ويقول عليه السلام: ((اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها، ولا عائبة أؤنب بها إلا حسنتها)) حسِّنها حتى لا أؤنب بها، سواء بين يديك، أو بين عبادك، أليس أن يكون الإنسان له ذكر حسن هو مقصود لكل شخص؟ بل لأنبياء الله أنفسهم، نبي الله إبراهيم (صلوات الله عليه) هو دعا: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} (الشعراء:84) اجعل لي ذكرا حسنًا، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هو من أمرنا أن نصلي عليه وعلى آله كما صلى الله على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ ليكون ذلك رفعة لذكره، ورفعة لذكر أهل بيته، وهو من رفع الله ذكره، أوليس الله هو الذي قال في كتابه الكريم: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} (الزخرف: من الآية44) شرف لك ولقومك.
البعض يبحث عن منصب ليظهر عزيزا أمام الناس، أو ليظهر قويا وشريفا وكريما أمام الناس، لكنه هو من عبَّد نفسه للشيطان بذلك المنصب! فعزته وهمية، وشرفه وهمي، وكرامته وهمية، هو من باع دينه، وباع نفسه مقابل عزة وشرف وكرامة ومكانة وهمية.
الإسلام لا يريد من أتباعه أن يكونوا ضعفاء أذلاء، وأولئك الذين يبدون كمؤمنين أذلاء مستضعفين، يعطون صورة سيئة عن المؤمن الحقيقي، هم من يرسخون في أنفسنا أن الإيمان استضعاف! حتى أصبح عند البدو، عند بعضهم معروف: أن الصلاة ذل، يقول هكذا [صلي.. قال: لا. المصلين يكونوا أذلاء، الصلاة ما منها فائدة، فقط ذل، تحصل على ذلة].
من أين جاءت هذه المفاهيم؟ والله يقول في كتابه الكريم: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (النساء: من الآية139) {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (النساء: من الآية139) الله هو الذي قال: أن دينه، أن هداه هو شرف وعزة وكرامة لك ولقومك {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} (الزخرف: من الآية44) يغلط الناس عندما يتجهون إلى التدين فيخضعون أنفسهم، ويذلون أنفسهم، حتى يظهر نماذج تجسد الدين وكأنه ذلة، وكأنه ضعة، وكأنه خضوع.. هو ذلة فيما بين المؤمنين لكن في تعاملهم مع بعضهم بعض بشكل تواضع من بعضهم لبعض، لكنهم أعزة، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين. العزة، الله يريدنا أن نكون أعزاء، يريد أن نكون أقوياء، وأن نكون كرماء، وأن نكون شرفاء، لكنه هو وحده من سيمنحها.. لمن؟ لمن يسيرون على هديه، لمن يلتزمون بالعمل بهديه، لمن يعبِّدون أنفسهم له، فبمقدار ما نعبد أنفسنا لله سنكون أعزاء، وسنكون كرماء، وسنكون أقوياء في الدنيا، وسنحصل على العزة والرفعة في الآخرة، والدرجات العظيمة في الآخرة في الجنة.
أيضا حتى من يتجهون إلى التدين، أو يتجهون إلى طلب العلم بحثا عن العزة ليقال له فلان الأستاذ الفلاني أو العلامة الفلاني، هو أيضا ممن يغلط في البحث عن العزة، إن العزة هي في أن تضع نفسك أمام الله، أن تكسر نفسك أمام الله، أن تعبِّد نفسك أمام الله، أن تكون نيتك كلها نية رشد - كما قال زين العابدين - في أعمالك كلها، وهو الذي سيعزك، هو الذي سيرفعك.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
في ظلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن – صعدة