مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ويؤكّد السّيد على أنّ القرآن الكريم هو مفتاح كلّ العلوم، موضحاً أنّ القرآن الكريم قد أعطى وقدّم المؤشرات، والموجهات، والمسؤوليات العامّة والعلميّة التي تحقق النهضة الشاملة، والنمو، والتقدّم، والإزدهار لهذه الأمّة, ويبيّن السّيد أنّ الله سبحانه وتعالى قد ذلل وهيَّأَ هذه المسخّرات الموجودة في السموات والأرض بما يتكيّف ويتلاءم مع حاجات الإنسان ووضعيته فيقول: (عندما يقول البعض عن القرآن الكريم: [القرآن كتاب باهر وسلام الله عليه يجلس مكانه لكن نحن نريد علوماً أخرى]! هذا هو مفتاح العلوم بكلها؛ لأنه في نفس الوقت الذي يعطي التوجهات، والمسؤوليات التي هي كفيلة بأن تتوسع نظرتك لكل ما حولك، وتعمل على تطوير قدرات هذه الأمة أعطى مؤشرات أيضاً فيما يتعلق بكل ما هو محيط بالناس مما في السماوات وما في الأرض، أنه مسخر لك: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض﴾[الجاثية: من الآية13] ومعنى التسخير العبارة هي توحي بأن الأشياء هذه قابلة لأن نستخدمها، وعندما تنظر إليها على سعتها الكبيرة جداً عندما يقول: ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض﴾[إبراهيم:2] أليست قائمة طويلة عريضة جداً من الأصناف، والأنواع المتعددة من المخلوقات بدءاً من الكواكب، والشمس، والقمر، والهواء، ومختلف المعادن، والنباتات، وكل العناصر الموجودة في هذا العالم، كل مفردات ما في السماوات، وما في الأرض، أنها مسخرة.

تعني هذه: أن حياة الإنسان مرتبطة بهذه الأشياء، وأن هذه الأشياء قابلة؛ لأنه ذكر مثلاً فيما يتعلق بحيوانات معينة: أنه ذللها، وسخرها، كيف تجدها قابلة لك أن تستخدمها للأغراض المتعددة كالإبل، والبقر، والخيل، والبغال، والحمير، ومختلف الحيوانات المذللة، وتجدها قابلة لمختلف الأغراض، وبيَّن في آيات أخرى كيف تكون الأشياء المسخرة قابلة للإستخدام المتعدد ذكر: تركبون، وتأكلون، وتستخدمون من جلودها بيوتاً، ومن أصوافها، ومن أوبارها، وأشعارها أثاثاً لكم ومتاعاً إلى حين، فعندما يقول: إنه سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض بعدما أعطى توجها من هذا النوع الذي يجعل الإنسان يتوجه فيرى نفسه في سبيل بناء الأمة بحاجة إلى كل ما لديه من أشياء، أن هذه تعطي أملاً كبيراً جداً: أن بالإمكان تطويع الأشياء الكثيرة للأغراض المتعددة. هذه اكتشفت أخيراً، الشمس ألم يستطيعوا أن يحولوها إلى طاقة كهربائية؟ واحدة من الإستخدامات التي برزت: أن يحولوا أشعة الشمس عبر وسائل معينة إلى طاقة كهربائية، بل تتحول هذه إلى وقود هام للمراكب الفضائية، ولكثير من الأقمار الصناعية هذه التي تحتاج إلى الوقود صفائح معينة تحول أشعة الشمس إلى كهرباء، إلى وقود تشتغل عليه هذه المركبات والأقمار.

إذاً أليس هذا من التسخير؟ الشمس التي بيننا وبينها - كما يقولون - ملايين الأميال أو عشرات الملايين من الأميال تجدها قابلة لأن تسخرها لأشياء متعددة الأغراض، وأن يكون لها دور في استخدام أشعتها في مجالات ليس بإمكانك أن تستخدم أشياء أخرى بديلة عنها، من الذي يستطيع أن يوفر مثلاً طاقة معينة للمركبات الفضائية التي تأخذ فترة طويلة؟ أين يمكن تعبئتها بترول أو أشياء أخرى؟ لكن الشمس طاقة مستمرة يومياً أمكن أن تحول بهذا الشكل فأغنت عن طاقات أخرى لا يمكن لو أن المسألة مرتبطة بطاقات هي في الأرض هنا بترول أو الطاقات التي يسمونها طاقة نووية وقود نووي أو نحوه لكانت المسألة صعبة، أي لكان هذا يشكل عائقاً دون إمكانية مركبات فضائية وأقمار صناعية ونحوها، متى يمكن أن تذهب تجدد لها الوقود هذا؟ لهذا كانت الطاقة الشمسية واحدة من استخداماتها استخدمت في مجالات هامة جداً في إعطاء معلومات وفي إمكانية التواصل فيما بين الناس عبر وسائل الإتصالات والبث الإذاعي والتلفزيوني وغيره، إذاً هو كتاب علمي على أرقى مستوى لكن لمن يفهم) سورة البقرة الدرس السابع من دروس رمضان.

ويؤكد السيد على شمولية القرآن الكريم في هداه ,وبيناته, وتوجيهاته فيقول: (ومن هذا نعرف أيضاً شمولية القرآن الكريم عندما يقول الله فيه: ﴿تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ﴾[النحل: من الآية89] وأنه تبيان لكل شيء(أي القرآن) ليس معناه أنه يذكر لك تفاصيل المسألة الفلانية أعني علما من العلوم مثلاً: قوانين في الفيزياء، أو الهندسة, أو أي شيء من هذه الأشياء يأتي بها هي ويذكرها، ويعمل لك قائمة للمعادن وخواصها, وأشياء من هذه، لا، هو يعطي الناس توجهاً معيناً هو كفيل بالوصول إلى هذه الأشياء) سورة البقرة الدرس السابع من دروس رمضان.

ويوضّح السّيد المسألة هذه أكثر فيؤكّد على أنّ القرآن الكريم قد هدى فعلاً إلى هذه العلوم، وإلى الإكتشافات, والإختراعات العلميّة, والتّقدميّة بطريقة توجيهيّة مرتبطة بجانب المسؤولية, والعمل, والحركة في هذه الحياة, وبالتالي تقودك إلى هذه العلوم, والمعارف, والخصائص المهمّة, والضروريّة في عملية بناء الأمّة فيقول: (إذا أنت تقول: ما هناك قائمة؟ تقول هل هدى إلى موضوع الإختراعات هذه؟ أقول لك: نعم، هدى إليه بطريقة إن لم تكن قائمة، يذكر لك كذا، إعمل، واتجه إلى كذا، الحياة طبعت فيها الأشياء، في الحياة أشياء كثيرة من الكنوز، من المعادن، ولها خواصها، ولهذا كذا، حاجيات الإنسان واسعة من جانب المسؤولية التي ربطك القرآن بها، تفرض عليك أن تتحرك في كلّ هذه المجالات، أن تصنِّع، أن تزرع، أن تعمل على أن يكون لديك خبراء، أن يكون لديك مهندسين، أن تهتم ببناء أمة متكاملة) مديح القرآن الدرس الأول.

ويضيف السّيد أنّ القرآن الكريم يهدي إلى الإهتمام بالجانب العلمي، والمعرفي، والحضاري للأمّة من خلال الخبراء، والعلماء، والمتخصصين، ومراكز الأبحاث والدراسات العلمية والتطبيقية المتقدّمة التي يتحقق من خلالها السبق والتقدّم العلمي، وتحقيق الاكتفاء الذّاتي والضّروري فيقول: (أليس القرآن هدى إلى هذه؟ يكون عندك خبراء يشتغلون في كلّ المجالات، ويبدعون، ومعاهد، معاهد بحث، دراسات، تمويل للبحث من أجل ماذا؟ أنك تريد أن لا يسبقك الآخرون إلى شيئ, تكون أنت من تملك الخبرة؟ من تملك الصناعة، من تملك الإكتفاء في زراعة, في غيرها, وتجد في كل واحدة من هذه تلقى الله فيها، عندما يتحركون في أي مجال من المجالات يتلمس التأييد الإلهي، يتلمس البركة الإلهية، يتلمس البُشرى التي قال هنا: ﴿وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾[البقرة:97] يتلمس أيضا مظاهر معرفة الله، مظاهر قدرته، مظاهر رحمته، مظاهر رعايته، مظاهر تدبيره، مظاهر... الخ) مديح القرآن الدرس الأول.

ويوضّح السّيد (رضوان الله عليه) أنّ الدّين يملأ كلّ جوانب الحياة هذه بعلومه, ومعارفه, وإرشاداته, وتوجيهاته, وهداه, وبيّناته, ويوضّح السيد أنّ التبين المعرفي في القرآن الكريم, والهداية العلميّة تكون بشكل قواعد تهدي إلى أبواب من العلوم والمعارف, التي يتحقق بها ومن خلالها البناء الشامل والنوعي للأمّة يقول السيد: (فالدين هو يملأ الحياة, يملأ الحياة بكلها, والتبين لا يعني أن يعمل لك قائمة تفصيلية بأسماء الأشياء بالتحديد, هو يبين لك كيف تكون, يهديك إلى كيف تكون هذه الأمة, ماذا ينبغي أن تعمل؟ ومعلوم بأنه حتى في الصناعات ألا يكون فيها ما تسمّى قواعد؟ فهو يهدي إلى أبواب من المعرفة، تهدي إلى معارف من هذا النوع, تهدي إلى بناء الأمة في كلّ المجالات, هذا هو التبيين) مديح القرآن الدرس الأول.

وفي مقام الحملة العدوانية الشرسة التي يواجه بها الإسلام من قِبَل الأعداء يَخلُص السيد إلى أنّ حالة العداء تعتبر حالة إيجابية في خلق دافع قويّ لبناء الأمّة، وفي تغذية مسيرة بناءها من خلال تحركات أعدائها, وهذا مما يدلّل على عظمة الإسلام الذي يُحوّل السلبية إلى إيجابية, مؤكداً على أنّ القرآن الكريم يدفع بالناس للاهتمام ببناء أنفسهم, والاهتمام بالجانب العلمي باعتباره قضية من القضايا الهامة في بناء الأمّة, والوصول بها إلى الأخذ بزمام العلوم التطبيقية المعاصرة في مختلف المجالات.

ويؤكد السيد بأنّ سبب انحطاط الأمّة هو جهلها بمنهجيّة القرآن الكريم, ونعم الله على عباده, من خلال ما سخره لهم في السموات والأرض فيقول: (نرى أنفسنا في مثل هذا العصر منحطين في أسفل درك في عالم الصناعة، في عالم الإختراع، في عالم الإبداع, فنصبح نحن المسلمون جاهلين حتى باستخدام الآليات التي ينتجها الآخرون فنرى أنفسنا في الأخير كيف خضعنا لهم بل كيف انبهرنا بهم، بل كيف تنكرنا لديننا وحمَّلناه مسئولية تخلفنا.

والواقع نحن الذين ظلمنا ديننا من البداية, نحن لم ننطلق على هداه فظلمناه في البداية، وظلمنا أنفسنا حتى عندما وحينما رأينا الآثار السيئة للمسيرة المغلوطة التي سرنا عليها نأتي من جديد لنحمِّل ديننا المسئولية، نأتي من جديد لنقبل ما يقول الآخرون في ديننا: [دين متخلف] [أفيون الشعوب] لازم أن تلحقوا بركاب الحضارة الغربية، ونلحق بركاب الآخرين، فنتثقف بثقافتهم، القرآن لم يعطنا شيئاً، الدين لم يعطنا شيئاً، فلننطلق وراء الآخرين.

فأصبحنا فعلاً، هيَّأْنا أنفسنا، وهيَّأْنا أولئك الذين صرفوا الآيات هذه إلى المجال الذي ليس من مسئوليتهم، إلى المجال الذي قد تكفل الله به ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾ [الليل:12] قد تكفل به ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾[الأنعام: من الآية57] تكفل هو بأن يعرفنا بنفسه أن يعرفنا بكماله من خلال كتبه وأنبيائه، تكفل هو بأن يشرِّع لنا من خلال كتبه وأنبيائه وورثة كتبه.. إذاً هذا الميدان مضمون، انطلق أنت في ميادين الحياة على وفق ما يرشدك إليه هذا الدين.

عندما تنكرنا لديننا أصبحنا فعلاً بيئة صالحة لتقبل الدعايات ضد الدين، بل أصبح الواحد منا يرى نفسه متحضراً بمقدار ما يتحلل من قيم دينه، بمقدار ما يتنكر لدينه وإلهه، فالقرآن لا شيء؛ ولهذا أصبح في المجتمع الإسلامي علمانيون كثير، علمانيون يتنكرون للدين، ويسخرون حتى من المرأة عندما تلبس الحجاب الإسلامي ويرون فيه مظهراً للتخلف. نقول لهم: لا تحمِّلوا الدين المسئولية، حملوا أولئك الذين نقلوا لكم الدين بشكل مغلوط، ارجعوا إلى القرآن أنتم.

والآخرون الذين أنتم منبهرون بهم هم من شهدوا لهذا القرآن، هم من تجلى على أيديهم من خلال ما أبدعوا إعجاز هذا القرآن. ارجعوا أنتم إلى أولئك الذين قدموا لكم الدين بشكل مغلوط، وشغَّلوا تفكيرهم في المجال الذي قد ضمن لهم، وصرفوه عن المجال الذي أريد أن يتحركوا فيه، أريد لهم من خلال دينهم هو أن يتحركوا فيه، ارجعوا إليهم فتنكروا لما قدموه لكم، وعودوا إلى القرآن من جديد لتعرفوا كيف أن القرآن كان باستطاعتنا لو مشينا على هديه، وعلى إرشاده أن نكون نحن الأمة السباقة حتى في مجال التصنيع، والاختراع، والإبداع في مختلف الفنون) معرفة الله نعم الله الدرس الأول.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر