وفي سياق الدّروس والعبر الّتي عرضها وقدّمها القرآن الكريم من غزوة أحد يبيّن السّيد كيف كانت نفسيّة القائد وهو الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله), وكيف كان تعامله مع الغنائم بالشكل الذي يطمئن المسلمين, ولا يؤثّر على معنويّات المقاتلين, ويربّيهم التّربيّة الجهاديّة, والإيمانيّة للحاضر والمستقبل, يقول السيد: (فيما يتعلق بالمواجهة التي حصلت في يوم [أحد] وما قبلها وما بعدها، والعادة أنها قد تحصل غنائم يغنمون عندما ينتصرون على العدو، هنا يوجد طمأنة للمسلمين أن يفهموا بأن الشخص الذي يقودهم ليس إنساناً ممن يحاول ﴿أن يَغلّ﴾ الغل معناه: الأخذ من الغنائم لنفسه بطريقة خفية، لهذا يقال بأنه كان هناك حالة معروفة يسمونها: [الصَفِيّ] من الغنائم بطريقة معروفة علناً، خصلة واحدة يأخذها على الرغم من أن أمر الغنائم إليه؛ لأن قضية الغنائم قضية المال قضية حساسة قضية مما يحصل فيها منفذ للشيطان ولأولياء الشيطان للتشكيك في موضوع المال، فهنا يطمئنهم بالنسبة له (صلوات الله عليه وعلى آله) وبالنسبة للأنبياء بشكل عام من قبله، أن أي نبي من الأنبياء لا يمكن ما ينبغي على الإطلاق، ولا يحصل من جانبه ﴿أن يَغلّ﴾).
كذلك أيضاً في تربية القرآن الكريم للمؤمنين أنفسهم كيف يكونون, وكيف يتعاملون, يقول السيد: (فيها فيما يتعلق بالمؤمنين أنفسهم بعد أن قال: ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾[آل عمران: من الآية161] أن يعرفوا بأنه إذا كانت القضية خطيرة فيما لو وقعت من نبي من أنبياء الله فهي قضية خطيرة أن تحصل من أي إنسان أن يغل من الغنائم، يحاول أن يأخذ شيئاً خلسة يخبيه لنفسه من الغنائم فعندما تكون القضية على هذا النحو فعلاً ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾[آل عمران: من الآية161] لكن قيمتها من الناحية النفسية فيما يتعلق بالناس، الثقة، تعظم لديهم الثقة في هذا الشخص بحيث أنهم لا يكونون يرون أنفسهم في الأخير وكأنهم يقاتلون ويجمعون غنائم وهو يأخذ الجيد الجيد لنفسه ويخبيه يخفيه ويعود به إلى بيته، أليس هذا يؤدي إلى حالة من الوهن في النفوس؟ هم مطمئنون فهي قيادة ليست ممن يعطي للمال أي قيمة بحيث تصبح خائفاً بأنه قد يأخذ هذا أو هذا أو هذا لنفسه هذا على قراءة: ﴿يَغُلّ﴾) الدرس السادس عشر من دروس رمضان.
مقارنة عامّة
هنا ومن خلال هذه الدّروس والعبر الّتي قدمها القرآن الكريم من أحداث غزوة أحد، يوضّح السّيد المقارنة العامة بين المؤمنين، وبين الكافرين، والمنافقين، المقارنة بين أولياء الله, وبين أعداءه بشكل عام, وكيف تكون العاقبة؟ ولصالح من تكون؟ حتّى لا تهتزّ ثقة المؤمنين والمجاهدين بالله سبحانه وتعالى, وحتّى لا تتقلّب لديهم الموازين, ولأجل أن يكونوا على ثقة ويقين بأنّ الكفّة دائماً تسير لصالح أولياء الله مهما حصل من أحداث, ومتغيّرات, وحول هذه الآية ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ﴾[آل عمران: من الآية162] يقول السيد: (حالة مقارنة عامة أن يقيِّم المؤمنون أنفسهم في مقابلة الطرف الآخر الذي سخط الله عليه وهم أعداؤه من الكافرين والمنافقين واليهود والنصارى ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّه﴾ يعتبر سواء، مستوياً مع من هو في الواقع قد باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ليطمئن الإنسان ويطمئن المؤمنون بأنهم في طريق يحظون فيها برضوان الله، وأنه لن تكون الحالة مستوية كحالة يعني فيما بينهم وبين منهم ماذا؟ من باءوا بسخط من الله، يعني: في إطار تدبير الله سبحانه وتعالى، وهذا ما لمس أخيراً كيف انتهت المسألة فيما بعد، على الرغم من أنه حصل هزيمة في أحد لكن كيف انتهت القضية في الأخير؟ ألم يكونوا من اتبعوا رضوان الله هم الأعلون في الأخير؟ وتلاشى كل أولئك الذين باءوا بسخط من الله والذين كان لهم انتصارات في بعض المواقع منها أحد، لكن في الأخير لم يكونوا سواء أبداً، أولئك ضاعوا وتلاشوا وقهروا وغلبوا ومن اتبعوا رضوان الله كانوا هم الأعلون وتحقق لهم النصر الأخير، النصر النهائي في الصراع ألم يحصل هذا؟ على مستوى الجزيرة أولاً، دخلوا بعد فترة قصيرة مكة فاتحين وانتهى الموضوع تماماً بالنسبة للجزيرة، انتهى بقي حنين بعد الهزيمة التي حصلت في [حنين] حصل انتصارات المهم في الأخير انتهى أولئك الذين باءوا بسخط من الله وتلاشوا.
هذه مهمة، أن يعرف الإنسان بأنه في تدبير الله سبحانه وتعالى أن يعرف المؤمن أنه في تدبير الله لأن الله هو الذي إليه يرجع الأمر كله، وهو مدبر شؤون السموات والأرض من المهم أن يكونوا واثقين بأنه لن تكون الحالة مستوية لن تنتهي المسألة إلى أن يكون من باءوا بسخط من الله هم الأعلون على الإطلاق، بل تنتهي إلى هذه تعطي الناس طمأنة باعتبار لو حصل تقلبات أثناء حركتهم يكونون واثقين بأنهم في الأخير هم سينتصرون؛ لأن الآية هنا لا تذكر قضية حكم يقول لك: هل هم سواء الذين رضي الله عنهم والذين باءوا بسخطه؟ تقول: لا، يقوم عليها تدبير إلهي يقوم عليها طمأنة نفسية، وهم بحاجة إلى هذه بعد الهزيمة التي حصلت في أحد أن يفهموا بأن القضية لن تكون سواء، وستكون النهاية غير مستوية لن تكون في صالح من باءوا بسخط من الله على الإطلاق وكل الفئات ممن اتبع رضوان الله وممن باءوا بسخط من الله درجات نفس المؤمنين درجات متفاوتة الإنسان في نفسه يعيش في نفسه أحياناً حالات متفاوتة في نفسه هو ما بالك المجتمع بشكل عام المؤمنون متفاوتون فيما بينهم ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾[آل عمران:163] ) سورة آل عمران الدرس السادس عشر من دروس رمضان.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.