أيضاً الخيار القرآني هو خيارٌ مضمون الربح والفوز والعاقبة، الخيارات الأخرى: خيار الولاء للعدو، والطاعة للأعداء، خيار خاسر، وفاشل، وخائب، وخيار عاقبته سيئة، خيار الجمود والقعود والاستسلام، وفتح المجال للعدو، خيار خسارة، وعاقبته أيضاً عاقبة سيئة في الدنيا والآخرة.
أمَّا الخيار والموقف القرآني فعاقبته مضمونة، وربحه والفوز فيه مضمون؛ لأنه يستند إلى الوعد الإلهي، إلى وعود الله -سبحانه وتعالى- ويستند إلى الحقائق، ويعتمد على السنن الإلهية، ولهذا فهو الموقف الصحيح، الموقف الذي تحتاج إليه الأمة فعلاً، الموقف الذي هو موقفٌ مُجدٍ، يجدي هذه الأمة، تصل الأمة من خلاله إلى هدفها؛ لتكون أمةً قوية، لتكون أمةً لها منعة، وأمةً عزيزةً، وأمةً تواجه التحديات، تواجه الأخطار، بدلاً من أن تبقى أمةً ضعيفةً تحت سيطرة أعدائها، خانعةً لأعدائها، مستسلمةً لأعدائها، فيسحقها أعداؤها. الخيار والموقف القرآني هو خيار امتاز بهذه الميزات المهمة جدًّا: يستند إلى الوعد الإلهي، يعتمد على الله -سبحانه وتعالى- وعلى وعوده الصادقة، يتحرك في الموقف الذي يقف معه الله، وهو القائل -جلَّ شأنه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: الآية7]، هو القائل -جلَّ شأنه-: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: من الآية40]، هو القائل -جلَّ شأنه-: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[الروم: من الآية47]، فهذا الخيار وهذا الاتجاه هو الاتجاه الذي تكون فيه الأمة تحظى بالمعية الإلهية، والنصر من الله، والتأييد من الله؛ لأنه تحرك وفق المنهجية التي رسمها الله -سبحانه وتعالى- لأنه يعتمد على كلمة الله، على توجيهه، وعلى الطريقة التي رسمها، يعتمد الموقف الذي حدده الله -سبحانه وتعالى- وحينها تكون الأمة في الموقف الذي تحظى فيه بتأييد الله -سبحانه وتعالى- بمعونته، بتوفيقه، بنصره، بأن يكون الله -سبحانه وتعالى- معها، وهذه مسألة مهمة الأمة أحوج ما تكون إليها، نحن كمسلمين نؤمن بهذا، ونحن في أمسِّ الحاجة إليه، يعني: هذه المسألة هي من المسلَّمات في انتمائنا الإسلامي، في ثقافتنا الإسلامية، مما نؤمن به كمسلمين، ولكن في الواقع العملي الكثير لا يتحرك فيه، وإلَّا كل مسلم يؤمن بقول الله -سبحانه وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، يؤمن بقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}، يقرُّ بالقرآن، وبأنه حق، وبأنه صدق، وبأنه من الله -سبحانه وتعالى- ولكن كيف يترجم هذا إلى موقف عملي، كيف تتحول هذه الثقة إلى ثقة يعيشها الإنسان في شعوره ووجدانه، وفي موقفه وعمله؟ هنا في الموقف القرآني والخيار القرآني يتحقق هذا، ثم نرى الشواهد على ذلك.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1441هـ