مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

تأتي الصيحة الثانية {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}، {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [يس: الآية53]، الصيحة الثانية الله أعلم كم ستكون المدة الزمنية ما بين قيام الساعة ودمار هذا العالم وخرابه -قيام القيامة وهلاك البشرية (المتبقين من البشر) وموتهم بكلهم- وبين النفخة الثانية والبعث والنشور، وعودة الحياة لكل الكائنات، إلى البشر جميعًا، وعودتهم للحساب والجزاء.

 

تأتي الصيحة الثانية وقد تغير كل هذا العالم، وباتت الأرض بشكلٍ آخر مختلف تمامًا {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ} [إبراهيم: من الآية48]، أرض ثانية، لم تعد ذلك الكوكب الذي عرفناه، عشنا عليه بجباله، بسهوله، بوديانه، بعمرانه، بمدنه، بقراه… ساحة لا فيها لا جبال، ولا أنهار، ولا نباتات، ولا أشجار، ولا مزارع، ولا بيوت، ولا مدن، ولا قرى، ولا أي مظاهر عمرانية، ولا أي شكل من أشكال الحياة، مجرد ساحة مستوية وممتدة، يُبعث فيها البشر بكلهم، منذ آدم إلى آخر مولودٍ من بني آدم، الجميع يحشرون بكلهم، جُمِعوا لذلك اليوم وحشروا فيه، كل الأجيال، ومختلف الأجيال التي عايشت ظروفًا مختلفة، وأزمانًا مختلفة، وواقعاً مختلفًا، كلهم حشروا، كما يقول الله -سبحانه وتعالى- {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} [الكهف: من الآية47] ولا واحد اختفى، ولا واحد يغيب عن ذلك المشهد، الجميع يحضُر، والجميع يُحضّر، والجميع يُحشر، والجميع يخلقه الله -سبحانه وتعالى- ويأتي به إلى ساحة القيامة {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً}، السماوات أيضًا دُمِّرت، غُيِّرت، بُدِّلت، وتنزل أفواج الملائكة من السماوات إلى هذه الساحة ولها أدوار كبيرة في تنظيم البشر وترتيب حالة الحساب والجزاء.

 

يقول الله -سبحانه وتعالى- عن مشهد الحشر والقيامة: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [مريم: الآية93] الجميع الكل بأجمعهم {إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}، الكل آتٍ بصفته الحقيقية، صفته الحقيقية: عبد لله، مملوك لله، تحت سلطان الله وقهره وقوته وقدرته، ما أحد أبدًا يستطيع أن يُعظِّم نفسه ويفلت ويخرج من تحت سلطان الله -سبحانه وتعالى- {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: من الآية16]، ما أحد سيأتي بصفة (الملك الفلاني)، جنوده يشكِّلون حمايةً له، قدراته يقوم بعمل عروض لها في ساحة المحشر. |لا|، {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}، ما هناك أي صفات أخرى، حتى الذين ألَّههم البعض في الدنيا، خلاص انتهى كل شيء، {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم: 94-95]، الإحصاء والحصر الإلهي والعد لكل واحد، فما غاب أحدٌ منهم، ولن يختفي أحدٌ منهم، ولن يضيع أحد منهم، الجميع أتى، وبهذه الصفة: (بصفة العبودية)، وبحالة فردية: كلٌ يرى نفسه لوحده، ليس له أعوان، ليس له أنصار، لا يمتلك قدرات، ولا أحد يمكن أن يفيده بشيء، ولا يمكن لأحد أن يقف إلى جانبه، ولا أحد يمكن أن ينفعه بشيء {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار: الآية19]، {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ}، الجميع (فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا): لدى الله -سبحانه وتعالى- في محضر الله للحساب والجزاء {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [يس: الآية54].

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

السلسلة الرمضانية 1439هـ – المحاضرة السادسة

أبريل 18, 2019م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر