الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، هي مناسبةٌ مهمةٌ:
أولًا: للمزيد من التعبئة، ولرفع مستوى الوعي عن أهمية الموقف الحق تجاه أعداء الله، أعداء الأمة، أعداء الإنسانية، وللاستنهاض للشعوب، وللتأكيد على صوابية الخيار وأحقية الموقف.
كما هي أيضًا مناسبةٌ نتوجه فيها بالشكر لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، على نعمة التوفيق، التوفيق للموقف والمشروع، الذي هو مرضاةٌ لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وفيه نجاة لنا- لمن ينطلق في هذا المشروع، للأمة- من العواقب الوخيمة والخطيرة للتنصل عن المسؤولية الدينية، والإنسانية، والأخلاقية، المسؤولية أمام الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في الموقف من أعدائه الظالمين، وهجمتهم، وطغيانهم لاستهداف أمتنا في دينها ودنياها، الموقف الذي بدونه يتحرك الأعداء ولا يواجهون أي عوائق تحول دون تنفيذ مؤامراتهم، وبالتالي يسلَّطون على هذه الأمة؛ عندما تتنصل عن مسؤوليتها تجاه نفسها وتجاه دينها، تجاه حاضرها ومستقبلها.
فالتوفيق في الموقف، الذي هو مرضاةٌ لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ونجاةٌ من سخط الله، من عواقب التفريط الوخيمة في الدنيا وفي الآخرة، نعمة كبيرة تستحق الشكر لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
ثم هي مناسبةٌ أيضًا ذات أهمية كبيرة في التوضيح للحقائق، تجاه ما ووجه به المشروع القرآني من تشويهٍ ومحاربة.
في الحديث عادةً في هذه المناسبة، عادةً ما نبدأ الحديث عن ظروف انطلاقة الصرخة والمشروع القرآني.
في محاضرةٍ للسيد حسين بدر الدين الحوثي "رِضِوَانُ اللَّهِ عَلَيهِ"، في مدرسة الإمام الهادي "عَلَيهِ السَّلَامُ"، (في مرَّان - مديرية حيدان - محافظة صعدة- اليمن)، بتاريخ الرابع من شهر ذي القعدة، (قد يكون الرابع، أو الثالث، بحسب اختلاف التقاويم آنذاك)، ألف وأربعمائة واثنان وعشرون للهجرة النبوية، الموافق للسابع عشر من يناير ألفين واثنين ميلادية، أعلن الصرخةَ في وجه المستكبرين وهتاف البراءة:
الله أكـــــــــــبر
الموت لأمريكـــا
الموت لإسرائيـــل
اللعنة على اليهود
النصــر للإســــلام
ليكون شعارًا للمشروع القرآني، في التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا الإسلامية، مضافًا إليه التثقيف القرآني، والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، التثقيف القرآني الذي يربط الأمة بالقرآن الكريم في موقفها، ويرفع مستوى وعيها تجاه أعدائها، ويحيي فيها الشعور بمسؤوليتها، ويهديها لما يبنيها؛ لتكون في مستوى مواجهة التحديات، ويرسم لها الخطوات العملية الصحيحة، والحكيمة، والبناءة، التي تنقذها من واقعها المطمع لأعدائها، وتخلصها من حالة الخنوع والذل واليأس.
أتى هذا المشروع القرآني في عناوينه هذه والأمة في أمسّ الحاجة إليه، في مرحلة خطيرة وحساسة جدًا، في ذروة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، التي تستهدف أمتنا وشعوبنا وبلداننا، بذريعة مكافحة الإرهاب؛ بعد حادث البرجين، المدبرة والمخططة؛ لتكون ذريعةً للدخول في مرحلةٍ جديدةٍ خطيرةٍ وكبيرة، في السعي للسيطرة على شعوبنا وأمتنا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم-
من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1444هـ