وهكذا تمثّل رحمةً من كُلّ جوانب الرحمة فيما يدفع عن هذا الإنْسَان الكثير من المظالم، من المآسي، من الاضطهاد، من الامتهان، من الاذلال من القهر، فيما يحقّق لها العدالة في حياته والخير في حياته وخير الدنيا والآخرة، فيما ينقذه من تبعات انحرافاته ومظالمه وخروجهِ عن الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة من عذاب الله الأَكْبَر؛ ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، كذلك في الرسالة الإلهية غاية تتوجه رأساً إلى داخل الإنْسَان إلى أعماقه هذا الإنْسَان، يراد له ان يكون متميزاً بين سائر الموجودات والدواب على هذه الأرض، ان يكون إنْسَاناً مكرّماً كما كرمه الله في قلبه وكما كرمه الله في تدبير شئون حياته التكوينية، أَيْضاً في واقعه الحياتي العملي السلوكي الأَخْلَاقي، ان يكون راقياً ان يكون زاكياً ان يكون مهذباً ان يكون مستقيماً ان يكون طاهر القلب زكي النفس مستقيم السلوك، سليم اللسان راشداً في التفكير في التصور في الموقف في العمل، وهكذا أَرَادَ الله لهذا الإنْسَان وهذا ما تسعى له الرسالةُ الإلهية مع هذا الإنْسَان، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ"، فهي ترتقي بالإنْسَان تُعَلِّمُه، تزكيه، ترتقي به نحو الأعلى نحو السمو نحو الزكاة نحو الخير نحو الرشد نحو الفضائل نحو مكارم الأَخْلَاق.
هذا المشروع الإلهي بكل ما يهدفُ اليه ويسعى له يصطدم مع فئة من البشر ترى فيه مشكلة عليها وترى فيه خطراً يهدد ما تعتبره مصالح لها، هذه الفئة هي الفئة التي تسعى إلى التحكُّم بالناس إلى الاستعلاء عليهم، إلى الاستغلال لهم، إلى الاستئثار بخيراتهم، إلى فرض رغباتها وما تراه مناسباً فيما يحقق لها على وجه الخصوص ما تريده وما تسعى له ولو كان على حساب بقية البشر ولو كان بمضرة جميع الناس، لا مشكلة عندها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيدُ القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة رأس السنة الهجرية:1438هـ.