وفعلاً العمل في البحر الأحمر، في باب المندب، في خليج عدن، في البحر العربي، لا يستهدف أي سفن أخرى، ولا يضر بالملاحة الدولية، ولا بالحركة التجارية لمختلف البلدان، وفقط وبشكلٍ حصري يستهدف العدو الإسرائيلي، ويساند الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، هو يساند أولئك الأطفال والنساء الذين هم بمئات الآلاف يعانون من الجوع في قطاع غزة، هو يساند كل ذلك الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي يعاني أيضاً في الضفة، لكن مأساته في غزة مأساة كبيرة جداً، لا يسكت عنها ولا يتجاهلها إنسانٌ بقي له ضمير، ولو ذرة من الضمير الحي.
هذا الموقف الفاعل المؤثر صاح منه العدو الصهيوني الإسرائيلي، وطلب من الآخرين، من شركائه في الجرم في استهداف الشعب الفلسطيني، من مسانديه في جرائم الإبادة الجماعية لسكان غزة، طلب منهم أن يتحركوا في البحر الأحمر؛ لمنع هذا التحرك المؤثر عليه.
الأمريكي أعلن عن تَحَرُّكٍ جديد، الأمريكي كان يتحرك منذ البداية، وسعى منذ البداية إلى حماية السفن الإسرائيلية العابرة والمارة، والسفن المرتبطة بإسرائيل، وكانت بوارجه شيءٌ منها يتقدم، وشيءٌ يتأخر، وشيءٌ يحاذي، محاول من البداية أن يُقَدِّم كل أشكال الحماية للسفن الإسرائيلية، ولكن الذي يسعى له الآن هو توريط الآخرين معه في حماية السفن الإسرائيلية، وحماية السفن المرتبطة بإسرائيل، فالتحرك الأمريكي هو في حقيقته بهذا الشكل، ليس تحركاً لحماية الملاحة الدولية ولا للحركة التجارية، لحماية سفن الدول والبلدان التي تَعبُر من باب المندب والبحر الأحمر، ليس بهدف الحماية لها، أكبر خطرٍ يهدد الملاحة الدولية، والحركة للسفن التجارية، في البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، والبحر العربي: هو التحرك الأمريكي، التحرك الأمريكي الذي يسعى لعسكرة البحر الأحمر، وعسكرة باب المندب، وعسكرة خليج عدن، يسعى لتحويل البحر إلى ساحة حرب، إلى ميدان قلق ومضطرب، فالذي يهدد الملاحة البحرية لكل الدول والبلدان هو الأمريكي، هو الأمريكي بنفسه؛ من أجل العدو الإسرائيلي، هو يفعل ذلك خدمةً لإسرائيل، استجابةً لطلب مُعلن وصريح من الإسرائيلي، هو طالبهم وأعلن ذلك، والذي يتحرك مع الأمريكي، ويورط نفسه مع الأمريكي، في حماية السفن الإسرائيلية والسفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، هو يفعل ذلك وهو يعرف ويعلم علم اليقين أنه يُقَدِّم خدمة لإسرائيل حصراً، وليس للملاحة الدولية، بل يضر بها، ويؤثر عليها.
ولذلك ينبغي لكل بلدان العالم أن تنتقد على الأمريكي، وعلى الذين يتطفلون معه من الدول البعيدة والأجنبية، التي تأتي لتتحرك في البحر الأحمر، وتهدد الملاحة في البحر الأحمر، وأيضاً تعسكر البحر الأحمر، تحول الجو فيه إلى جو عسكري ومضطرب، وفي المقدمة أيضاً كل البلدان التي على الضفتين، على ضفتي البحر الأحمر، المفترض أن يكون لها موقف صريح، للانتقاد للأمريكي، وضد الموقف الأمريكي؛ لأنه ينتهك حقوق هذه البلدان ابتداءً، ويهدد أمنها واستقرارها، كل البلدان التي على شواطئ البحر الأحمر هي متضررة، وحقوقها منتهكة، وعليها مسؤولية: أن تتحرك ضد الموقف الأمريكي؛ لأنه موقف عدواني متطفل، يضر بالملاحة الدولية، ثم كل البلدان في الشرق والغرب؛ لأنها متضررة من عسكرة البحر الأحمر، من تحويل الأمريكي له إلى ساحة حربٍ قلقة، خدمةً للعدو الإسرائيلي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر المستجدات في فلسطين
الأربعاء 7 جماد الآخر 1445هـ 20 ديسمبر 2023م