[وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ] يوم التقى الجمعان جيش المؤمنين وجيش الأعداء [فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الذين نافقوا] لاحظ ينتج عن هذا الاختبار الإلهي فيما أصاب المؤمنين فيما قدموه من تضحيات وشهداء وجرحى فيما أحدثه ذلك من اهتزاز وإرباك في الساحة وتأثير في الواقع يكون به التوضيح والكشف والتجلي لحقيقة المنتمين إلى الصف الإسلامي إلى الإيمان، الانتماء الإيماني وليعلم المؤمنين الله هو يعلمهم ابتداء ولكن مطلوب أن يتجلى ذلك في واقعهم العملي ولا أن يبقى حالة مخبية في نفوس الناس ويتجلى في الواقع العملي المؤمنين وليعلم المؤمنين والمؤمنون بماذا اتضحوا بثباتهم بصبرهم بروحيتهم المعطاءة وهم إنما ازدادوا إقبالا إلى الله واحتسابا بما قد قدموه من تضحيات عند الله سبحانه وتعالى.
أو لسنا نرى هذه الحالة في بعض أسر الشهداء؟ حينما يظهرون عليه من روحية العطاء والتضحية والاحتساب عند الله سبحانه وتعالى لتضحياتهم وليعلم الذين نافقوا، الذين نافقوا ينكشفون يفتضحون ولا يكشفهم شيء مثلما هو الجهاد في سبيل الله والولاءات أكبر عامل يجلي الناس هو هذا الجانب الجهاد والولاء، الجهاد والولاء، ولهذا يقول الله في آية أخرى في سورة التوبة" أم حسبتم أن تتركوا" يخاطب من؟ هل هو يخاطب قوما في المريخ أو في كوكب الزهرة أو في عالم بعيد عن عالمنا هذا.
هو يتخاطب معنا كمجتمع مسلم في كل زمن وفي كل جيل " أم حسبتم أن تتركوا" بمعنى أن الله يقول لنا أنه لن يتركنا من اختبار معين محدد ما هو هذا الاختبار يا الله الذي تقول أن لن تتركنا من دون أن تختبرنا به (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ)، يتبين من خلال الواقع يختبركم الله بأحداث بمواقف بظروف في الواقع العملي، تحديات تتحملون فيها مسئولية أن تجاهدوا ويتحتم عليكم في مقابلها أن تجاهدوا (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ) وماذا أيضا (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) ماهي الوليجة؟ الدخيلة في الولاء لم يدخلوا في ولائهم طرفا آخر، من هو الطرف الآخر هو العدو إما منافق وإما كافر يتجهون بالولاء إليه إما ظالم إما فاسق إما مجرم وإما طاغية يتجهون بالولاء إليه ينحرفون ويصوبون ولائهم نحوهم.
الله سبحانه وتعالى قرر وأكد على هذا في آياته البينات الواضحات الجليات، أنه لا يمكن أن يتركنا من هذا الاختبار في كل جيل، يختبرنا من منا سيجاهد ومن منا ومن منا سيقعد، من منا سيكون وفيا في تحمله للمسئولية ونهوضه بالمسؤولية وفي ولائه فلا ينحرف في ولائه عن الله ورسوله ولا المؤمنين ولا يوجه نحو أعداء الله وأعداء الأمة من المنافقين والكافرين والمجرمين والطغاة، لا، يستقيم في هذا الاتجاه ولم يتخذ وامن دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة،
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
المحاضرة السادسة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى الهجرة النبوية 1440هـ.