محاضرة السيد الثالثة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام للعام 1440هـ-


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر