الأسلوب الذي ظهر من سيرة الأنبياء (صلوات الله عليهم) والأنبياء طريقتهم من أرقى الطرق في مجال الدعوة، الأنبياء طريقتهم من أجمل وأدق الطرق طرق الدعوة وأساليبها؛ لأنهم أشخاص اصطفاهم الله وأكملهم لهذه المهمة، تجدهم لا يقدم نفسه شخصياً، هو شخصياً، يدعوهم إلى الله، إلى الله، إلى الله، وعندما يحاولوا هم أن يفهموا القضية شخصية يذكر أن ما القضية شخصية.
من الأشياء التي تعتبر عجيبة في الموضوع عندما هدد الأنبياء أممهم يهددونهم بأنه {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} (إبراهيم13) الله يحكي في آية من الردود على هذه أنهم قالوا: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ} (الأعراف89) إلا أن يشاء الله، العبارة هذه: إلا أن يشاء الله، هو عارف أن ملته شرك، ما ملته شرك؟.
طيب هذه ليست التي يسمونها: مرونة، أو روح تسامح، ليست قضية تسامح، أليس منطق الأنبياء يكون شديداً على الشرك؟ يهاجمون الشرك، يهاجمون المعتقدات الباطلة، لكنه في مهاجمته، في أسلوبه لا يحاول يقدم نفسه وكأنه يشد إليه شخصياً، شخصياً، يكون للآخر موقف منه، بل يقول: بالنسبة لما أنت عليه أنت، إذا أنت تراني أهاجمه بشدة، مالي موقف شخصي منه، لو يشاء الله أن أعود إليه سأعود، لو يشاء الله أن أكون مثلك أعبد الصنم سأعبده! ما هو هنا يترفع عن كون القضية شخصية؟
فهنا يوحون، ويطبعون ذهنية المجتمع أنهم عبارة عن طريق إلى الله، ويدعونهم إلى الله، وحركة إلى الله، كلها بهذا الشكل؛ ولهذا نجح رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله). عندما يأتي شخص يسلك الطريقة الأخرى: مناظرة، مناظرة شخصية، وعاد عندما تكون أيضاً قاصرة بهذا الشكل، حوار منطقي بحت، ما يتبنى أسلوب دعوة بنفس الطريقة التي سلكها القرآن الكريم، ما يتبنى في تقديم نفسه المشاعر التي قدمها القرآن الكريم أنك تتبناها عندما تكون محاوراً للآخرين، عندما تناظر الآخرين.
عند ما سلكوا الطريقة هذه فعلاً فشلوا، لا الشيعي تحول سني، ولا السني تحول شيعي، ما كان يأتي تحولات من هذه إلا عن طريق السلطة بالقوة فقط، كان أحياناً تأتي عن طريق هذه،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
مديح القرآن- الدرس الرابع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 31/5/2003م
اليمن - صعدة