- إمَّا في صف الباطل؛ لأن الأمة لن تسلم، إذا تركت التحرك الصحيح، الذي هو مسؤوليةٌ عليها، وخيرٌ لها، ومرضاةٌ لربها "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فهي لن تسلم، خسارةٌ عليها:
- إمَّا أن يحشرها الأعداء رغماً عنها، ويدفعون بها دفعاً للقتال في صف الباطل، وما أكثر من يقاتلون اليوم، من يقاتلون في هذا الزمن في صف الباطل، في صف أمريكا وإسرائيل، وخدمة أمريكا وإسرائيل من أبناء الأمة! وما أكثر من قُتِلُوا في ذلك، قُتِلَوا وقَاتَلوا قبل ذلك حيث أرادت منهم أمريكا أن يقاتلوا، حيث أرادت منهم إسرائيل أن يكونوا، فقاتلوا وقُتِلُوا وخسروا، هذا هدر لطاقة الأمة، هذا هو الخسارة الحقيقية للناس.
- أو أن يقتل الناس في حالة الاستسلام، والعجز التام، والانسحاق بجبروت الأعداء، يعني: الأعداء إذا تمكنوا، هم لا يتركون الأمة لحالها، هم يدخلون في برامج لاستهداف الأمة بأساليب متنوعة، بأساليب متعددة، بوسائل كثيرة، ويسحقون الشعوب، فتكون الخسائر رهيبة، وكبيرة، ولكن ليست في إطار موقف، ليست في إطار عمل، ليست في إطار الأخذ بأسباب النصر الإلهي، كما قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: من الآية7]، بل هي في حالة التخاذل، والاستسلام، والتنصل عن المسؤولية، فتكون الخسائر كبيرة، فلا كان الناس نهضوا بمسؤولياتهم، وقدَّموا التضحيات في إطار ذلك، ليحققوا نتائج مهمة عند الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في الدنيا والآخرة، وكانت الخسارة كبيرة جداً في إطار الذل والاستسلام.
- وإمَّا في قضايا عبثية، لا تستحق هدر التضحيات من أجلها، نجد الكثير من الناس- مثلاً- قد يتحمَّسون على القتل والقتال، والمعارك الضارية، من أجل قضايا لا تستحق حتى أن تسيء فيها بكلمة إلى أخيك المسلم، نزاع بسيط على أرض، مشكلة، أو خلاف، أو تشاجر، أو نزاع في قضايا بسيطة معينة، يمكن حلها بكل بساطة، إذا توفرت الإرادة الصادقة، والوعي، وصفاء النفس، يمكن حلها بصلح، يمكن حلها في نهاية الأمر بحكم قضائي، كثير من الناس تجدهم يتحمَّسون بشدة، ويدعون إلى النكف القبلي، أو النفير العام، ويندفعون بكل حماس، من أجل قضايا من هذا النوع، هذا هدر لطاقة الأمة، خسارة حقيقية لقضايا لا تستحق ذلك، ولا يستوجب الأمر فيها ذلك، قضايا التوجيه من الله فيها أن تعالج، أن تحل بطريقة أخوية، بالتصالح إن أمكن، وإلَّا فبالأحكام القضائية.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
في الذكرى السنوية للشهيد 1444هـ